دبي- مصادر نيوز
في سوق العمل التي سادت فيها حالة من عدم اليقين بعد عامين تقريباً من تفشي جائحة كورونا، أجمع موظفون على ممارسة واحدة تتيح لهم بدء عطلة نهاية الأسبوع مبكراً، وهي: العمل من المنزل أيام الجمعة وهو يوم العمل الأخير في الأسبوع بكثير من الدول.
بالنسبة إلى أولئك الذين اعتادوا البقاء في الغرفة حتى الساعة 4 مساء، أو حتى إلى وقت متأخر عن ذلك، فإنّ التجربة الرائعة للعمل عن بُعد خلقت فرصاً لضبط جداول العمل والمشاركة في الأعمال المنزلية وممارسة الهوايات ووقت العائلة الذي كان يؤجل في السابق إلى يوم السبت.
إليك بعض النصائح المتعلقة بالإنتاجية لتحقيق نهاية مثالية لأسبوع العمل:
ابدأ مبكراً
انسَ النوم، فالاستيقاظ عند شروق الشمس هو سرّ النجاح في بدء عطلة نهاية الأسبوع في منتصف نهار يوم الجمعة. يستيقظ جيمس ديل، الرئيس التنفيذي لشركة خدمة العملاء عبر الرسائل النصية “تكستل” (Textel) مبكراً، ويبدأ العمل مبكراً، ويغادر مبكراً أيضاً. ويقول ديل: “رغم أن ذلك يتطلب قليلاً من التدريب فإنّ مشاهدة شروق الشمس في أثناء كتابة رسائل البريد الإلكتروني واحتساء فنجان من القهوة أمر مثير للراحة النفسية ويساعد في التحضير لعطلة نهاية أسبوع سعيدة تبدأ بعد الظهيرة بدلاً من المساء الباكر”.
رتب جدول أعمالك.. بالنسبة إلى البعض فإنّ تجنب العمل في فترة بعد ظهيرة يوم الجمعة يعني نقل الأعمال الكثيفة إلى أيام أخرى. عن ذلك يقول باروخ مان، الرئيس التنفيذي لبرنامج التثقيف المالي المجاني “المستثمر الذكي” (Smart Investor): “أحاول أن أكون فعالاً قدر الإمكان في بداية الأسبوع، وقد أعمل لساعات إضافية يوم الأربعاء أو الخميس”.
تجنب الاجتماعات
يمكن لاجتماع واحد فقط بعد ظهر أحد أيام الجمعة أن يغير خطة عطلة نهاية الأسبوع المبكرة. يقول كالواي كوك، رئيس شركة المكملات “ألومينايت لابس” (Illuminate Labs): “أقترح دائماً عقد الاجتماعات في أيام العمل الأخرى. أما إذا كان الطلب في اللحظة الأخيرة، أو كان يوم الجمعة هو الوقت الوحيد المتاح، فيمكنني عادةً تحديد موعد الاجتماع في صباح الجمعة لكي أتمكن من التزام روتيني المثالي للعمل من المنزل في ذلك اليوم”.
يخصص بعض أرباب العمل وقتاً خالياً من الاجتماعات. فعلى سبيل المثال تبدأ أيام الجمعة الخالية من الالتزامات في وكالة العلاقات العامة “ميرفي أوبراين” (Murphy O’Brien) في الساعة الواحدة ظهراً. يقول براندون موراتالا، مشرف الحساب في الوكالة: “نواصل مراقبة رسائل البريد الإلكتروني المهمة للعملاء ونردّ عليها، لكن لدينا الحرية في حجز تمرين في فترة ما بعد الظهر، أو قضاء وقت أطول في تناول وجبة الغداء”.
عندما يصرّ الرؤساء على عقد اجتماع لفريق العمل يوم الجمعة، يمكن اتباع استراتيجية ماكرة، مثل اقتراح طقوس جماعية تكون بطبيعتها نشاطاً صباحياً كتناول وجبة الإفطار. تقول مادلين بلاكستون، مخططة حفلات الزفاف في المملكة المتحدة: “العادة المفضلة لدي في يوم الجمعة هي عقد اجتماع افتراضي لتناول الإفطار مع فريق العمل. إنها طريقة ممتعة لإشعار الجميع بروح عطلة نهاية الأسبوع في أثناء العمل”.
تخلّص من الأعمال المنزلية
لا أحد يريد قضاء عطلة نهاية أسبوع مثقلة بالأعمال المنزلية. يقول براندون براون، الرئيس التنفيذي لمنصة إدارة الأشخاص المؤثرين “غرن دوت كو” (Grin.co)، الذي يشغل أوقاته بين مكالمات الجمعة من خلال ري النباتات أو غسل الأطباق: “الجزء المفضل لدي في أثناء العمل في المنزل هو القيام بالأعمال المنزلية في أثناء أوقات الراحة”.
ثمة تكتيك آخر يتمثل في إنهاء مهام العمل مبكراً ثم إنجاز غسل الملابس أو تسديد الفواتير كلها دفعة واحدة. يقول مارسين ستريجيسكي، مدير مشروع محركات البحث الأمثل في خدمة حجز المواعيد “بوكسي دوت كوم” (Booksy.com): “أنهي عملي بحلول منتصف بعد الظهر، ثم أبدأ الأعمال المنزلية وإدارة المنزل”.
اعمل في مكان يتمتع بمناظر خلابة
بعد المرور بأسبوع من التنقلات وارتداء الأقنعة الطبية طوال اليوم، يوفر لك يوم الجمعة فرصة خالية من المكاتب. تقول المسوّقة الرقمية صوفي بومان: “أعمل بجانب حمام السباحة أو أتأرجح على كرسي معلّق على شرفتي، مع إطلالة مذهلة على المحيط من أمامي”. إذا كانت مهامّها تتطلب معدات مكتبية فإنها تلعب لعبة الأفلام، مثل “البحث عن نيمو” (Finding Nemo) و”قصة سندريلا” (A Cinderella Story) و”ليغالي بلوند” (Legally Blonde) في الخلفية. وتقول بومان: “كلها أفلام إيجابية وترفع المعنويات، وتحسن حالتك المزاجية، وتجعلك تشعر كأنك على وشك أن تقضي يوماً هادئاً”.
عادةً ما يعمل بعض المشاركين في يوم الجمعة في منازل الأصدقاء أو في مكاتب مؤقتة في الهواء الطلق. ويقول دارشان سوماشكار، المؤسس المشارك في الشركة الناشئة في مجال مشاركة الوسائط “دروب دوت آي أو” (Drop.io) وموقع الألعاب “سوليتيرد” (Solitaired)، الذي يفضل إما الشرفة وإما الشاطئ: “أعمل في الخارج في كثير من الأحيان”. هذا الخيار الأخير يتطلب البراعة، إذ قال سوماشكار إن “الأمر الذي أتقنه هو المكوث تحت مظلة للتمتع بالظل والابتعاد عن الرياح” -لأن الرياح تؤثر في جودة المكالمات- “ثم استخدام الإيربودز لإجراء المكالمات. اشتريت أيضاً علبة هواء مضغوط، ما يسهل كثيراً إخراج الرمال من لوحة المفاتيح”.
انغمس في الطعام والشراب المفضلين
يمكن أن تكون قائمة الطعام للجمعة الممتعة محفزة، فعادة ما تطلب المسوّقة والمصممة الافتراضية زكية غافور الكعك. وتقول غافور: “حفل الشاي بعد الظهر هو الأمر الأنسب لقضاء يوم جمعة مثالي، إنه يحفزني على إنهاء المشاريع بسرعة أكبر، فأنا أستمتع بتناول شاي بعد الظهر الشهي بفنجان من الخزف الصيني، إذ أعتبر ذلك طريقة للاسترخاء”. كما تعتبر فكرة تناول المشروبات عبر موقع “زووم” أو التخطيط على أنواع البيرة المتخصصة للأسبوع المقبل ذات شعبية كبيرة أيضاً.
حدد موعداً لممارسة هوايتك المفضلة
يُعَدّ الانغماس المباشر في نشاط مفضل أمراً سهلاً من المنزل. ومن هذا المنطلق تقول هاوية مراقبة الطيور كارلي مارتينيتي إنّ نشاطها المفضل هو الاستماع إلى أصوات الطيور، فهي تتجول حول حيها في كامبريدج بولاية ماساتشوستس الأمريكية ومعها تطبيق “ميرلين بيرد آي دي” (Merlin Bird ID) الذي يحدد أصوات الطيور. تقول مارتينيتي، وهي مؤسس مشارك لشركة العلاقات العامة “نوتابلي” (Notably): “بعد انتهاء مكالمة العميل الأخيرة، من الممتع جداً الذهاب للبحث عن الطيور التي قد لا أجدها عادةً”، فيما يختار البعض الآخر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو قضاء ساعة اجتماعية. فعلى سبيل المثال، تقييم أفا هاثاواي، مالكة شركة معدّات الصالون “داشبورد بيوتي” (Dashboard Beauty)، مواعيد غداء افتراضية، قائلة: “أتواصل مع أصدقائي عبر مكالمات الفيديو”.
حدد وقتاً للعائلة
يقول تيم كونون، مؤسس شركة التأمين على الحياة “باراماونت كوت” (ParmountQuote): “أترك العمل في الساعة الخامسة مساءً، وأخرج لتناول العشاء مع زوجتي، لأن يوم الجمعة هو يومنا المخصص لقضاء وقت ممتع معاً”، في حين أن الآخرين يقررون المشي مع شركائهم أو الأطفال أو الذهاب لتناول الطعام. كما تقول ليانغ تشاو، الرئيسة التنفيذية للتسويق ووكالة العلاقات العامة “فانساري” (Vansary): “بعد ظهر الجمعة أصبح وقت العائلة بالنسبة إلينا أنا وزوجي وطفلنا الجديد. نتجول في بروكلين ونجرب مطاعم مختلفة قبل ساعة التخفيضات واندفاع الحشود للعشاء”. والبعض الآخر يفضل البقاء، إذ تقول نتي أوينز، رئيسة شركة “ساباري سولييوشنز” (Sappari Solutions) لاستشارات إدارة الوقت: “أحب أن أنهي يومي بالتسلية مع أطفالي عندما يعودون إلى المنزل من المدرسة. نتناول وجبات خفيفة ونتحدث عن اليوم، وأحياناً نشاهد أحد عروض (نتفلكس)”.