دبي- مصادر نيوز
تدرس “مجموعة أداني” الهندية (Adani Group) شراكات محتملة في السعودية، بما في ذلك إمكانية شراء حصة في “أرامكو”، أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم، وفق أشخاص مطلعين.
أجرت المجموعة، التي يقودها رجل الأعمال الهندي جوتام أداني، محادثات أولية حول مجموعة من مجالات التعاون المحتمل وفرص الاستثمار المشترك مع “أرامكو السعودية” وصندوق الاستثمارات العامة في البلاد، وفقاً لما ذكره الأشخاص. وقالوا إنّ المجموعة ناقشت فكرة شراء جزء من حصة صندوق الاستثمارات العامة في “أرامكو”.
وفي حين أنه من غير المرجح أن تضخ شركة “أداني” مليارات الدولارات نقداً لشراء أسهم “أرامكو” -على الأقل في المدى القصير- فقد تسعى إلى ربط الاستثمار باتفاق أوسع أو صفقة تبادل أصول، على حد قول الأشخاص. وأفاد أحدهم بأن الشركة الهندية يمكن أن تتعاون مع “أرامكو” أو شركات تابعة مثل “سابك” في مجالات مثل الطاقة المتجددة أو مغذيات المحاصيل الزراعية أو المواد الكيميائية.
وقال شخص آخر إنّ أداني قد يعرض أيضاً على صندوق الاستثمارات العامة فرصة للاستثمار في البنية التحتية في الهند، لافتاً إلى أن المداولات في مرحلة مبكرة، ولم يتخذ أداني قراراً بشأن الشكل الذي يمكن أن يتخذه أي تعاون محتمل.
يمكن أن تساعد الصفقة “أرامكو” على تعميق العلاقات مع أحد مستهلكي الطاقة الأسرع نمواً في العالم. أمضت شركة البترول السعودية العملاقة أكثر من عامين في التفاوض بشأن استثمار محتمل بقيمة 15 مليار دولار في “ريلاينس إندستريز ليمتد”، وهي وحدة تحويل النفط إلى المواد الكيميائية التابعة للملياردير الهندي موكيش أمباني. لكن المحادثات ألغيت في نوفمبر، وقالت “أرامكو” في ذلك الوقت إنها ستواصل النظر في الاستثمار في الهند.
لم يُدلِ ممثل “مجموعة أداني” بأي تعليق فوري، كما رفض متحدثون باسم “أرامكو” وصندوق الاستثمارات العامة التعليق.
علاقات استراتيجية
في الشهر الماضي، نقلت الحكومة السعودية حصة 4% إلى صندوق الاستثمارات العامة. وتقدر قيمة الأسهم الآن بنحو 89 مليار دولار بناء على سعر إغلاق “أرامكو” الخميس في الرياض. بدأ صندوق الاستثمارات العامة مؤخراً مناقشات حول كيفية تسييل هذا الحصة، إذ يسعى إلى جمع الأموال لتلبية أهدافه الاستثمارية الطموحة، حسبما أفادت “بلومبرغ نيوز”.
غوتام أداني هو ثاني أغنى شخص في آسيا، إذ تقدر ثروته بنحو 90.5 مليار دولار، وفقاً لمؤشر “بلومبرغ” للمليارديرات. تضم مجموعته طيفاً من الشركات التي تنشط في المواني، والطاقة، والطاقة المتجددة، والمطارات، وتجارة الفحم، ومراكز البيانات.
في يناير، وقَّع أداني اتفاقية مع شركة “بوسكو” (Posco) الكورية الجنوبية لاستكشاف فرص العمل في الهند. تتضمن الاتفاقية إنشاء مصنع فولاذ أخضر في ولاية غوجارات باستثمار محتمل يصل إلى 5 مليارات دولار على مدى السنوات المقبلة.
تسعى المملكة العربية السعودية إلى تعزيز العلاقات مع الهند منذ عدة سنوات. خلال زيارة عام 2019 للقاء رئيس الوزراء ناريندرا مودي، قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنّ بلاده قد تستثمر 100 مليار دولار في الهند.
ومنذ ذلك الحين أبرم صندوق الاستثمارات العامة عديداً من الصفقات في الهند، إذ اشترى حصصاً في أعمال التجزئة التابعة لشركة “ريلاينس”، وشركة الهاتف المحمول، وأصول شبكة الألياف الضوئية. كما عيَّن التكتل الهندي ياسر الرميان، رئيس مجلس إدارة “أرامكو” ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة، في مجلس إدارتها.