كتب – محمد عبد الظاهر
نشرةٌ إخباريةٌ كاملة تُدار بدون تدخل بشري إلا من وراء الكاميرات، الروبوت ينقل الحدث، وهو من يصور باستعمال أحدث تقنيات نقل الصوت والصورة، وهو من يحاور في الاستديو، يُقدم ويُحلل، ويكتب عناوين إخبارية على الشاشات، بل ويعلق كمترجم فوري للضيوف بلغات مختلفة، لا يهم وقت البرنامج، ويختار روبوت أخر الفواصل الموسيقية بعناية فائقة. وقلما تجد إنسان يظهر على الشاشة إلا لبعض المهام المحدودة، وكضيف شرف وسط عدد من الروبوت، هذه هي “صحافة الذكاء الاصطناعي AI Journalism”.
وهناك تقارير صحفية حية من روبوت طائر “ضد الاشتعال ” ينقل مباشرة من داخل حرائق الغابات في كاليفورنيا، وأخر من قاع أحد المحيطات، حيث أعمال التنظيف مستمرة لآلاف الأطنان من النفايات البلاستيكية.
- اقرأ ايضا: الذكاء الاصطناعي بديل الإعلاميين
تأثير صحافة الذكاء الاصطناعي على الإعلام
“صحافة الذكاء الاصطناعي AI Journalism” سوف تخلق ثورة جديدة في صناعة الإعلام، حيث لا حدود جغرافية، ولا قانونية، ولا قيود تضعها الحكومات على حرية نقل الخبر، أو الوصول إلى المعلومات، المنافسة قوية للغاية، والرابح في السباق من يقتنص تلك الفرص ويستحوذ على أحدث التقنيات الحديثة ويقوم بدمجها في صناعة الإعلام. وللأسف سوف تتحول دول العالم الثالث إلى سوق مخترقة من تلك القنوات والتقنيات الحديثة وصولا لمعلومات سيادية من قبل وسائل الإعلام وصحافة الذكاء الاصطناعي.
فلا مجال لقمع ثورات الشعوب، أو التغطية على الكوارث والحوادث في بعض الدول، فهناك أقمار صناعية وجحافل إعلامية “روبوت” جاهزة في أي وقت، تصل لأي مكان.
- اقرأ ايضا: الإمارات تطلق أول مذيع روبوت ناطق بالعربية
سوف تكون أسرع عشرات المرات من وسائل التواصل الاجتماعي، وسوف تكون أكثر دقة، وأكثر تفصيلًا في نقل الأحداث، هكذا يبدو جليًا مصطلح “صحافة الذكاء الاصطناعي AI Journalism“، واستكمالا للمقال السابق حول تطور صناعة الإعلام منذ حقبة ما قبل الثورة الصناعية الأولى، ثم وصولا للتقدم الكبير في صناعة الإعلام مع الثورة الصناعية الثالثة والاعتماد على الحاسب والإنترنت، وما تلى ذلك من ظهور لصحافة المواطن، حيث أصبح لكل فرد القدرة على نقل الخبر بصورة حية ومباشرة وقت حدوثه.
إيجابيات صحافة الذكاء الاصطناعي AI Journalism
هو مصطلح آخر جديد لم يتطرق له الكثيرون وسوف يحل محل صحافة المواطن، ويتواكب مع تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، حيث تسعى وسائل الإعلام إلى توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة على أكمل وجه من حيث: الاعتماد على أحدث الأقمار الاصطناعية التي تخترق سرعة الإنترنت فيها إلى ما بعد ألف ميجابايت، واستعمال كاميرات تصويرD 3 بصورة فائقة وأوضح وأشمل من رؤية العين المجردة، علاوة على آلاف الروبوت الذين يغطون الأحداث في الأماكن الأكثر خطورة، والتي يعصب على الإنسان الوصول إليها مثل : مناطق الحروب، الحرائق، قاع البحار، في الفضاء، فوق ناطحات السحاب.
وكأحد أوجه “صحافة الذكاء الاصطناعي“، بدأت وكالة رويترز للأخبار بالفعل أولى الخطوات في تمكين تقنيات الذكاء الاصطناعي من أداء مهام معينة في صناعة الخبر، فقد تم بناء “غرفة الأخبار الإلكترونية” تسمى “ Lynx Insight” حيث يتم الاعتماد عليه من قبل الصحفيين في تنظيم الأخبار وجمعها من مصادر الإنترنت ، واقتراح الأفكار ، وتحليل البيانات ، وحتى كتابة جمل كاملة إذا لزم الأمر.
“صحافة الذكاء الاصطناعي AI Journalism“ هي مستقبل الإعلام ويجب أن تعي دول العالم الدور الذي يمكن أن تقوم به الثورة الصناعية الرابعة في تمكين الذكاء الاصطناعي من تلك الصناعة، وتوفير أدوات عديدة مثل الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتقنية الواقع المعزز، والبلوك تشين، والتي سوف يكون لها تأثيرًا كبيرا على صناعة الإعلام خلال العقدين القادمين.
Twitter @mohameabdulzaher
LinkedIn: Mohamed Abdulzaher