دبي – مصادر نيوز
أجرت قناة فرانس 24 حوار حصري مع الملك الأردني باللغة الإنكليزية، تطرق العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني إلى عدة مواضيع إقليمية واستراتيجية، وفي مقدمتها الصراع الأمريكي الإيراني والوضع في العراق على خلفية مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، إضافة إلى الوضع الأمني المتدهور في ليبيا والحوار العربي الإسرائيلي.
وقد سأل مذيع قناة فرانس 24 سؤال للملك الأردني حول اللاجئين: “أردوغان حصل علي منح ضخمة من أوروبا لإبقاء اللاجئين بتركيا، هل تشعر أن العالم خذل الأردن؟”، فرد الملك عبدالله يرد: تعرف لماذا ؟ لأن الأردن لا يهدد أوروبا بإرسال اللاجئين إليها، ونعتقد أنهم مسؤوليتنا ويجب أن نعتني بهم”.
وفي سؤال هل أفلح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما قتل الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، أجاب الملك عبد الله الثاني “هذا القرار قرار أمريكي محض. نحن دخلنا في عقد جديد ونتمنى أن ندخل في هذه المرحلة بشكل إيجابي لأن الهدف هو تخفيف التوتر والحساسيات بين الدول، خاصة وأن المشاكل متشابكة بين بعضها البعض”.
وردا على سؤال عما إذا كان متخوفا من حدوث نزاعات طائفية بين العراقيين، قال العاهل الأردني “نعم”، مستطردا أنه على يقين بأن “الشعب العراقي سيسير في الاتجاه الصحيح”. وواصل “العراق عرف خلال السنتين الماضيتين تطورا ملحوظا، لكن سقوط الحكومة أدى إلى تراجع أداء البلاد، لذا علينا أن نعمل بجدية لمنع عودة المشاكل الطائفية من جهة، وكبح جماح تنظيم “الدولة الإسلامية” الذي بدأ هو أيضا يظهر من جديد ليس في غرب شرق سوريا فحسب، بل حتى في غرب العراق، من جهة أخرى”.
ودعا الملك عبد الله الثاني إلى تكثيف التعاون بين القوات الأمريكية الموجودة في العراق ودول المنطقة للحيلولة دون عودة تنظيم “الدولة الإسلامية” ليس فقط في العراق وسوريا بل أيضا في ليبيا التي تعد قريبة من أوروبا، مؤكدا أن كل هذه الملفات سيتم مناقشتها مع الدول الأوروبية في الأيام القادمة.
وبخصوص إرسال تركيا لقوات عسكرية إلى ليبيا، يرى العاهل الأردني أن هذا القرار سيزيد حالة “الغموض” الذي تشهده البلاد، متمنيا أن القرار الروسي “الهام” (لم يتحدث عن نوعية القرار) سيخفف التصعيد في هذا البلد الذي عرف وصول عدد من المقاتلين الذين غادروا مدينة إدلب باتجاهه”.
وفي سؤال هل تخشون هجوما إيرانيا على الأردن، أضاف أن ” بلاده تلقت تهديدات عديدة، ما جعلها تعلن حالة تأهب عسكري قصوى في 2019. وبالرغم من عدم حدوث أي هجوم إلا أن علينا أن نعيد فتح الحوار بيننا لأن أي خطأ يرتكب ستكون تكاليفه باهظة للجميع”.
هذا، وتطرق العاهل الأردني إلى رحيل السلطان قابوس حاكم عمان معتبرا ذلك “خسارة كبيرة ” لأنه كان بمثابة “الرابط بين إيران والعالم العربي والمجتمع الدولي”.
وفي الملف الفلسطيني وبالتحديد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية لإسرائيل، أكد الملك عبد الله الثاني أن بلاده تدفع دائما نحو حوار استراتيجي بين عمان وتل أبيب من أجل السلام “. لكن الملك عبد الله الثاني أعرب عن أسفه قائلا “فهمنا أن الانتخابات جعلت إسرائيل تنغلق على نفسها وتهتم بالقضايا الداخلية فقط، ما جعل العلاقات فيما بيننا تعرف نوع من الجمود. وفي اعتقادي الحل الوحيد يكمن في إنشاء دولتين وهو موقف تتقاسمه العديد من دول العالم”.