دبي- مصادر نيوز
قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه مقتنع بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قرر غزو أوكرانيا، وأن الهجوم قد يحدث في “الأيام المقبلة”، وفقا لـ BBC.
وقال بايدن إن التقييم استند إلى معلومات المخابرات الأمريكية التي أشارت إلى استهداف العاصمة كييف.
وتنفي روسيا أنها تخطط للغزو.
وجاءت تصريحات بايدن عقب اجتماع هاتفي، استمر 45 دقيقة، عقده مع قادة كندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وبولندا ورومانيا وحلف الناتو والمفوضية الأوروبية والمجلس الأوروبي لبحث “احتمالية استمرار العدوان الروسي على أوكرانيا”.
وقد أعرب القادة، خلال الاجتماع عن “قلقهم العميق إزاء استمرار حشد القوات الروسية، وكرروا دعمهم القوي لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها ، وناقشوا أهمية تقديم المزيد من المساعدة الاقتصادية لأوكرانيا” .
كما تعهدت المجموعة بمواصلة المساعي الدبلوماسية والجهود المبذولة “لضمان الدفاع والأمن في الجناح الشرقي للناتو”.
وتقدر الولايات المتحدة أن هناك ما بين 169 ألفا و190 ألف جندي روسي محتشدون “في أوكرانيا وبالقرب منها”، وهو عدد يشمل المقاتلين المدعومين من روسيا في جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك المعلنتين من طرف واحد في شرق أوكرانيا.
وفي خطابه المتلفز من البيت الأبيض، قال بايدن إن الولايات المتحدة لديها “سبب للاعتقاد” بأن القوات الروسية “تخطط وتعتزم مهاجمة أوكرانيا في الأيام المقبلة”.
وأضاف “حتى هذه اللحظة أنا مقتنع بأن بوتين اتخذ قرار الغزو”، على الرغم من أنه في السابق قال وكبار مسؤوليه إنهم لا يعرفون ما إذا كان هذا هو الحال.
وفي وقت سابق يوم الجمعة، وفي إشارة أخرى إلى تصاعد التوترات، أعلن زعماء المنطقتين الانفصاليتين إجلاء السكان، قائلين إن أوكرانيا كثفت القصف وتخطط لشن هجوم.
وقالت أوكرانيا مرارا إنها لا تخطط لأي هجوم، ونفى وزير الخارجية دميترو كوليبا ما وصفه بـ”تقارير التضليل الروسية”.
ويعيش مئات الآلاف من الناس في المنطقة، ومثل هذا الإجلاء سيكون مهمة ضخمة. لا يوجد ما يشير إلى أن عملية إجلاء جماعي وشيكة، لكن وسائل الإعلام الحكومية الروسية ذكرت أن العديد من الحافلات التي تقل السكان المحليين قد شقت طريقها إلى روسيا.
وأعلن دينيس بوشلين، رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، الإخلاء في مقطع فيديو يُزعم أنه تم تصويره الجمعة. ومع ذلك، أظهر تحليل بي بي سي للبيانات الوصفية أنه تم تسجيله قبل يومين، قبل اندلاع الأعمال العدائية.
وقال الكرملين إن الرئيس بوتين أمر بإقامة مخيمات للاجئين بالقرب من الحدود وتقديم مساعدات “طارئة” للأشخاص القادمين من المناطق الانفصالية.
وتدعم روسيا تمردا مسلحا في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا منذ عام 2014. ولقي حوالي 14 ألف شخص – بمن فيهم العديد من المدنيين – مصرعهم في القتال.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، إن الأحداث التي وقعت خلال الـ48 ساعة الماضية كانت جزءا من الجهود الروسية لخلق “استفزازات كاذبة” لتبرير المزيد من “العدوان”.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية في وقت لاحق إعلان الإجلاء بأنه تحرك “ساخر” من قبل موسكو “لصرف انتباه العالم عن حقيقة أن روسيا تحشد قواتها استعدادا للهجوم”.
وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، جين بساكي، إن عمليات الإجلاء مثال على استخدام موسكو للمعلومات المضللة كذريعة لشن حرب.
ليلة الجمعة، قال جهاز المخابرات العسكرية الأوكراني إنه تلقى معلومات عن زرع متفجرات في منشآت البنية التحتية في دونيتسك استعدادا لما يسمى هجوم العلم الكاذب – وهي عملية نُفذت بنية إلقاء اللوم على الخصم.
وقالت دائرة المخابرات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية على تويتر: “تهدف هذه الإجراءات إلى زعزعة استقرار الوضع في المناطق المحتلة مؤقتا في بلادنا وخلق سبب لاتهام أوكرانيا بارتكاب أعمال إرهابية”.
وفي وقت سابق، قالت السلطات الانفصالية إن سيارة جيب كانت متوقفة تم تفجيرها بالقرب من مبنى حكومي في دونيتسك. وقال مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون إنه هجوم مدبر يهدف إلى تأجيج التوترات.
وفي غضون ذلك، قال بوتين إن الوضع في شرق أوكرانيا يتدهور. وفي مؤتمر صحفي، وجه اتهامات، دون تقديم دليل، بارتكاب “انتهاكات جماعية ومنهجية لحقوق الإنسان” وتكريس “التمييز ضد السكان الناطقين بالروسية” في أوكرانيا.
وقال إنه لا يزال على استعداد لمناقشة الأزمة مع القادة الغربيين، لكنه اتهمهم بتجاهل المخاوف الأمنية لروسيا، وحذر من أن أي اتفاق يجب أن يتضمن تعهدا ملزما قانونا بأن حلف الناتو الأمني سيوقف توسعه شرقا.
وجاءت التوترات المتصاعدة بشأن شرق أوكرانيا وسط تقارير تفيد بأن روسيا تزيد من حشد قواتها على حدود البلاد، بعد أيام فقط من إعلانها أنها تسحبها.
يقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية، بولي آدامز، إنه من المحتمل أن يكون إعلان دينيس بوشلين عن إجلاء النساء والأطفال وكبار السن إلى روسيا تطورا مقلقا للغاية.
ويضيف، فكرة أن الإخلاء ضروري لأن أوكرانيا تخطط لشن هجوم على الجمهوريتين اللتين تدعمهما روسيا وهما دونيتسك ولوهانسك، لا أساس لها من الصحة.
إذ إنه مع وجود جزء كبير من القوة العسكرية الروسية المتمركزة حول حدود أوكرانيا، فإن مثل هذا الهجوم سيكون عملا من أعمال الجنون. إنه أمر، بكل بساطة، لا يمكن تصوره.
لكنه برى أن الانفصاليين وموسكو يريدون خلق انطباع بوجود خطر وشيك. فبالأمس، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن الوضع حول حدود روسيا يمكن أن يشتعل في أي لحظة.
“الدبلوماسية تحقق نتائج”
أرسلت روسيا ردا رسميًا الخميس، على المقترحات الأمريكية للتفاوض تضمّنت مقترحات للخروج من الأزمة وكذلك تلويحا بالتصعيد.
وقالت روسيا إنها مستعدة لمناقشة تفتيش مواقع الصواريخ على الجانبين، لكنها قالت إن “الولايات المتحدة لم تتعامل مع القلق الروسي من توسيع الناتو بالقرب من حدودها”.
وأضافت روسيا أنه في حال لم يتم التعامل مع القضية فسوف يجري اللجوء إلى “تقنيات عسكرية”، لكنها لم توضح طبيعة تلك التقنيات.
وبالرغم من المخاوف، قال وزير خارجية أوكرانيا ديميترو كوليبا إن “الدبلوماسية تحقق نتائج”، مضيفًا: “لا نستطيع التكهن بما يمكن أن يحدث غدا، لكننا نبذل قصارى جهدنا اليوم للحفاظ على السلم، ونحن مستعدون تماما لأي وضع”.