دبي- مصادر نيوز
أكد رئيس هيئة قناة السويس المصرية، أسامة ربيع، في تصريحات خاصة لفوربس الشرق الأوسط، على إبقاء تخفيض رسوم السفن السياحية بنسبة 50% وزيادة رسوم مرور بقية السفن عبر قناة السويس بنسبة 6% بدءًا من شهر فبراير/شباط المقبل، مدفوعًا بالتعافي في قطاع التجارة الدولية والنقل البحري.
وأوضح ربيع، أن الزيادة في رسوم مرور السفن بنسبة 6% يأتي في ظل تخفيضات أقرتها الهيئة تتراوح بنسبة من 17% إلى 75% على الرسوم وهي قائمة منذ عام 2020 لتشجيع حركة الملاحة فى قناة السويس في ظل الجائحة، لتصبح التخفيضات على رسوم مرور السفن بنسبة 11% إلى 69% خلال عام 2022، بينما تبقي الهيئة على تخفيض رسوم السفن السياحية بنسبة 50% كما تم إقرارها منذ عامين بسبب عدم تعافي السياحة الدولية بعد.
وحققت قناة السويس المصرية ارتفاعا نسبته 13% في عائداتها السنوية في 2021 مقارنة بالعام السابق له بإيرادات بلغت 6.3 مليارات دولار، واعتبرتها الهيئة أكبر عائدات سنوية تسجل في تاريخها.
أسباب زيادة إيرادات هيئة قناة السويس
يرجع رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع زيادة الإيرادات إلى مشروع توسعة قناة السويس الذي افتتحه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في عام 2015، بعد توفير مجريان ملاحيان لعبور السفن مما ساهم في تقليل فترات الانتظار ومضاعفة عدد السفن التي تمر بالقناة، كما سمح للحاويات العملاقة بالمرور بعد تعميق المجرى الملاحى إلى 66 قدم.
وأضاف فريق، أن “السياسة التسويقية المرنة التى اعتمدناها منذُ بدء الجائحة ساهمت في تحقيق إيرادات أكبر حيثُ سمحت الهيئة بتخفيض رسوم مرور السفن بنسبة تتروح من 17-75% خلال فترة الوباء 2020 و2021 مما حقق أكبر معدل لجذب السفن الجديدة خاصة من الساحل الشرقي الأميركي حيث حصلت على النسبة الأكبر من تخفيض الرسوم والتي تراوحت من 45% إلى 75% ومعظمها سفن تنقل الغاز المسال، وتمكنا من كسب مرور 1532 سفينة جديدة بسبب تخفيض رسوم السفن القادمة من أوروبا بنسبة 17%.”
ومن المتوقع أن تزيد حركة التجارة العالمية بنسبة 6.7% في 2022، بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية. وقالت هيئة الأوراق المالية والسلع إن الانتعاش في التجارة العالمية سيؤدي إلى “أرباح جيدة” لشركات الشحن”.
السياحة العالمية لم تتعاف
أوضح أسامة ربيع، أن السياحة العالمية لا تزال تعاني بسبب تداعيات كوفيد-19، وعلى الرغم من تحسن الوضع قليلًا خلال عام 2021، والذي شهد مرور 26 سفينة سياحية من قناة السويس، ولكن لم تتعافى السياحة بشكل تام، وتعد أغلب السفن السياحية التي تمر من قناة السويس قادمة من قارة أوروبا ومتوجه إلي آسيا.
وأكد ربيع، أن الهيئة لا تزال تقدم خصمًا بنسبة 50% على رسوم مرور السفن السياحية من قناة السويس بشرط أن تقضي في الموانئ المصرية أكثر من 48 ساعة وذلك بهدف تشجيع السياحة في مصر، ويعد القرار التي اعتمدته الهيئة منذ عام 2020 تزامنًا مع التداعيات السلبية لانتشار فيروس كوفيد-19.
توسعة المجرى الملاحي
قال ربيع ، “إن أزمة الحاوية العالقة “إيفر غيفن” كانت من أهم التحديات التي شهدتها الهيئة خلال عام 2021، حيث استمر العمل لمدة 6 أيام متواصلة لتحريرها بدون إجراء أي خسائر في هيكل السفينة، وحاليًا مرت الحاوية إيفرغيفن 3 مرات بعد تلك الواقعة، وهو مايدل على ثقتهم في هيئة قناة السويس.”
سبق وتعرضت قناة السويس في مارس/آذار إلى إغلاق بسبب حاوية إيفرغيفن التي علقت في المجرى الجنوبي للقناة، وسط رياح شديدة أدت إلى غلقها للممر الملاحي، وتسببت في خسائر مالية تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار في اليوم، بسبب تعطيل التجارة العالمية، وقد حجزت عليها السلطات المصرية بسبب خلاف حول التعويضات، بعدما قدرت هيئة قناة السويس متوسط الخسائر والتلفيات الناجمة عن جنوح السفينة بنحو مليار دولار، إلى أنّ تمّ الإفراج عنها في يوليو / تموز الماضي، بعد مفاوضات طويلة أدت إلى دفع ال الشركة المالكة للسفينة إيفرغيفن وشركات التأمين تعويضًا للهيئة.
وأكد ربيع، أن المجرى الملاحي الجنوبي، الذي شهد واقعة السفينة العالقة حاليا يتم تطويره وتوسعته، قائلًا، إن المجرى لم يكن السبب في تلك الأزمة ولكنها ساهمت في الإسراع في عملية التطوير، بدلًا من البدء بها في يناير/كانون الثاني الجاري، شرعنا في العمل من يونيو/ حزيران الماضي بعد وصول الكراكتين العملاقتين، ونقوم بتوسعتها بعرض 40 متر ونعمق المجري ل72 قدم، ونقوم بعمل أزدواج في البحيرات المرة والصغرى لتسمح بمرور 6 سفن إضافية، ومن المتوقع أن يحسن ذلك التطوير حركة الملاحة بنسبة 28%.
قناة السويس
افتتحت قناة السويس التي تربط بين البحرين الأحمر والمتوسط عام 1869، وحاليًا تؤمن عبور 15% من حركة التجارة البحرية الدولية.
كما توفر مصدرًا أساسيًا للعملة الأجنبية لمصر وتعد أسرع طريق ملاحي بين آسيا وأوروبا.
قدرت صحيفة “لويدز ليست” المتخصصة في شؤون الشحن البحري أن ما يقارب 9.6 مليار دولار من البضائع المعبأة في حاويات تمر عبر قناة السويس يوميًا، وقال خبراء إن آلاف الحاويات الفارغة عادت إلى المصانع الآسيوية عبر القناة.
كما تسببت أزمة السفينة العالقة إيفر غيفن في قناة السويس في شهر مارس/آذار الماضي في تفاقم المشكلات المتعلقة بشحن الحاويات في أوروبا، حيث عانت موانئ رئيسية مثل أنتويرب في بلجيكا وفيليكستو في بريطانيا من التكدس، وتسببت في خسائر مالية تقدر قيمتها بنحو 9.6 مليار دولار في اليوم، بسبب تعطيل التجارة العالمية وصرح خبراء إن نحو 45% من حجم البضائع في ميناء نيويورك ونيوجيرزي بالولايات المتحدة يمر عبر قناة السويس.