دبي- مصادر نيوز
ويرى بعض الكتاب أن “هذه الحروب لن تتوقف إلا بسلام عادل يؤمَّن للجميع”، في حين رأي آخرون أن الفلسطينيين عليهم تعزيز “مطالبهم المشروعة وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس”، وفقا لBBC.
“التعايش والسلام”
يقول علي بن حمد الخشيبان في “الرياض” السعودية: “السلام مطلب جميع الدول العربية، فالمنطقة أنهكتها الحروب، ولكن مفتاح هذا السلام يبدأ من فكرة التعايش والسلام المطلوب تحقيقه فوق نقطة الخلاف وليس في نقاط بعيدة عنها، فحل القضية الفلسطينية يبدأ من القدس وليس من عواصم الدول المحيطة”.
ويضيف الكاتب أن “هذه الأزمة لا بد وأنها ستغير الكثير من المفاهيم حول الصراع الفلسطيني والإسرائيلي وخاصة مع تنامي الرغبة الأمريكية بفرض حالة السلام في المنطقة، والتي لن تنتهي إلا بوصول الحق الفلسطيني إلى نقطة يرضى عنها الشعب الفلسطيني بمكوناته السياسية والشعبية”.
ويشدد الكاتب: “المنطقة التي أنهكتها الحروب وعانت بما فيه الكفاية تدرك أنه لن تتوقف هذه الحروب إلا بسلام عادل يؤمَّن للجميع”.
ويقول يوسف مكي في “الخليج” الإمارتية: “الأحداث الأخيرة نفضت الغبار عن الملفات التي ساد شعور بأنها طواها النسيان، وأعادت الاعتبار للقضية العادلة للشعب الفلسطيني على المستوى العربي والدولي ونقضت مقولة الجيش الذي لا يهزم، وبعثت الروح مجددا لمركزية هذه القضية في الوجدان لدى الأمة العربية والشعوب المحبة للسلام العادل”.
ويضيف الكاتب: “من جهة الشعب الفلسطيني الذي قدم الكثير، من قادته وشبانه، لن يفرط بسهولة في رصيده الذي حاز عليه في الأيام الأخيرة، ولن يقبل بأي تهدئة للموقف إلا على أساس توقف قوات الاحتلال عن بناء المستوطنات، وقضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، بالقدس والضفة الغربية… إنها مرحلة جديدة ينبغي أن يستثمرها العرب والفلسطينيون في تعزيز مطالبهم المشروعة لتحقيق صبوات الفلسطينيين ومطالبهم العادلة في العودة، وإقامة الدولة المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف فوق التراب الوطني الفلسطيني”.
“اختبار حقيقي”
تقول أمل عبد العزيز الهزاني في “الشرق الأوسط” اللندنية: “في الوقت الراهن، كل الجهود العربية والدولية منصبة على وقف فوري لإطلاق النار، وهذا ما يجب التركيز عليه. ولأن الطرف الأقوى في هذه المعادلة هي إسرائيل، وميزان القوى لصالحها، تحاول دول كالسعودية ومصر منذ اليوم الأول للمواجهات الضغط على الدول الوسيطة، وبشكل أساسي الولايات المتحدة، للدفع بإسرائيل لوقف هذه المجازر اليومية”.
وتضيف: “الفلسطينيون يستحقون قيادات أفضل مما هي عليه اليوم، في الضفة وغزة، دماء جديدة تحمل فكرا مختلفا، وتضع نصب عينيها مصلحة الفلسطينيين، وتعزز علاقاتها مع الدول العربية، حكومات وشعوبا”.
أما مثنى عبد الله فيقول في “القدس العربي” اللندنية: “استراتيجية نتنياهو التي دعمتها الإدارة الأمريكية السابقة، والتي تقوم على إعطاء الأولوية لتطبيع إسرائيل علاقاتها مع الدول العربية، تجد نفسها اليوم أمام اختبار حقيقي، فقد اعتقد الكثيرون أن القضية الفلسطينية قد هُمّشت بشكل نهائي واستراتيجي، خصوصا أن الإدارة الأمريكية الحالية برئاسة بايدن دعمت سياسة التطبيع هذه، واعتبرتها إحدى الحسنات النادرة للإدارة السابقة”.
ويضيف الكاتب: “غير أن أهلنا في الداخل أظهروا للمجتمع الدولي أن القضية الفلسطينية لا يمكن تجاهلها أبدا، وأن انتصارهم بات واضح المعالم، مقابل تراجع إسرائيل بشكل حتى غير منظم في الكثير من المسائل السياسية والعسكرية، ومنها تأجيل قرار المحكمة الإسرائيلية العليا أيضا”.
ويقول ماهر ابو طير في “الغد” الأردنية: “محاولة استمطار حل سياسي، من النار، يعبر عن خفة سياسية، لأن إسرائيل أيضا، لن تخرج لتعترف بحقوق الفلسطينيين، بل أن الخطر الآن، يشتد على فلسطينيي فلسطين المحتلة عام 1948، الذين ثبت ارتباطهم بفلسطين أولا وأخيرا، ووفقا للمفهوم الإسرائيلي ثبت عدم ولائهم لإسرائيل، مما قد يفتح بعد فترة مشروع تنقية إسرائيل عرقيا، ودينيا، وتطبيق مشروع يهودية الدولة، والبحث عن حل لهؤلاء، ولو عبر الترحيل، من فلسطين 1948، وهو أمر مستحيل جدا، بسبب الاستحالة في هكذا مخطط”.
ويرى الكاتب أنه “برغم الحديث عن أهمية السلام، والعودة إلى المفاوضات، من أجل حسم ما يسمونه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أننا على الأرجح، لن نجد قبولا إسرائيليا، خصوصا، أن إسرائيل الآن، تحلم فقط، بأن تصحو من النوم وتجد الأرض وقد ابتلعت كل الفلسطينيين، وآخر ما تتمناه، أن تخرج مهزومة وتعترف بحق الفلسطينيين بدولة صغيرة جدا”.