دبي- مصادر نيوز
تجعل المساحات التي تخترقها الشمس ونسيم البحر الأحمر الثابت، الطرف الشمالي الغربي من المملكة العربية السعودية ما تأمل المملكة أن يصبح مركزاً عالمياً للهيدروجين الأخضر، وفقا للعربية نت.
ومع بحث الحكومات والصناعات عالمياً عن بدائل أقل تلويثاً للهيدروكربونات، فإن أكبر مصدر للنفط الخام في العالم لا يريد التخلي عن أعمال الهيدروجين المزدهرة للصين أو أوروبا أو أستراليا، حيث تسعى السعودية لبناء مصنع بقيمة 5 مليارات دولار مدعوم بالكامل بالشمس والرياح وسيكون من بين أكبر صانعي الهيدروجين الأخضر في العالم عندما يتم افتتاحه في مدينة نيوم الضخمة المخطط لها في عام 2025.
من جانبه قال تيريوم: “لا يوجد شيء رأيته أو سمعته من قبل عن هذا البعد أو التحدي”.
تعتمد خطوات السعودية على تحول الهيدروجين من مصدر طاقة متخصص – يستخدم في منطاد وصواريخ وأسلحة نووية – إلى أعمال تجارية كبيرة، حيث التزم الاتحاد الأوروبي وحده بمبلغ 500 مليار دولار لتوسيع نطاق بنيته التحتية.
فيما يظهر الاهتمام العالمي، في استضافة المملكة المتحدة 10 مشاريع لتدفئة المباني بالغاز، وتنشر الصين حافلات تعمل بخلايا الوقود ومركبات تجارية، وتخطط اليابان لاستخدام الغاز في صناعة الصلب، فيما حث المبعوث الرئاسي الأميركي للمناخ جون كيري صناعة النفط والغاز المحلية على تبني “الفرص الهائلة” للهيدروجين.
وتأتي تلك التحركات كمرادف لعملاء محتملين للمصنع المسمى هيليوس غرين فولز Helios Green Fuels، في سوق يصل حجمه إلى 700 مليار دولار بحلول عام 2050، وفقاً لتقديرات بلومبيرغ إن إي إف، والتي اطلعت عليها “العربية.نت”.
ميزة تنافسية
تمتلك المملكة العربية السعودية ميزة تنافسية في ضوء الشمس الدائم والرياح ومساحات شاسعة من الأراضي غير المستغلة. من المرجح أن تكون تكاليف شركة هيليوس من بين أدنى التكاليف على مستوى العالم وقد تصل إلى 1.50 دولار للكيلوغرام بحلول عام 2030.
قال تيريوم إن إنتاج الطاقة المتجددة في أوروبا أكثر تكلفة، ويجب أن يتجاوز الطلب المتوقع للقارة أثناء تنفيذ خطتها الخضراء حجم المعروض الخاص بها، حيث تستهدف حزمة التحفيز التي تزيد قيمتها عن 1 تريليون دولار جعل القارة محايدة للكربون.
أضاف: “لن يكونوا قادرين بأي حال من الأحوال على إنتاج كل الهيدروجين بأنفسهم”. “ليس هناك ما يكفي من بحر الشمال أو المياه الصالحة للاستخدام للرياح البحرية”.
آلية التنفيذ
تتعاون الحكومة مع شركة أكوا باور، وهي شركة مطورة للطاقة ومقرها الرياض، وشركة إير برودكتس أند كيميكالز، وهي شركة تبلغ قيمتها 58 مليار دولار ومقرها ألينتاون بولاية بنسلفانيا، لبناء مصنع الهيدروجين الأخضر.
ستنتج هيليوس 650 طناً من الهيدروجين يومياً عن طريق التحليل الكهربائي بقدرة 4 جيجاوات – وهو ما يكفي لتحويل 1.2 مليون طن سنوياً من الأمونيا الخضراء، على أن تقوم شركة إير برودكتس بشراء الأمونيا، التي يسهل شحنها أكثر من الهيدروجين السائل أو الغازي، وتحولها مرة أخرى عند تسليمها للعملاء.
ومن المقرر أن يتم إنتاج ما يكفي لتشغيل 20000 حافلة ستعمل في مدينة نيوم، فيما أكد نائب رئيس علاقات المستثمرين، سايمون مور، أن هناك حوالي 3 ملايين حافلة تعمل في جميع أنحاء العالم، وتريد شركة إير برودكتس أن تكون الدعامة الأساسية في المستودعات التي تتحول إلى الهيدروجين.
وقال: “لن ننتظر حتى يبدأ تشغيل هذا المشروع في عام 2025 للتفكير في سعة إضافية”.
وأوضح مور، أن الهيدروجين سيكلف أكثر من البدائل الملوثة في البداية، لكن وجود ما يكفي من الحكومات والشركات التي تواجه أهدافاً صارمة للكربون تحتاج إلى الغاز للوفاء بها، حيث أنهت 13 دولة استراتيجيات الهيدروجين الخاصة بها، فيما تُعد 11 دولة أخرى استراتيجياتها.
بدورها، قالت ألمانيا إنها بحاجة إلى كميات “هائلة” من الهيدروجين الأخضر، وتأمل أن تصبح المملكة العربية السعودية مورِّداً لها.
فيما ذكر متحدث باسم وزارة الطاقة “الاهتمام الذي حظيت به المملكة العربية السعودية من المستثمرين يقودنا إلى الاعتقاد بأن هناك حجة اقتصادية سليمة للهيدروجين حتى بالأسعار الحالية”.