القاهرة – مصادر نيوز
متحف مصر الكبير سيعرض التاريخ القديم والحديث للقاهرة ولمصر كلها، المتحف سيكون أكبر متحف في العالم يُكرس لحضارة واحدة، وفقا لبي بي سي.
يقع هذا المتحف – الذي سيتم افتتاحه رسميا أواخر عام 2020 – على بُعد كيلومترين لا أكثر من الأهرامات الثلاثة. وقد بعث الحماسة في أوصال المصريين، الذين سيتعرفون من خلاله على جوانب أكبر من تاريخهم من جهة، وسيشاركون عبره، بعض كنوز حضارة أجدادهم القدماء مع زوارهم من جهة أخرى.
وبعيدا عن المتحف نفسه، يتوق المصريون لتوضيح الأسباب، التي يرون أنها تجعل من الضروري على الزوار، العودة إلى عاصمتهم مترامية الأطراف، وكذلك العوامل التي تجعل الحياة في القاهرة تروق لهم.
تقول الكاتبة الأمريكية لورين كيه. كلارك، التي تعيش في العاصمة المصرية منذ عام 2010، إن “نبضا مفعما بالحيوية” يسري في أوصال هذه المدينة، بفعل كونها تضم أكثر من 20 مليون نسمة بين جنباتها هي وضواحيها. وتعزو كلارك هذه الحيوية، إلى تنوع ما يوجد في القاهرة، من ثقافات وطبقات اجتماعية بل وبيئات طبيعية كذلك، مشيرة إلى أن لكل جزء منها طابعه الخاص وثقافته المتفردة.
وتضيف الكاتبة الأمريكية: “لديك مثلا الجانب الحديث المبتهج الغاص بالأندية، كما أن فيها الجانب الريفي بمراعيه الخصبة الخضراء، فضلا عن جانب ثالث تشعر فيه وكأنك تحيا في الماضي السحيق. الشيء الآسر هنا، هو أن القاهرة نجحت في الإبقاء على كل هذه الجوانب المختلفة. وهذا هو سحر تلك المدينة ومبعث روعتها”.
من جهة أخرى، لا يريد سكان القاهرة أن يتعرف العالم على ماضيها فحسب، بل يرغبون في أن يمتد ذلك لحاضرها أيضا، وذلك كي يبدو للعيان ما أنجزوه بدورهم، ولا يقتصر التركيز على المعالم العتيقة الشهيرة في العاصمة. ومن بين الأماكن المدرجة على قائمة هذه المعالم، الجامع الأزهر – الذي شُيّد عام 972 ميلادية – وكذلك المناطق التي تحتضن مزارات قبطية قديمة، كالكنائس التي تحوي أعمالا فنية ظهرت في العصور المبكرة للمسيحية، بجانب منارات رومانية الطراز، لا تزال قائمة حتى الآن.
وتقول كلارك: “الناس في القاهرة، وفي مصر عامة، يقدمون للعالم صورا إيجابية وصحية عن بلادهم. فهم يتنافسون ويرتقون بأنفسهم ويريدون أن يُظهروا قدرتهم على الوقوف على أقدامهم من جديد، وأن يضمنوا وجودا أكبر لوطنهم على الساحة الدولية”.
وفي إطار جهود التطوير هذه، شرعت السلطات المصرية في تنفيذ خطة طموحة، لإعادة بناء العاصمة على بُعد 45 كيلومترا إلى الشرق من القاهرة نفسها، وذلك في منطقة يُطلق عليها حاليا اسم “العاصمة الإدارية الجديدة”. ويتضمن المشروع بناء “مدينة ذكية”، يستخدم قاطنوها البطاقات الإلكترونية مسبقة الدفع لركوب المواصلات، وتحتوي على الكثير من المتنزهات والمساحات الخضراء، التي يُفترض أن تغطي في نهاية المطاف نحو 700 كيلومتر مربع. لكن مشكلات نقص التمويل، أدت إلى تأخيرات عدة في الخطوات الخاصة بعمليات إنجاز المشروع.