دبي – (مصادر نيوز)
أفاد استطلاع أجرته شركة “بي دبليو سي الشرق الأوسط” لآراء عدد من شركات الأسهم الخاصة الرائدة في المنطقة للتعرف على ما يعنيه التحول الرقمي بالنسبة لها ومدى تأثيرها على قراراتها الاستثمارية، أن شركات الأسهم الخاصة تعتقد أن التحول الرقمي ضرورة لا غنى عنها، حيث أنه يلعب دوراً كبيراً في اتخاذ القرارات الاستثمارية وخطط تحقيق القيمة.
ومن الجدير بالذكر أن 80% من شركات الأسهم الخاصة أشارت إلى ضرورة التحول الرقمي حتى تصبح الشركات التابعة لها “جاهزة للمستقبل”، مقارنةً بنسبة 62% من الشركات الأوروبية (استناداً إلى استطلاع بي دبليو سي حول الأسهم الخاصة والتحول الرقمي، والتي أشارت إلى أن الحلول الرقمية يمكنها تحقيق “قيمة مستدامة” للشركات وتعتبر من أهم الاتجاهات التي تؤثر على القرارات الاستثمارية.
وقد انصب التركيز في الاستطلاع الذي جاء تحت عنوان “ ثورة التحول الرقمي في قطاع الأسهم الخاصة”، على دورة حياة الأسهم الخاصة بدايةً من الاستثمار وفترة الحيازة وصولاً إلى الخروج من الاستثمار، كما يلقي الاستطلاع الضوء على مستوى نضج التطورات الرقمية في المنطقة.
تواكب منطقة الشرق الأوسط الثورة الرقمية وشهدت زيادة في “التحول الرقمي”، فيما يعتبر نتيجة طبيعية لارتفاع نسبة الشباب بين سكان المنطقة وجودة البنية التحتية فيها. وعلى مستوى المستهلكين، نلاحظ ارتفاعاً كبيراً في مستويات الاعتماد على التقنيات في دول مثل البحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة، التي يعتبر معدل انتشار المشتركين في خدمات الهواتف المتحركة بها من أعلى المعدلات على مستوى العالم حيث يزيد عن 90%. ومع ذلك، لا تزال الشركات في منطقة الشرق الأوسط في بداية تطبيق حلول التحول الرقمي مقارنةً بالغرب.
ومع تطور المنظومة الرقمية، تبرز حاجة ملحة أمام شركات الأسهم الخاصة في منطقة الشرق الأوسط لمواكبة تلك التغيرات السريعة، وإلا فإنها تخاطر بالتأخر. ويعني أفق الاستثمار في الأسهم الخاصة أنه يتم في الوقت الراهن تقييم التحول الرقمي في أي شركة من شركات محافظ الاستثمار والتخطيط له حتى قبل أن تفكر شركات الأسهم الخاصة في الاستثمار في أي شركة جديدة.
وفي تعليقه على ذلك، قال إروان كولدر، الشريك في بي دبليو سي والمسؤول عن الأسهم الخاصة في منطقة الشرق الأوسط: “إن التحول الرقمي ليس بالخطوة التي يمكن لمستثمري الأسهم الخاصة فرضها ببساطة على الشركات، بل يعتمد التعزيز الرقمي لشركات محفظة الاستثمار على إجراءات وانطباعات جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك مجلس الإدارة وفريق الإدارة، فضلاً عن مدى سهولة تغيير نمط تفكير العملاء”.
وفضلاً عما سبق، تركز 75% من شركات الأسهم الخاصة الآن على مستوى النضج الرقمي لأي شركة في مرحلة التقييم الأولي عند التفكير في صفقات الاستحواذ. غير أن شركات الأسهم الخاصة تتعامل بحذر مع قراراتها الاستثمارية الأولية ومن المستبعد أن تكون من أوائل المستخدمين لأحدث التقنيات. وبوجه عام، يشير استطلاع بي دبليو سي إلى أن شركات الأسهم الخاصة تدرك أنها في مفترق طرق ويجب عليها الموازنة بين مخاطر الاعتماد على التقنيات الحديثة والفرص المتاحة أمامها.
ويتضح كذلك من النتائج المستخلصة من الاستطلاع الذي أجرته بي دبليو سي الشرق الأوسط أن التحول الرقمي لديه مفاهيم مختلفة لدى شركات الأسهم الخاصة. فبعض الشركات تنظر إليها على أنها عامل تمكيني لتعزيز الإيرادات خلال إطار زمني قصير إلى حدٍ ما، في حين تنظر إليها شركات أخرى كطريقة لتحسين عملية إعداد التقارير الإدارية، وذلك من خلال تحسين جودة جمع البيانات واتخاذ قرارات فعالة. وقد أشار نحو 70% من المشاركين في الاستطلاع إلى أن الحلول الرقمية يمكنها خفض النفقات التشغيلية.
وحقيقة الأمر أنه لا توجد طريقة صحيحة لتبني التحول الرقمي أو التقنيات الحديثة، إذ أن حجم التحول الرقمي في محافظ الاستثمار يجب أن يعتمد على الاحتياجات الحالية للشركة والمعايير العالمية السائدة في القطاع. وفي حين تتعامل بعض شركات الأسهم الخاصة بحذر مع هذه المسألة، يعتبر التحول الرقمي على رأس جدول أعمال الحكومات في جميع أنحاء المنطقة، حيث تم إطلاق العديد من البرامج الوطنية لتحسين وتطوير البنية التحتية الرقمية والاقتصاد الرقمي في الدول.
وتجدر هنا الإشارة إلى أن الثورة الرقمية تغيّر من طريقة استهلاك المنتجات والخدمات. ومع استمرار السوق في التأقلم مع متطلبات واحتياجات المستهلكين، يجب على شركات الأسهم الخاصة وشركات الاستثمار مواكبة ذلك من خلال التأقلم مع سلوكيات المستهلكين.
واختتم كولدر حديثه قائلاً: “إن وجود استراتيجية رقمية أمر لا بد منه ͐للاستعداد للمستقبل͑ بالنسبة لأي شركة تريد الحفاظ على حصتها في السوق والتفوق في المنافسة. وستتمكن الشركات التي تتسم بالذكاء والمرونة من حصد ثمار التحول الرقمي وما تحققه من قيمة”.