دبي – مصادر نيوز
رسم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدانوم غبريسيس صورة قاتمة لحالة العالم وصحة سكانه اليوم، تحت التأثير الخطير الناجم عن تعرض الملايين من الناس للهواء الملوث.
وقال الدكتور غبريسيس “من الرحم إلى اللحد، لا ينجو أحد” من التأثيرات الخطيرة لتلوث الهواء على الحياة أو الصحة، سواء الأطفال أو الكبار.
وجاءت كلمة المدير العام خلال افتتاح فعاليات المؤتمر العالمي حول تلوث الهواء والصحة، وهو المؤتمر الأول من نوعه الذي تكرسه منظمة الصحة العالمية لهذا الموضوع. ودعت المنظمة خلال المؤتمر إلى اتخاذ تدابير مؤسسية على المستوى الدولي من أجل “عالم خال من تلوث الهواء”.
وبينما تتزايد درجات الحرارة إلى مستويات عالية في عالم يزداد ازدحاما بسكانه، تستمر الماكينات والمحركات التي يستخدمها الناس حول العالم في ضخ انبعاثات ملوثة للجو بشكل خطير.
وتقول الأمم المتحدة إن نصف دول العالم لا يستطيع الوصول أو الاعتماد على تكنولوجيات الطاقة والوقود النظيفة، في وقت يزداد فيه الهواء الذي نتنفسه تلوثا. هناك الآن، حسب تقارير المنظمة، تسعة من بين كل عشرة أشخاص في العالم يتنفسون هواء ملوثا يتسبب في مقتل 7 ملايين شخص كل عام. وتقول المنظمة المعنية بالصحة العالمية إن ثلث الوفيات الناجمة عن السكتة الدماغية، أو سرطان الرئة وأمراض القلب، في العالم تحدث بسبب تلوث الهواء.
“من الرحم إلى اللحد، لا أحد ينجو؛ فبعض أطفالنا لن يصلوا إلى كامل قدراتهم وإمكاناتهم القصوى بسبب التعرض لتلوث الهواء وهم داخل الأرحام، أو في حياتهم المبكرة. وسوف يموت بعض آبائنا في وقت أبكر بسبب تعرضهم طوال حياتهم لتلوث الهواء. وفي أجزاء كثيرة من العالم، يزداد الوضع سوءا“
وأضاف الدكتور تيدروس في كلمته الافتتاحية “لا يمكن لأي شخص أو مجموعة أو مدينة أو بلد أو منطقة أن يحلوا المشكلة بمفردهم.” وشدد على الحاجة إلى التزامات وإجراءات قوية من الجميع، بما في ذلك الحكومات وقادة المجتمع المحلي ورؤساء البلديات والمجتمع المدني والقطاع الخاص وكذلك الأفراد. ودعا المدير العام للمنظمة جميع البلدان والمدن إلى أن تلتزم بالوفاء بمعايير منظمة الصحة العالمية الخاصة بنوعية الهواء في السنوات الاثنتي عشرة المقبلة، قائلاً “علينا أن نتفق بشكل لا لبس فيه على الحاجة الماسة إلى عالم خالٍ من تلوث الهواء.”
وتنظم منظمة الصحة العالمية وشركاؤها هذا المؤتمر الدولي، في جنيف في الفترة من 29 أكتوبر إلى الأول من نوفمبر، حول تأثيرات تلوث الهواء بهدف زيادة الوعي بهذا التحدي المتصاعد، وكذلك لتبادل المعلومات ومشاركة وسائل مجابهة المخاطر الصحية للتلوث. وتسعى المنظمة لحشد العالم من أجل التزامات رئيسية لمكافحة المشكلة.