حظيت مبادرة أطلقها اليوتيوبر الكويتي الملقب بـ”أبو فلة” بتقدير واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تمكن الشاب من جمع مليون دولار لفائدة التبرعات الخيرية عبر 28 ساعة من البث المتواصل، وهو مبلغ قد يقي أكثر من 17 ألف لاجئ ونازح من برد الشتاء القارس، وفقا لـBBC.

وكان الشاب الكويتي قد وعد بعدم إيقاف البث المباشر للحملة حتى يجمع المبلغ المطلوب، فانتهى به الأمر نائما أمام الكاميرا من أجل تحقيق هدفه، في إطار حملة مشتركة مع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة.

من هو “أبو فلة”؟

اسم أبو فلة الحقيقي هو حسن سليمان. وهو طالب جامعي في العشرينات من عمره.

وقد نجح سليمان في استقطاب الشباب حول العالم، إذ يتابعه أكثر من 5 ملايين شخص عبر انستغرام، بينما تخطى عدد مشاهدات قناته على يوتيوب حاجز 2.5 مليار مشاهدة.

وتتخصص قناته، التي أنشأها عام 2016، في نشر فيديوهات حول ألعاب الفيديو ومقاطع “ترفيهية” مثل المقالب والتحديات.

وبمناسبة تخطي عدد المشتركين في قناته على يوتيوب حاجز 20 مليون متابع، قرر “أبو فلة” إطلاق حملة تبرعات مستفيدا من شهرته الواسعة.

وقد شاهد البث المباشر للحملة على يوتيوب ملايين الأشخاص من شتى أنحاء العالم.

وقٌدر عدد المتبرعين بحوالي أكثر من 30 ألف شخص، ومنهم من ساهم بمبالغ بعشرات الآلاف.

دور صناع المحتوى

لاقت الحملة إشادة واسعة من قبل فنانين وإعلاميين وصناع المحتوى في العالم العربي.

وتثمينا لجهوده، رسم أطفال سوريون صورة اليوتيوبر الكويتي على جدران خيامهم القماشية المنتشرة في مدينة إدلب.3

وفي بيان لها على تويتر، أشادت المفوضية بجهود “أبو فلة” في “التوعية بأهمية الدور المجتمعي وسعيه لتوفير احتياجات آلاف الأسر اللاجئة والنازحة”.

وأشارت المفوضية إلى أن المبادرة تأتي “في ظل استمرار معاناة اللاجئين والنازحين بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ تتزايد احتياجات العائلات، في ظل ارتفاع معدلات الفقر في أوساط اللاجئين في الدول المستضيفة”.

ومع حلول فصل الشتاء، تجبر العديد من العائلات اللاجئة على اتخاذ قرارات قاسية لتلبية احتجاجيتها الأساسية من دواء ووقود وأدوات تدفئة.

وهذه ليست أول مرة يساهم فيها “أبو فلة” في جمع التبرعات، إذ سبق أن دشن حملة لكفالة عدد من الأيتام وبناء 57 بيتا للاجئين، إضافة لإجراء عمليات جراحية لألف مصاب بماء العين.

وقد سلطت تلك الحملات الضوء على مدى التأثير الذي يتمتع به مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي ودورهم في صناعة وتقديم محتوى عربي هادف.

يأتي هذا في ظل موجة من الانتقادات تطال هؤلاء المشاهير وتتهمهم بالترويج للتفاهة.

وبحسب تقرير للأمم المتحدة، فقد تضاعف عدد النازحين بسبب الحروب والأزمات في العالم في السنوات العشر الأخيرة ليصل إلى 82,4 مليونا وهو عدد قياسي رغم جائحة كوفيد-19.

ويقدر عدد اللاجئين السوريين المسجلين في المنطقة بـ5.5 مليون لاجئ سوري، أغلبهم من النساء والأطفال.

ويعيش 1.8 مليون شخص منهم في المخيمات والمناطق العشوائية.

وتعتبر تركيا حتى الآن الدولة المستضيفة لأكبر عدد من اللاجئين السوريين بأكثر من 3.6 مليون لاجئ.