هل تخاف أن تتخذ قرارا في الوقت المناسب؟ هل تهرب من بعض المهام والمسؤوليات خوفًا من إتمامها أحيانا؟ هل ترتعش حين تذهب لمقابلةٍ شخصية، أو وظيفية، أو حتى عاطفية لأول مرة؟
أحساسٌ طبيعيٌ، فلا تخف من شعورك بالخوفٍ، ولا تقلق، خَافَ كما تشاء – لكن في حدود المعقول – ولا تُحولُ خوفك إلى جُبنٍ، فهو الفشل ذاته.
الخوف، أحد مراحل النجاح، نعم هو كذلك، إذا لم نُبالغ فيه. الخوف قد يكون طوق نجاة من تهور او اندفاع غير مدروس نحو هلاك واضح.
الخوف قد يكون وقاية من ذنوب ومعاصي، أو ظلم قد يقع على أًناس لا حول لهم ولا قوة.
الخوف كثيرا ما يحمل الرحمة، ومن لا يخافُ – لو لمرةٍ – رحمةً بالناس أو رغبةً في نجاح، أو رأفةً بضعيف فهو جبان، لا يملك من الشجاعة مثقال ذرة.
الخوف تماما قد يكون هو المساحة التي يتراجع فيها السهم ليكتسب قوة الانطلاق، الخوف قد يكون الهدنة بين مضطربين، الأنفاس التي يلتقطها الغواص ليعود ثانية إلى أعماق البحر.
الخوف شعور إنساني مثل إي شعور، زرعه الله في قلوبنا لعلة، قد يكون الخوف من أجل الرحمة بين الناس، فتخاف الأم على صغارها رحمة بهم، ويخاف القائد على شعبه عدلًا لهم، حتى الأسود في الغابات تخاف حين تجوع، حين تهب للصيد، حين تفشل في إطعام صغارها.
الخوف ليس فشلًا أو ترددًا، فالخوف قد يحمل في طياته قوة وبَأْسا ونجاحا، فقد نخاف من شر واقع لننجو بحياة ينتظرها الكثيرون. ألم يقل رب العالمين لأم موسى ” فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ” وقد خافت وألقته في اليم، لينجوا ويصبح نبيًا ينقذ أمةً كاملة من الكفر والهلاك.
وقد تخاف من فشلٍ؛ فتحارب لنجاحٍ لن يتم دون خوفك.
لو خاف جوزيف ستالين الزعيم الروسي، ما قتل أكثر من 40 مليون شخص طوال سنوات حكمه الثلاثين. ولو خاف القادة السياسيون – أثناء الحرب العالمية الثانية – وأعلنوا الهدنة ووقف الحرب منذ البداية، ما تسببوا في مقتل أكثر من 60 مليون شخص. ولكن غلبهم الجبن، وغابت الشجاعة عن معظمهم ليحل القتل والدمار على كل شعوبهم آنذاك.
وأخيرا أعلى مراتب الخوف هو الخوف من الله عز وجل، فمن خاف الله في كل أمر، ضمن النجاح في كل أمر.
فالخوف من الله يمنع الظلم، والقهر، والجبن، والفقر، وسوء الخاتمة، ويهب لصاحبه القوة والشجاعة في الحق، والحكمة في كل أمر.
Twitter: @mohamabdulzaher
Linkedin: @Mohamed Abdulzaher