دبي – مصادر نيوز
مع تأثر أكثر من 826 ألف شخص بالفيضانات الغزيرة التي اجتاحت معظم أنحاء نيجيريا، تواصل الوكالات الإنسانية جهودها الحثيثة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة، خصوصا خدمات الرعاية الطبية الأساسية التي تعتبر بالغة الضرورة لمنع الانتشار الكارثي للأوبئة.
وبحسب الأنباء، عانت البلاد من فيضانات واسعة النطاق بعد هطول غزير للأمطار بدأ في أغسطس/آب الماضي، وفيضان النهرين الرئيسيين في نيجيريا، نهر النيجر ونهر بينو.
وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان صحفي، إن الفيضانات قد أودت حتى يوم الاثنين الماضي بحياة مئتي شخص، وتم الإعلان عن حالة الكوارث الوطنية في الولايات الأربع الأكثر تضررا، وهي ولايات كوجي والنيجر وأنامبرا والدلتا.
وتؤثر الكارثة الآن على اثنتي عشرة ولاية من أصل ست وثلاثين، وفقا للوكالة الوطنية لإدارة الطوارئ، حيث تم تهجير 176 ألف شخص، وغمرت مياه الفيضانات ما يزيد من 150 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وجرفت ما يقرب من 18 ألف منزل، بينما دمرت العديد من الطرق والجسور.
وتقوم الأمم المتحدة وشركاؤها بتقييم عاجل للأوضاع، وبتوسيع نطاق دعم خدمات الطوارئ الحكومية. وعلى وجه الخصوص، قامت منظمة الصحة العالمية بنشر خبراء لتقوية أنظمة المراقبة والإنذار المبكر، كما تعمل على ضمان توفير الأدوية الأساسية في المخيمات التي تم إنشاؤها حديثا للعائلات النازحة.
“وبالإضافة إلى الدمار الناجم والخسائر في الأرواح، يمكن أن تؤثر الفيضانات بشكل كبير على صحة السكان المتضررين، حتى بعد أن تنحسر مستويات المياه،” كما قال ممثل المنظمة في نيجيريا.
وتخشى المنظمة أن تؤدي الفيضانات وما ينجم عنها، بما في ذلك نقص المياه الصالحة للشرب والمأوى وتفجر أنظمة الصرف الصحي، إلى انتشار الأمراض المعدية المنقولة عن طريق المياه، مثل الكوليرا والملاريا. وقد يتعثر الوصول إلى مرافق الرعاية الصحية.
يذكر أن منطقة شمال شرق نيجيريا تعاني واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم بسبب النزاعات، فيما تنتشر بالفعل الكوليرا في ولايات بورنو وأداماوا ويوبي، مما يجعل مهمة الشركاء الإنسانيين في مراقبة آثار الفيضانات ومتابعتها بفعالية شديدة الأهمية.
هذا ومن المتوقع أن يقوم منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة مارك لوكوك، ومدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر بزيارة المنطقة في الأيام المقبلة للوقوف على جهود المساعدة الإنسانية.