الأرشيف

منظمة الصحة العالمية تعلن إطلاق حملة التطعيم ضد تفشي الإيبولا في الكونغو

دبي – مصادر نيوز

أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس عن إطلاق حملة التطعيم ضد الإيبولا في مناطق تفشي المرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيدا بالطريقة التي استجابت بها المنظمة بأكملها لهذه الفاشية.

وأعرب تيدروس في خطابه أمام جمعية الصحة العالمية أمس الاثنين عن تقديره لجهود منظمات اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي وأطباء بلا حدود والصليب الأحمر والعديد من المنظمات الأخرى التي استجابت بسرعة. مشيرا إلى زيارته إلى جمهورية الكونغو الديمقراطية للوقوف على الأوضاع في مناطق ظهور الإيبولا.

“منذ أسبوع واحد فقط زرنا المستشفى حيث يعالج مرضى الإيبولا في بيكورو، وأعجبت كثيراً بالالتزام الذي أظهره موظفونا والعاملون في مجال الصحة الذين يخاطرون بحياتهم لخدمة الآخرين. وصلنا إلى المستشفى وكان العاملون في مجال الصحة قلقين على احتمال أن نصاب بالإبيولا، قلت لهم لا تقلقوا علينا فأنتم هنا كل يوم تعرضون أنفسكم للخطر.”

وتطرق تيدروس إلى اجتماع لجنة الطوارئ بمنظمة الصحة العالمية يوم الجمعة حول وضع الإيبولا في الكنغو الديمقراطية:

“كما تعلمون، اجتمعت لجنة الطوارئ باللوائح الصحية الدولية يوم الجمعة ونصحتني بعدم الإعلان عن حالة طوارئ صحية عامة ذات أهمية دولية، على الرغم من أنهم لاحظوا أن الوضع لا يزال خطيرًا للغاية. لقد قبلت هذه النصيحة. من المثير إلى القلق هو ظهور الإيبولا في بعض المناطق الحضرية ولكن بالرغم من ذلك فنحن الآن في وضع أفضل بكثير للتعامل مع هذا الفاشية مما كنا عليه في عام 2014. إن تفشي المرض في بيكورو مرة أخرى يوضح أن الأمن الصحي والتغطية الصحية الشاملة وجهان لعملة واحدة. أفضل شيء يمكننا القيام به لمنع تفشي المرض في المستقبل هو تعزيز الأنظمة الصحية في كل مكان.”

وقال الدكتور تيدروس إن زياراته إلى عدد من المناطق حول العالم خلال العام الماضي ولقاءاته بمئات الأشخاص مثلت بالنسبة له أقوي تذكير بمسؤولية ورسالة وهدف المنظمة العالمية والذي يتمحور حول تعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم، وخدمة الضعفاء:

“أفكر في تلكم الطفلة التي التقيتها أثناء زيارتي إلى مخيم للنازحين في ولاية بورنو، في نيجيريا. إفعلى الرغم من كل المصاعب التي واجهتها عائلتها إلا أن ذلك لم يخطف البراءة والسعادة من عينيها. أفكر في الأم التي التقيتها في اليمن واليأس يكسو وجهها بعد قطعها مسافات طويلة سيرا على الأقدام لتصل إلى المركز بصحبة طفلها الذي يعاني سوء التغذية وهي تتوسل إلى المسؤولين هناك لرعاية طفلها. أفكر في موظفي منظمة الصحة العالمية والعاملين في مجال الصحة الذين يعملون على مدار الساعة لوقف تفشي فيروس الإيبولا في جمهورية الكونغو الديمقراطية.”

وقال تيدروس إن القضايا الصحية الملحة التي يواجها العالم تحتم على المنظمة تسريع الخطي لتفادي خسران المزيد من الأرواح بسبب انتشار الأمراض. وأضاف أن هذه القضايا دفعت المنظمة الي إنشاء عدد من المبادرات الصحية:

“لهذا السبب أنشأنا لجنة رفيعة المستوى للأمراض غير السارية، لوقف الوفيات المبكرة لملايين البشر والتي يمكن الوقاية منها. أنشأنا كذلك مبادرة بشأن تغير المناخ والصحة في الدول الجزرية الصغيرة النامية، للدفاع عن صحة الناس الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم ضد عالم يتغير من حولهم. نعمل أيضا على علاج 4 ملايين شخص على مستوى العالم مصابين بالسل ولا يعرفون ذلك. أطلقنا أيضا مبادرة جديدة لإحراز تقدم ضد مرض الملاريا، وهو مرض قابل للعلاج بالكامل لكنه لا يزال يقتل نصف مليون شخص كل عام. وأطلقنا أيضا الأسبوع الماضي دعوة للعمل من أجل القضاء على سرطان عنق الرحم، وهو مرض نمتلك جميع مقومات علاجه. فضلا عن مبادرة جديدة للقضاء على الدهون المتحولة بحلول عام 2023. إن هدفنا هو تعزيز الصحة، والحفاظ على سلامة العالم، وخدمة الضعفاء. هذا هو إحساسنا المشترك بالهدف الذي ننتمي إليه جميعًا.”

وأشاد مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس في خطابه، بوجه خاص، بشجاعة مسؤولي وموظفي المنظمة الذي فارقوا الحياة أثناء تأدية واجبهم ومن بينهم كارلو أورباني، مكتشف التهاب الوباء الرئوي الحاد والذي توفي نتيجة إصابته بالمرض نفسه، إضافة إلى الدكتور محمود فكري المدير الإقليمي بمنظمة الصحة العالمية الذي توفي في طريقه لحضور مؤتمر حول الأمراض غير السارية في مونتفيديو بالأورغواي في أكتوبر الماضي.

 

Optimized with PageSpeed Ninja