دبي- مصادر نيوز
ناقش معلقون في صحف ومواقع عربية بدء استخدام لقاحات فيروس كورونا في عدد من دول العالم من بينها دول عربية، وفقا لـBBC.
وأبدى البعض تفاؤلًا يشوبه الحذر حيال فاعلية اللقاحات بينما حذر آخرون من اعتبارها فرصة للربح ومحاولة دول كبرى بسط هيمنتها من خلال السيطرة على اللقاحات.
“تردد وتساؤل”
قالت صحيفة البيان الإمارتية: “على مدار الأشهر الماضية ظل العالم يحبس أنفاسه انتظارا لبارقة ضوء في نهاية النفق المظلم للخروج من أزمة كورونا، وسط فترات من الإغلاق والقيود المشددة وما لذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية. وأخيرا بدأ الجميع يتنفس الصعداء مع ظهور لقاحات تعد بالأمل في عودة الحياة لطبيعتها. لكن هل باستطاعة هذه اللقاحات إعادة الحياة بالفعل لتُطوى بذلك تلك الصفحة القاتمة من تاريخ البشرية؟”.
بالمثل كتب أحمد الأرقام في صحيفة الصباح المغربية مقالا تحت عنوان “صراع الجبابرة” قال فيه: “شهد العالم ومعه المغرب، حروبا بين الفاعلين والمتدخلين وأحيانا حتى المواطنين، إذ ساد نقاش بين المغاربة توزع بين مشكك في اللقاح وطاعن في العملية برمتها، من منظور أن كورونا مؤامرة، ومنهم من روج لأن التلقيح سيؤدي إلى العجز الجنسي، أو العقم أو الخرف، فيما فند آخرون هذا الأمر”.
وأضاف الكاتب: “دخل سياسيون على الخط من خلال اعتبار الفيروس مؤامرة، كما عبر أصحاب مصحات عن استيائهم من الإقصاء وعدم التنسيق معهم من اجل المساهمة في عملية التلقيح، فيما اختلفت آراء أطباء حول جودة بعض اللقاحات ومدى فاعليته، لتبقى الإشاعات والشكوك واردة وزاد من انتشارها تأخير اللقاح في المغرب إلى أجل غير مسمى”.
وفي صحيفة أخبار الخليج البحرينية، نوّه محمد المحميد إلى “حالة التردد والتساؤل والاستفهام لدى البعض حول أمان وفاعلية استخدام تطعيم ولقاح شركة ‘سينوفارم’، ولقاح شركة ‘فايزر'”.
وأضاف الكاتب: “هذا شعور طبيعي وإنساني مفهوم في النفس البشرية، ومن حق كل إنسان أن يتأكد من استخدام اللقاح والتطعيم، وليس في الأمر من مشكلة، ويجب أن نتعامل مع الموضوع من هذا المنطلق، مع تكثيف الرسائل الإعلامية الإيجابية، المطمئنة والموثوقة”.
ودعا الكاتب إلى “رصد أي شائعات أو أخبار مغلوطة تثير مخاوف وهواجس الناس، ليس بهدف الرقابة والمحاسبة فقط، ولكن كذلك بهدف زيادة نشر الوعي والطمأنينة لدى الناس.. وتلك مهمة إنسانية، ومسؤولية وطنية، وشراكة مجتمعية”.
كما دعا محمود عبد الراضي في صحيفة اليوم السابع المصرية المواطنين إلى الاستمرار في “الالتزام بالإجراءات الاحترازية المعمول بها، وأهمها ارتداء الكمامة، التي بدأ البعض يتناساها ويهملها بشكل مخيف، فضلًا عن النظافة والتطهير ووضع الكحول والالتزام بمسافات التباعد الاجتماعي، ونقل الثقافة الصحية السليمة للجميع”.
” سوق” اللقاحات
وعلى صعيدٍ آخر، لم تبد نادية هناوي تفاؤلًا في مقالها بصحيفة القدس العربي اللندنية، إذ رأت أن “كل هذه الأنباء حول اللقاح والتي فيها تتظاهر الدول الكبرى بأنها تبحث عن خير الإنسانية هي مجرد ادعاءات وضحك على الذقون تداري بها على حقيقتها الرأسمالية الجشعة، الباحثة عما فيه ربح تجاري يحقق لها مصالحها المادية”.
وأضافت الكاتبة: “نأمل من هذه الدول أن تفكر في من هو أضعف منها وأفقر، مهتمة بالبحث عن لقاح أمين قليل التكلفة وسهل الحفظ متبرعة بتمويل أبحاث اللقاحات وهي التي ما تنفق المال إلا في سبيل ترسيخ هيمنتها ولهذا تحتكر العلم الذي يعني بالنسبة لها المال الذي به تضمن تفوقها الحضاري والتكنولوجي”.
وتساءلت الكاتبة “أين هي منظمة الصحة العالمية والدول الكبرى تتسابق في إنتاج اللقاح الموعود كأمور لوجستية وتوزيعية وتخزينية بها تمسك عصا الغلبة من الوسط فتوافق حينا مشككة أو متوجسة من لقاح معين أو تتحفظ حينا آخر غير موافقة ولا رافضة لقاحا آخر متذرعة بأن كوفيد-19 فيروس ليس سهلا التوقي منه وأنه مرض معقد جدا أو بأن الفاعلية التي ينبغي أن يكون عليها اللقاح ينبغي أن تزيد على 90 في المئة؟”
في سياقٍ متصل، أبدى خالد السليمان في صحيفة عكاظ السعودية تخوفا من المتاجرة باللقاح، وكتب محذرا :”أرجو أن تضبط الجهات المسؤولة ما قد ينتج عن سوق لقاحات كورونا في القطاع الصحي الخاص من إقبال كبير تقابله أسعار مبالغ فيها، فالواجب أن تضع هذه الجهات منذ الآن الضوابط المنظمة لدخول المنشآت الصحية والمخبرية والدوائية الخاصة على خط تطعيمات اللقاح وتكلفته، فنحن هنا لسنا أمام سلعة عادية تخضع لقانون العرض والطلب بل أمام سلعة استثنائية يجب أن تخضع لنفس المعايير التي تخضع لها السلع الأساسية خلال أوقات الأزمات”.