دبي – (مصادر نيوز)
قدم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين تقريره السنوي، إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، عن أنشطة مكتبه والتطورات في الكثير من دول العالم منها سوريا وميانمار واليمن ومصر وليبيا.
وقال زيد إن الكثير من الناس عانوا من عنف التطرف والجماعات الإرهابية خلال الأشهر القليلة الماضية. وشدد على إدانته لأعمال الإرهاب أينما حدثت.
سوريا
قال زيد إن الصراع في سوريا دخل مرحلة جديدة من الرعب، فبالإضافة إلى سفك الدماء في الغوطة الشرقية، يعرض تصاعد العنف في محافظة إدلب نحو مليوني شخص للمخاطر.
“وفي عفرين تهدد العمليات الهجومية التي تقوم بها تركيا، أعدادا كبيرة من المدنيين. الناس في دمشق، التي تسيطر عليها الحكومة، يعانون من تصعيد جديد في القصف الأرضي. وأدت العمليات الهجومية ضد الجماعات المتطرفة إلى خسارة كبيرة في أرواح المدنيين.”
وتفيد المعلومات بمقتل أكثر من 400 ألف شخص منذ بدء الصراع السوري عام 2011، بالإضافة إلى إصابة مليون شخص بجراح. ويعيش مئات الآلاف في مناطق خاضعة للحصار، تفرضه في الغالب القوات الحكومية وحلفاؤها.
وأجبر أكثر من 11 مليونا على الفرار من ديارهم. ويعتقل عشرات الآلاف، عادة في ظل ظروف غير إنسانية تشمل التعذيب، فيما اختفى الكثيرون قسريا كما قال زيد.
وذكر المفوض السامي لحقوق الإنسان أن مكتبه وثق وقوع أكثر من ألف قصف جوي وأرضي خلال عام 2017، وعدد هائل من انتهاكات حقوق الإنسان الجسيمة من كل أطراف الصراع، من القوات الحكومية والميليشيات المتحالفة معها، والأطراف الدولية، وجماعات المسلحة المعارضة وداعش.
وأضاف أن الانتهاكات الواسعة التي ارتكبتها الحكومة السورية وحلفاؤها المحليون بدءا من عام 2011، خلقت المجال الأولي لترعرع الجماعات المسلحة المتطرفة.
“المحاولات الأخيرة لتبرير الهجمات العشوائية والوحشية ضد مئات آلاف المدنيين، والقول إنها ضرورية من أجل محاربة مئات من المحاربين، مثلما يحدث في الغوطة الشرقية، لا يمكن أن تدوم من الناحية القانونية والأخلاقية. وعندما يكون المرء مستعدا لقتل شعبه، فإن الكذب يصبح سهلا أيضا. إن ادعاءات الحكومة السورية بأنها تتخذ كل التدابير لحماية المدنيين، سخيفة بكل صراحة.”
وأشار زيد رعد الحسين إلى وصف الأمين العام للوضع في الغوطة الشرقية بأنه جحيم على الأرض. وقال زيد إن الغوطة الشرقية تشهد هذا الوضع خلال الشهر الحالي، أما الشهر المقبل والذي يليه فقد يكون مكانا آخر يواجه فيه الناس دمارا شاملا يخطط له وينفذه أفراد داخل الحكومة، مع ما يبدو أنه دعم كامل من بعض داعميهم الأجانب. وشدد المفوض السامي على ضرورة تغيير هذا المسار الكارثي، وإحالة سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية.
اليمن
يتواصل تصاعد الصراع في اليمن، مما يؤدي إلى كارثة إنسانية بأبعاد جديدة، كما قال زيد.
“يعاني المدنيون من القصف العشوائي وهجمات القناصة من الحوثيين والقوات الموالية لهم، وأيضا من القصف الجوي الذي تنفذه قوات التحالف بقيادة السعودية. يبقى ذلك السبب الرئيسي لوقوع الضحايا المدنيين، بمن فيهم الأطفال.”
وأبدى زيد القلق بوجه خاص إزاء أوضاع مئات آلاف المدنيين العالقين في مدينة تعز. وقال إنه سيقدم إلى مجلس حقوق الإنسان تحديثا مفصلا عن ذلك في الحادي والعشرين من الشهر الحالي.
ليبيا
وسيقدم المفوض السامي لحقوق الإنسان إحاطة للمجلس حول الوضع في ليبيا في العشرين من الشهر الحالي. وقال زيد إنه شعر بالقلق، خلال زيارته لليبيا في شهر أكتوبر، بشأن انعدام سيادة القانون بأنحاء البلاد والإفلات شبه الكامل من العقاب حتى فيما يتعلق بأكثر الجرائم خطورة.
وشجع كل الدول على دعم تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في الجرائم ضد الإنسانية المرتكبة في ليبيا.
مصر
أعرب مفوض حقوق الإنسان عن القلق بشأن مناخ التخويف السائد في مصر، في سياق الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر الحالي.
وقال إن المرشحين المحتملين تعرضوا، كما أفيد، للضغط للانسحاب من السباق الانتخابي من خلال طرق منها الاعتقالات.
وأضاف أن القانون يمنع المرشحين ومؤيديهم من تنظيم المسيرات، كما تم إسكات وسائل الإعلام المستقلة مع الحجب الكامل لأكثر من 400 موقع لوسائل إعلامية ومنظمات غير حكومية.
وقال زيد إن مكتبه ما زال يتلقى تقارير تشير إلى الاستهداف المستمر للمدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين وناشطي المجتمع المدني وداعمي جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى تقارير عن حدوث تعذيب أثناء الاحتجاز.
وأضاف زيد رعد الحسين أن المصريين لديهم تطلعات للعيش في بلد ديمقراطي حر وجامع، وحث على احترام حرياتهم وحقوقهم الأساسية بشكل أكبر.
وأشار إلى الدعوات التي وجهتها مصر، مؤخرا، لعدد من خبراء حقوق الإنسان لزيارتها. ودعا المفوض السامي السلطات المصرية إلى الانخراط في المناقشات مع مكتبه.
الولايات المتحدة الأميركية
أبدى المفوض السامي لحقوق الإنسان صدمته بشأن اعتراض المهاجرين في منطقة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، بمن فيهم الأطفال، واحتجازهم في ظروف صعبة تشمل درجات حرارة تقل عن الصفر واحتجاز الأطفال بمعزل عن أسرهم.
وأشار زيد إلى الزيادة الحادة لاحتجاز وترحيل المهاجرين، بما يفرق الأسر ويسفر عن مشاق اقتصادية. وقال إن الحكومة الأميركية قد أنهت البرنامج المعروف باسم (داكا) الذي كان يمنح فرصة البقاء في البلاد لمن جاءوا إلى الولايات المتحدة عندما كانوا أطفالا مع ذويهم.
وأبدى القلق بشأن القرار الأميركي المتعلق بإلغاء الإغلاق المقرر لمركز الاعتقال في خليج غوانتانامو. وقال إن الاحتجاز اللا نهائي في هذه المنشأة، بدون محاكمة وفي ظل ظروف غير إنسانية عادة، يعد انتهاكا للقانون الدولي.
كما أعرب زيد رعد الحسين عن القلق أيضا بشأن مقترحات قد تؤدي إلى تقليص تدابير الحماية الاجتماعية.