دبي – مصادر نيوز
أفادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأنها وشركاءها اختبروا بنجاح عملية إطلاق بعوض عقيم من الطائرات بدون طيار كجزء من جهود مكافحة الحشرات الناقلة لفيروس زيكا وأمراض أخرى، من خلال استخدام تقنيات نووية.
تم اختبار النظام في البرازيل في الشهر الماضي، بعد أن عملت الوكالة، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) ومجموعة WeRobotics السويسرية غير الربحية، على تطوير آلية إطلاق البعوض من الطائرات بدون طيار لاستخدامها في السيطرة على الآفات الحشرية.
وتعتمد التقنية، المسماة بـ “إطلاق الذكور العقيمة”، بالأساس على إنتاج كميات كبيرة من البعوض، ثم فصل الذكور عن الإناث، وبعد ذلك تعرض الذكور لأيونات غاما المشعة فتصبح عقيمة، ومن ثم يتم إطلاقها للتزاوج مع الإناث البرية. وبما أن هذا لا ينتج أي ذرية، يتراجع عدد الحشرات بمرور الوقت.
وفي هذا الشأن، قال عالم الحشرات الطبية في القسم المشترك بين الفاو والوكالة جيريمي بوير، “إن استخدام الطائرات بدون طيار هو سبق علمي يمهد الطريق لعمليات إطلاق واسعة النطاق وفعالة من حيث التكلفة، وأيضا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية.”
ولا ينتشر بعوض الزاعجة المصرية، المسؤول عن تفشي العديد من الأمراض، لأكثر من 100 متر في حياته، مما يخلق تحديا للتطبيق الفعال لـلتقنية على مساحات واسعة، وبالتالي يتطلب إطلاق أعداد كبيرة من الحشرات في حالة جيدة على منطقة معينة.
وبما أن البعوضة حشرة هشة، تمثل الإطلاقات من ارتفاعات عالية خطرا عليها قد يتلف أجنحتها وأرجلها، ولذا يصعب استخدام الطائرات التقليدية لذلك. وحتى الآن، كان يتم إطلاق البعوض العقيم باستخدام أساليب أرضية تستغرق وقتا طويلا وعمالة كثيفة.
“باستخدام الطائرات بدون طيار، يمكننا معالجة 20 هكتارا خلال خمس دقائق. وبوزن أقل من 10 كيلوغرامات، يمكن أن تحمل الطائرة بدون طيار 50 ألف بعوضة عقيمة في كل رحلة” حسبما قال بويير.
وتعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وشركاؤها الآن على خفض وزن الطائرة بدون طيار لزيادة قدرتها على الحمل لتصل إلى 150 ألف بعوضة في كل رحلة. وتدعم منح الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية تطوير الطائرات بدون طيار.
هذا وتخطط البرازيل لبدء استخدام نظام الطائرات بدون طيار في المناطق الحضرية والريفية المختارة بداية من يناير 2019، في ذروة فصل الصيف – في نصف الكرة الجنوبي – وموسم البعوض.
يذكر أن هذه التقنية ليست حديثة، حيث تم استخدامها لأكثر من 50 عاما لمكافحة الآفات الزراعية مثل ذبابة فاكهة البحر الأبيض المتوسط، ولكن تم مؤخرا تعديلها لنقل البعوض.