دبي- مصادر نيوز
قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها ملتزمة بالدفاع عن السعودية، وذلك في أعقاب شن الحوثيين المتحالفين مع إيران ضربات بطائرات مسيرة وصواريخ على المملكة ومن بينها هجوم استهدف منشأة حيوية لتصدير النفط، وفقا لرويترز.
وقالت السلطات السعودية إن هجمات يوم الأحد لم تسفر عن ضحايا أو خسائر في الممتلكات وإن الهجمات استهدفت ساحة لتخزين النفط في رأس تنورة، التي توجد فيها مصفاة وأكبر منشأة بحرية لتحميل النفط في العالم، ومجمعا سكنيا في الظهران تستخدمه شركة أرامكو السعودية العملاقة المملوكة للدولة.
ودفعت الهجمات أسعار خام برنت لتجاوز 70 دولارا للبرميل وهو أعلى سعر منذ يناير كانون الثاني 2020. ووقعت في فترة شقاق في التحالف المستمر منذ عقود بين السعودية والولايات المتحدة إذ يضغط الرئيس الأمريكي جو بايدن على الرياض فيما يتعلق بسجلها لحقوق الإنسان والحرب المدمرة في اليمن.
وقالت السفارة الأمريكية في السعودية في تدوينة على تويتر باللغة العربية “تدين السفارة الأمريكية الهجمات الحوثية الأخيرة على المملكة العربية السعودية. تُظهر اعتداءات الحوثيين الشنيعة على المدنيين والبنية التحتية الحيوية عدم احترامهم للحياة البشرية وعدم اهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام”.
وأضافت “تقف الولايات المتحدة إلى جانب المملكة العربية السعودية وشعبها. إن التزامنا بالدفاع عن المملكة وأمنها أمر ثابت”.
ويقاتل الحوثيون التحالف بقيادة السعودية في اليمن منذ نحو ست سنوات في صراع يعد على نطاق واسع حربا بالوكالة بين السعودية وإيران.
وقال العميد الركن تركي المالكي المتحدث باسم وزارة الدفاع السعودية، وهو أيضا المتحدث باسم التحالف العسكري بقيادة السعودية الذي يحارب الحوثيين، في تصريحات لقناة العربية إن إيران تهرّب الصواريخ والطائرات المسيرة للحوثيين. ونفت الجماعة وطهران مثل هذه الاتهامات في الماضي.
وقالت الرياض مرارا إن أي محادثات تهدف إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يجب أن تشمل برنامج إيران للصواريخ الباليستية ودعمها لوكلاء في المنطقة بما في ذلك اليمن.
وقال الحوثيون إن العملية التي نفذوها يوم الأحد باستخدام 14 طائرة مسيرة وثمانية صواريخ باليستية هاجمت أيضا أهدافا عسكرية في مدن الدمام وعسير وجازان.
كان التحالف قد أعلن اعتراض 12 طائرة مسيرة مفخخة دون أن يحدد الأماكن المستهدفة في المملكة وكذلك اعتراض صاروخين باليستيين أطلقا باتجاه مدينة جازان.
* اعتراض الهجمات
ذكرت وزارة الدفاع السعودية في وقت لاحق أنها اعترضت طائرة مسيرة مفخخة قادمة من جهة البحر قبل أن تصيب هدفها في رأس تنورة. وسقطت شظايا صاروخ باليستي بالقرب من مجمع سكني في الظهران تستخدمه أرامكو.
ويوجد الموقعان في المنطقة الشرقية على ساحل الخليج في الجهة المقابلة لإيران وبالقرب من العراق والبحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي. ويقع اليمن على بعد نحو ألف كيلو متر إلى الجنوب الغربي على خليج عدن.
وتوجد في المنطقة الشرقية بالسعودية معظم مرافق الإنتاج والتصدير لشركة أرامكو. وفي 2019، تعرضت المملكة، أكبر مصدر للنفط في العالم، لهجوم كبير على منشآت نفطية تبعد بضعة كيلومترات عن المنشآت التي قُصفت يوم الأحد. وحمّلت الرياض إيران المسؤولية عن الهجمات وهو ما تنفيه طهران.
وأجبر هجوم 2019، الذي أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عنه وقالت الرياض إنه لم ينطلق من اليمن، السعودية على وقف أكثر من نصف إنتاجها من النفط الخام مؤقتا.
وأرسلت الولايات المتحدة بعد هذا الهجوم قوات أمريكية وعتادا عسكريا لدعم الدفاعات الجوية والصاروخية للمملكة.
وكثف الحوثيون هجماتهم على السعودية عبر الحدود في الآونة الأخيرة فيما تسعى الولايات المتحدة والأمم المتحدة إلى وقف لإطلاق النار لإحياء مفاوضات السلام المتعثرة.
وأعلن بايدن في فبراير شباط وقف الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية للتحالف في اليمن لكنه قال إن الولايات المتحدة ستواصل مساعدة السعودية في الدفاع عن نفسها.
وقال التحالف بقيادة السعودية يوم الأحد إن الحوثيين تجرأوا بعد أن ألغت إدارة بايدن تصنيف الجماعة تنظيما إرهابيا وهو التصنيف الذي كانت إدارة ترامب قد فرضته.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية الأسبوع الماضي عقوبات على اثنين من القيادات العسكرية في جماعة الحوثي، في أول إجراءات عقابية تتخذها إدارة بايدن ضد الجماعة. ويأتي القرار في أعقاب زيادة الهجمات على المدن السعودية واشتداد المعارك في منطقة مأرب اليمنية.
وأسفرت حرب اليمن عن مقتل عشرات الآلاف ودفعت بالملايين إلى شفا المجاعة. ويقول الحوثيون، الذين يسيطرون على صنعاء منذ 2014، إنهم يحاربون نظاما فاسدا وعدوانا أجنبيا.