دبي- مصادر نيوز
ظلت أسرار مومياء الملك أمنحتب الأول مخبأة تحت اللفائف وقناع الوجه الجنائزي حتى تم الكشف عنها مؤخرًا في الدراسة العلمية التي نُشرت اليوم الثلاثاء، في مجلة فرونتيرز في الطب للدكتور زاهي حواس عالم المصريات الشهير ووزير الآثار الأسبق، والدكتورة سحر سليم أستاذة الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة.
فقد استخدمت الدكتورة سحر سليم ود. زاهي حواس تقنية أشعة متطورة من التصوير المقطعي المحوسب وبرامج الكمبيوتر المتقدمة لفك اللفائف من على المومياء بشكل رقمي آمن ودون الحاجة إلى لمس المومياء.
كما كشفت الدراسة المصرية لأول مرة عن وجه الفرعون وعمره وحالته الصحية، بالإضافة إلى العديد من أسرار تحنيط المومياء وإعادة دفنها.
هذا وتم العثور على مومياء الملك أمنحتب الأول عام 1881 في مخبأ الدير البحري الملكي في الأقصر، حيث قام كهنة الأسرة الحادية والعشرون بإعادة دفن وإخفاء مومياوات العديد من الملوك والأمراء لحمايتهم من لصوص المقابر.
وبعد نقلهم إلى القاهرة، تم فك اللفائف عن كل المومياوات الملكية وذلك في الفترة ما بين 1818و 1896 ما عدا مومياء الملك أمنحتب الأول. فهي المومياء الملكية الوحيدة التي لم يتم فك اللفائف عنها في العصر الحديث وذلك حفاظاً على جمال المومياء المغطاة بالقناع الجنائزي وبأكاليل الزهور الملونة.
من جهته، أوضح الدكتور زاهي حواس أن هذه الدراسة نجحت لأول مرة منذ أكثر من ثلاثة آلاف سنة عن إزاحة اللفائف بواسطة الكمبيوتر عن وجه الملك أمنحتب الأول والذي اتضح أنه يشبه بشكل كبير والده الملك أحمس الأول والمحفوظة في متحف الأقصر. كما حددت الدراسة بشكل دقيق عمر الملك أمنحتب الأول وقت الوفاة وقدرته بـ 35 عاما.
لا أمراض أو إصابات
كما كشفت الدراسة معلومات مثيرة عن طريقة تحنيط الملك أمنحتب الأول المميزة، حيث اتضح أن وضعية تقاطع الساعدين على جسد مومياء الملوك (التي تسمى الوضعية الآوزيرية) لم تر في من سبق الملك أمنحتب الأول واستمرت بعده في ملوك المملكة الحديثة.
بدورها، أشارت الدكتورة سحر سليم إلى أن الدراسة أثبتت أن المخ لا يزال موجودا في جمجمة الملك أمنحتب الأول فلم تتم إزالته في عملية التحنيط على عكس معظم ملوك المملكة الحديثة مثل توت عنخ امون ورمسيس الثاني وغيرهم.
كما كشفت صور الأشعة ثلاثية الأبعاد الدقيقة في الدراسة عن وجود 30 تميمة في داخل المومياء وبين لفائفها، كذلك عن وجود حزام أسفل ظهر مومياء الملك مكون من 34 خرزة من الذهب.
وكشفت الدراسة لأول مرة عن أسرار معالجة كهنة الأسرة 21 للمومياوات الملكية لإعادة دفنهم في الخبيئتين الملكيتين في وادي الملوك والدير البحري.
فأثبتت الدراسة العناية الفائقة التي أولاها كهنة الأسرة 21 في إعادة دفن مومياء الملك أمنحتب الأول والحفاظ على الحلي الذهبية ووضع العديد من التمائم بداخل المومياء مما يعيد الثقة في حسن نوايا في مشروع إعادة دفن المومياوات الملكية للحفاظ عليها عكس المزاعم التي أثيرت عن أن الهدف كان لسرقة الحلي والنفائس من مومياوات الملوك القدامى لإعادة استخدامها لملوك الأسرة الـ 21.