العملة تحمل رمز الحرية على أحد وجهيها ونسراً أمريكياً على الوجه الآخر
العملة تحمل رمز الحرية على أحد وجهيها ونسراً أمريكياً على الوجه الآخر

تعرف على حكاية العملة الذهبية للملك فاروق التي بيعت بـ 20 مليون دولار

دبي- مصادر نيوز

العملة تحمل رمز الحرية على أحد وجهيها ونسراً أمريكياً على الوجه الآخر، وهو أعلى سعر تم دفعه مقابل عملة معدنية على الإطلاق، وفقا لـBBC.

يطلق على العملة اسم “النسر المزدوج” وبيعت في مزاد نظمته دار “سوثبيز” للمزادات في نيويورك.

وكانت تلك آخر عملة ذهبية يتم إنتاجها بغرض التداول في الولايات المتحدة، ولكن لم يتم تداولها مطلقا حيث سحب الرئيس آنذاك، فرانكلين روزفلت، أمريكا من المعيار الذهبي في محاولة لانتشال البلاد من الكساد.

وتم إتلاف معظم العملات المعدنية بعد ذلك، وتم إعلان امتلاكها لاحقا بشكل غير قانوني. وأصبحت تلك العملة المثال الوحيد الذي يمكن أن يكون مملوكا للقطاع الخاص، إذ امتلكها لفترة من الزمن ملك مصر الراحل فاروق، وتم الاستيلاء عليها لاحقا في عملية سرية للمخابرات في نيويورك عام 1996.

تبع ذلك صراع قانوني لمدة خمس سنوات، انتهى بالسماح بأن تكون العملة مملوكة ملكية خاصة.

وفي عام 2002، بيعت في مزاد اشتراها فيه مصمم الأحذية وجامع المقتنيات الثمينة، ستيوارت ويتسمان، مقابل 7.59 مليون دولار.

ولذلك فإن العملة التي بيعت الثلاثاء بمبلغ 19.51 مليون دولار، من قبل ستيوارت ويتسمان، هي الوحيدة التي سمح ببيعها قانونا من بين العملات التي سكت عام 1933.

ووصفت دار “سوثبيز” للمزادات العملة بأنها “من أكثر العملات المرغوبة في العالم”، وأنها لم تخيب الآمال حيث تجاوزت السعر التقديري لما قبل البيع الذي يتراوح بين 10 ملايين و 15 مليون دولار.

كما حطمت الرقم القياسي لأغلى عملة معدنية في العالم، التي سجلها الدولار الفضي “فلوينغ هير” المسكوك عام 1794 والذي بيع بمبلغ 10 ملايين دولار في عام 2013.

وتحمل عملة النسر المزدوج صورة امرأة ترمز للحرية من جهة، ونسرا أمريكيا من جهة أخرى.

الملك فاروق

قام ماكس ميهل، وهو تاجر من تكساس بشراء إحدى تلك العملات من سويت في ثلاثينيات القرن الماضي، ثم باعها لممثل الملك فاروق 23 فبراير/شباط من عام 1944.

وكان فاروق يهوى جمع العملات وطوابع البريد ومن بين مقتنياته أيضا بيض فابرجيه الإمبراطوري، وزجاجات الأسبرين العتيقة، ومثبتات الورق (ثقالات الورق) كما كانت لديه مجموعة من العملات المعدنية النادرة تزيد عن 8500 عملة.

وكانت الحكومة المصرية قد تقدمت بطلب إلى وزارة الخزانة الأمريكية للحصول على رخصة تصدير لتلك العملة. وعن طريق الخطأ تم منح الترخيص، وقد حاولت وزارة الخزانة الأمريكية العمل عبر القنوات الدبلوماسية لاستعادتها من مصر، لكن ظروف الحرب العالمية الثانية أخرت تلك الجهود لعدة سنوات.

فاروق

وبعد قيام الجيش بالإطاحة بفاروق في عام 1952 تم طرح العديد من مقتنياته للبيع بالمزاد العلني، وفي ذلك الوقت طالبت الولايات المتحدة الحكومة المصرية بسحب عملة النسر المزدوج من المزاد وهو ما تم بالفعل، ولكن العملة اختفت بعد ذلك لعقود.

وفي عام 1995 ظهرت عملة النسر المزدوج عندما كان تاجر مجوهرات مصري يبيع قطعاً غير مباعة من مزاد 1954 لمدير في دار سباينكس للمزادات في العاصمة البريطانية لندن يدعى أندريه دي كليرمونت وشريكه ستيفان فانتون، تاجر العملات البريطاني، وقد قام الأخير بشراء العملة الشهيرة مقابل 325 ألف دولار.

وعندما حاول فانتون بيعها في عام 1996صادر رجال الاستخبارات الأمريكية العملة في عملية سرية جرت وقائعها في فندق والدورف أستوريا في مدينة نيويورك الأمريكية وهي العملية التي كانت موضوع العديد من البرامج التلفزيونية.

وتبع ذلك صراع قانوني لمدة خمس سنوات، انتهى بالسماح بأن تكون العملة مملوكة ملكية خاصة.

فقد تم التوصل إلى تسوية قانونية عام 2001 عندما تم الاتفاق على أن ملكية عملة النسر المزدوج ستعود إلى حكومة الولايات المتحدة، ويمكن بعد ذلك بيع العملة بشكل قانوني في مزاد لصاحب أعلى عطاءات.

وفي يوليو/تموز 2001 نقلت هذه القطعة إلى خزانة السبائك الأمريكية في فورت نوكس.

وفي 30 يوليو/تموز من عام 2002، تم بيع النسر المزدوج إلى مشتر مجهول في مزاد ستاكس باورز الذي أقيم في نيويورك مقابل 7.6 مليون دولار، وذلك رغم اعتراض مصر على عملية البيع.

ونسبت صحيفة اليوم السعودية الصادرة بتاريخ 30/7/2002 لوزير الثقافة المصري آنذاك فاروق حسني القول إن هذه العملة ملك ملك مصر السابق فاروق حيث اشترتها السفارة المصرية في واشنطن لحسابه لأنه كان يهوى جمع العملات.

كما نسبت الصحيفة السعودية في نفس العدد السابق الإشارة إليه إلى زاهي حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار في مصر حينئذ القول إن مصر أرسلت خطابات عاجلة إلى الجهات المختصة في الولايات المتحدة تتضمن مستندات تؤكد ملكية مصر لتلك العملة لحفظ حق مصر في استعادتها حيث أنها خرجت من مصر بشكل غير شرعي عام 1954.

وقد ظلت هوية مشتري العملة مجهولة على مدى العقدين الماضيين، وفي 10 مارس/ آذار الماضي تم الكشف عن هويته أخيرا في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز، إنه ستيوارت وايزمان، مصمم الأحذية وجامع المقتنيات الثمينة والمحب للأعمال الخيرية.

Optimized with PageSpeed Ninja