دبي – مصادر نيوز
أكد اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي في شرطة دبي، أن شرطة دبي حريصة على مواكبة المستجدات والتطورات التقنية والعلمية، ويتجلى ذلك في إطلاقها مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، الأول من نوعه في المنطقة خلال العام الماضي، وفقًا لبيان صحفي نشره المكتب الغعلامي لحكومة دبي.
وبحسب البيان يعد المعرض من أبرز الأحداث التي تجمع بين خبراء الشرق والغرب في العلوم الجنائية المتخصصة ضمن لقاء أكاديمي يتم خلاله عرض مختلف تحديات علم الجريمة والكشف عنها.
جاء ذلك خلال إعلان اللواء المنصوري عن موعد انعقاد مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية في دورته الثانية، برعاية الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، تحت شعار “العلم في خدمة العدالة”، وأبرز أجنداته، في مؤتمر صحفي عقدته القيادة العامة لشرطة دبي بالتعاون مع شركة اندكس للمؤتمرات والمعارض، عضو في القابضة، وبحضور اللواء الدكتور أحمد عيد المنصوري، مدير الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، والعميد الدكتور جاسم خليل ميرزا مدير إدارة الإعلام الأمني، والدكتور عبد السلام المدني رئيس “اندكس” القابضة، وعدد من الضباط والأفراد، والسادة الإعلاميين.
ورش عمل
وأوضح اللواء خليل المنصوري أن المؤتمر والمعرض الذي تنظمه شرطة دبي بالتعاون مع شركة “اندكس” للمؤتمرات والمعارض سينطلق في 9 من شهر إبريل ويستمر حتى يوم 11 من الشهر ذاته في مركز دبي الدولي للمؤتمرات والمعارض، على أن يسبق افتتاح المؤتمر ورش عمل في يوم 8 من شهر إبريل.
وأكد اللواء خليل المنصوري أن تخصص الأدلة الجنائية وعلم الجريمة يتطور بتطور الجريمة وابتكار الجناة لوسائل وأدوات جديدة، وهو ما يتطلب استباقهم واستشراف مستقبل التخصصات العلمية في هذا المجال، وتطويع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في سبيل الكشف عن الجريمة، كما يتطلب الأمر من المتخصصين والخبراء التفكير بأساليب مغايرة أكثر إبداعاً وابتكاراً لمحاربة الجريمة ومرتكبيها، وتبادل الخبرات بين كافة الدول، نظراً لمواجهتنا عصابات ومجرمين دوليين في بعض الأحيان.
وقال اللواء خليل المنصوري إن شرطة دبي تسعى من خلال المؤتمر والمعرض إلى مواكبة المستجدات والتطورات في مجال مكافحة الجريمة، وتزويد الكوادر العلمية والمتخصصة بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا، وتطبيقها لأفضل المعايير العالمية في مختبراتها الجنائية وعملها في مبنى الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، الصرح العلمي والتقني الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
مكافحة الشك
بدوره، أكد اللواء الدكتور أحمد عيد المنصوري أن المؤتمر والمعرض يشكلان منصة مهمة للقاء نخبة من أهم خبراء العلوم الجنائية وعلم الجريمة، موضحاً أن المؤتمر في هذا العام يركز في محتواه على مكافحة الشك، نظراً إلى أن العديد من الأدلة تعتبر داعمة للقضية وليست قاطعة، ولا ترقى لإقناع القضاة ليتخذ الحكم بحق الجناة، مضيفاً أن بعض الأدلة المستحدثة مثل تلك التي تختص بالجرائم الإلكترونية وما يتعلق ببصمة العين والحركة والرائحة، يتم العمل عليها ليتم الأخذ بها كدليل قاطع يدين الجناة.
تجارب متخصصة
وقال الدكتور أحمد المنصوري إن الإدارة العامة للأدلة الجنائية ستقدم 12 مشاركة، و27 ملصقا علميا الكترونيا، هذا إلى جانب 3 مواضيع متخصصة سيتم التطرق إليها، الأولى تتعلق بالجرائم التي قد تكون مرتبطة بالطباعة ثلاثية الأبعاد، والثانية تختص بالقضايا المرتبطة بجرائم الصوت، مضيفاً أن شرطة دبي أنشأت قواعد بيانات للهجات، وهو أمر شديد التخصص والندرة، والموضوع الثالث هو كيفية أن يكون المرء ملماً بالجرائم الإلكترونية.
مشاركات شبابية
وبيّن اللواء أحمد المنصوري أن المؤتمر سيناقش أيضاً آخر المستجدات في كل ما يختص بالمجال من دراسات وأبحاث وتقنيات على مستوى العالم، إلى جانب منح الفرصة للطلبة للاطلاع على أحدث البحوث والتقنيات المختصة وإيجاد فرصة لهم للمشاركة الفاعلة واكتساب الخبرات، بالإضافة إلى إبراز دور العاملين في الأدلة الجنائية بشرطة دبي ووضعها على الخارطة العالمية، واحتضان جلسات حوارية تفاعلية، وإقامة معرض يضم أحدث التقنيات والتكنولوجيا المختصة بالعلوم الجنائية.
وقال اللواء أحمد المنصوري إن تخصص الأدلة الجنائية وعلم الجريمة أحد الأعمدة الرئيسية للكشف عن خيوط الجريمة بالأدلة القاطعة واستناداً للأدلة العلمية المعتمدة، مضيفاً أن المؤتمر سيستعرض مشاركات علمية من كافة تخصصات علوم الأدلة الجنائية وعلم الجريمة دون استثناء، وذلك من شأنه الارتقاء بالأداء العام، والاطلاع على أساليب إجرامية وحوادث تختص بالأعيرة النارية على مستوى العالم، بهدف التطور الدائم وتحري الدقة في تحليل القضايا ودراستها ومتابعتها، كما سيتسنى للدول النامية الاطلاع على أحدث الدراسات والبحوث والتقنيات ذات العلاقة بعلوم الأدلة الجنائية والجريمة، إلى جانب تحفيزه للقدرات الشابة والمبدعة لتطوير ذاتها والمشاركة في هذا الحدث الضخم.
استقطاب عالمي
وتحدَّث الدكتور عبد السلام المدني رئيس اندكس القابضة عن أهمية هذه الفعالية وعبَّر عن فخره وإعجابه بمدى تفاعل الجهات المشاركة في المؤتمر والمعرض والاستعداد له قائلاً: “تنبع أهمية الدورة الحالية من مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة هذا العام من كونه يسلِّط الضوء على المجهود الجبار الذي يبذله العلماء والمختصون في مساندة عمليات التحقيق الجنائي ودعمها في تحقيق العدالة. ومن شأن مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة أن يكون مميزاً هذا العام عبر المواضيع التي سيناقشها والمتحدثين المشاركين فيه وأن يسهم في زيادة الوعي لدى الجهات المختصة والمجتمعات والدول محلياً وإقليمياً وعالمياً. ومن المتوقع أن يستقطب هذا الحدث العالمي أكثر من 2000 زائر ومشارك من مختلف أنحاء العالم.”
المحاور والمشاركات
من جانبه، قال الدكتور فؤاد علي تربح خبير أول السموم الجنائية ومدير إدارة التدريب والتطوير في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة، إن المؤتمر سيشهد حضور 46 خبيراً دوليا وعربياً، و7 ورش عمل، و20 عارضاً، وأكثر من 30 محاضرة علمية، و70 ملخصاً، وسيضم نخبة من رؤساء المنظمات العالمية للعلوم الجنائية ومدراء المختبرات الجنائية في كل من الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، أستراليا، النمسا، وغيرها من دول العالم إضافة إلى علماء من دول مجلس التعاون الخليجي وخبراء من دول الإمارات العربية المتحدة في المجال الجنائي.
وأوضح أن عدداً من أوراق العمل التي ستعرض سيتم انتقاء الأفضل، إلى جانب اعتماد جوائز قيمة لأفضل المشاركات العلمية للشباب “جوائز العلماء الشباب تحت سن الأربعين”، وذلك دعماً لتوجه الدولة الرامي لإطلاق الطاقات الكامنة للشباب، وإشراكهم في صناعة مستقبل الإمارات، حيث تتضمن جوائز العلماء اختيار أفضل ورقة علمية، وأفضل ملصق علمي يعرض في المؤتمر، وأفضل دراسة، وبالتالي يكون مؤتمر الإمارات للعلوم الجنائية فرصة للشباب للإبداع وتقديم مهاراتهم عالمياً، فيما سيكون التحكيم من مسؤولية المجلس العلمي العالمي الأعلى للمؤتمر.
وأضاف أن محاور المؤتمر ستتطرق إلى آثار استخدام تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد على الأدلة الجنائية، وتقنية الكشف الآلي عن وجوه المفقودين من الأطفال والكبار بعد فترة من الزمن، ودراسة حول تشريح نمط الإصابات في الوفيات الناجمة عن القتل بسبب الأسلحة، وحالات الوفاة الناجمة عن الحريق، ومدى الثقة التي يوليها المعنيون بتقارير الطب الشرعي، والعوامل المؤثرة في تحقيقات الأدلة الجنائية الرقمية، وترخيص علماء الطب الشرعي لضمان جودة العمل، وآثار مسكنات الألم بعد الوفاة، والتزوير الذاتي للتوقيعات، وعلم النفس الشرعي في دول مجلس التعاون الخليجي، وغيرها من المحاور التي تهم المتخصصين في مجال العلوم الجنائية.
وبيّن أن المؤتمر سيتضمن مختلف العلوم الجنائية وعلم الجريمة، ومن ذلك العلوم الطبية، علم الأجناس، الكيمياء الجنائية، علم الأسنان الجنائي، فحص الآثار الدقيقة والمتفجرات، علم الجينات والأحياء والحمض النووي، والتحقيق في موقع الجريمة، وأخلاقيات المهنة، وعلوم جرائم الأدلة الرقمية، وجرائم الحاسوب وجرائم شبكات المعلومات المجتمعية، والطب الشرعي في حالات الكوارث، وعلوم السموم الشرعية، وعلم الفيزياء النووية، والهندسة الجنائية، والتمريض الجنائي، وقضايا الأسلحة النارية والآلات، وعلم النفس الجنائي وعلم الجريمة، والإدارة وضمان الجودة، والإبداع في الطب الشرعي.
وقال إن المؤتمر سيشمل العلوم ذات العلاقة والمرتبطة ارتباطا كلياً بالأدلة الجنائية والكشف عن الجريمة مثل تخصصات القانون والحقوق والشريعة، والطب الجنائي والتمريض الجنائي بالإضافة إلى دور الأدلة الجنائية في قضايا الأزمات والكوارث بكافة أنواعها، وبالتالي يعتبر هذا الملتقى العلمي هو الأول من نوعه عربياً وإقليمياً ليجمع تحت مظلته كافة التخصصات الجنائية دون استثناء، إضافة لتضمنه قضايا تمثل تحدياً للخبراء وعرض للاستخدام الأمثل لتقنيات جديدة من شأنها إعطاء الدقة والكفاءة في فحص الآثار المادية لمسارح الجريمة المتعددة، واعتماد الأنظمة العالمية في قراءة وتفسير النتائج، الأمر الذي يضمن قوة وجودة التقرير الفني الجنائي النهائي أمام دوائر المحاكم والجهات القضائية والعدلية.
كما بيّن الدكتور فؤاد تربح أن المؤتمر سيعرض للمرة الأولى ملصقات علمية إلكترونية على شاشات ذكية، كما أن 15 منظمة علمية أصبحت شريكة لشرطة دبي من خلال منحها الشعار الخاص بها في موقع المؤتمر منها العالمي والمحلي من منظمات وجامعات.
وأضاف أن المعرض المصاحب سيضم منتجات ومعدات جمع الأدلة في مسرح الجريمة وترقيمها وتغليفها والمنتجات والمعدات المصممة للمساعدة في تحديد ووضع أولوية الأدلة في مسرح الجريمة ومعدات تحليل البيولوجيا الجنائية (تحليل الحمض النووي، تحليل أنماط الشعر والدم، البصمات، آثار الحيوانات والنباتات والتربة) ومعدات التحقيق الرقمي من التصوير الرقمي وتحليل الكلام والصوت وتحليل البيانات والأجهزة الرقمية الأخرى لالتقاط صور الأقمار الصناعية ولوحات التحكم بالألعاب وشرائط الذاكرة. كما سيضم المعرض منصات لشركات التأمين ووسائل الإعلام والمنشورات والاتحادات والجمعيات ذات الصلة.
ينظم مؤتمر ومعرض الإمارات الدولي للأدلة الجنائية وعلم الجريمة شركة اندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض – عضو في اندكس القابضة، بالشراكة مع شرطة دبي.