دبي – مصادر نيوز
دعا بيان مشترك صادر عن المسؤولين الأممين، إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وحماس في غزة، إلى وضع حقوق الأطفال فوق أي اعتبارات أخرى، واتخاذ خطوات فورية للتخفيف من معاناتهم.
مشيرا إلى أن احترام حقوق الأطفال والإحجام عن الانتفاع من محنتهم يجب أن يشكل أولويةً لدى الجميع.
وقال البيان إنه وعلى الرغم من التحذيرات والنداءات المتواصلة للأمم المتحدة وغيرها من المؤسسات لوضع حماية الأطفال موضع الصدارة، إلا أن التقارير الأسبوعية الواردة من قطاع غزة ومناطق أخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة تفيد بتعرض أطفال، لا تتجاوز أعمار بعضهم 11 عاما، للقتل والإصابة بجراح خطيرة. ففي شهر يوليه/تموز وحده قُتل سبعة أطفال فلسطينيين بالذخيرة الحية والقصف من إسرائيل.
أما في إسرائيل فإن الأطفال يتعرضون للخوف والصدمات والإصابة بجروح جسيمة. فبحسب البيان أصيبت طفلتان إسرائيليتان تبلغان من العمر 14 و15 عاما بجراح جراء الصواريخ والقذائف التي أُطلقتها الجماعات المسلحة الفلسطينية بشكل عشوائي باتجاه إسرائيل، خلال الشهر الماضي أيضا.
وأفاد البيان الأممي بمقتل 26 طفلا فلسطينيا، 21 منهم خلال المظاهرات التي اندلعت في الثلاثين من آذار/مارس الماضي، بمحاذاة السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، احتجاجا على تدهور الأوضاع المعيشية في القطاع. فيما لقي الخمسة الآخرون مصرعهم بسبب القصف الإسرائيلي خارج سياق تلك المظاهرات.
وأشار البيان إلى أنه وفي الفترة نفسها، أصيب مئات آخرون من الأطفال بجروح بسبب استخدام الذخيرة الحية، وسيعاني عدد من هؤلاء الأطفال نتيجة ذلك من إعاقات طيلة حياتهم، بما فيها إعاقات ناجمة عن بتر أطرافهم. في الوقت الذي “يحتاج الآلاف من الأطفال إلى المساعدة النفسية والاجتماعية العاجلة، والرعاية الطبية المتخصصة والدعم من أجل إعادة تأهيلهم.”
وقال البيان إن الأطفال في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في قطاع غزة “مسلوبون من كل حق واجب لهم” حيث تتكيّف الأسر مع أربع ساعات من إمدادات الكهرباء في اليوم في ظل حرارة الصيف الشديدة. كما أن مياه الشرب النظيفة غالية الثمن ويصعب العثور عليها. فضلا عن صعوبات جمة ستواجه عشرات الآلاف من الأُسر بالتزامن مع بدء العام المدرسي حيث لا تستطيع تحمُّل تكاليف اللوازم المدرسية الأساسية لأبنائها.
واستنكر البيان “الاستخدام الشائن للأطفال وبصورة متواترة في الخطاب والدعاية السياسية من جميع الأطراف.” وأعرب عن القلق من تعريض الأطفال إلى العنف، مشيرا بوجه خاص إلى “الدعوة التي أطلقتها اللجنة المنظمة لـمسيرة العودة الكبرى خلال الأسبوع الماضي للفلسطينيين للتظاهر تحت شعار جمعة أطفالنا الشهداء.”
قائلا “ينبغي ألا يكون الأطفال هدفا للعنف على الإطلاق، وينبغي ألا يتم وضعهم في دائرة الخطر أو تشجيعهم على المشاركة في العنف.”
* أصدر البيان جيمي ماكغولدريك منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأرض الفلسطينية المحتلة، وجيمس هينان رئيس مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، وجينيفيف بوتن الممثلة الخاصة لمنظمة اليونيسف في دولة فلسطين.