الأرشيف

سيارة فورد
سيارة فورد

“فورد” تنافس”تسلا” في سوق السيارات الكهربائية

دبي- مصادر نيوز

تدرس شركة “فورد موتور” إمكانية فصل وحدة المركبات الكهربائية عن أعمالها التقليدية، التي تعود إلى قرن من الزمان، على أمل كسب احترام المستثمرين بنفس الشكل الذي تتمتع به شركة “تسلا” وغيرها من صناع السيارات الكهربائية.

يريد الرئيس التنفيذي لشركة “فورد”، جيم فارلي، عزل عمليات فورد الكهربائية عن أعمالها المتعلقة بمحركات الاحتراق الداخلي، بحسب أشخاص على دراية بهذه الجهود. ومن الممكن أن تولد الشركة الفرعية نوعاً من مضاعفات الأرباح كتلك التي منحت “تسلا” قيمة سوقية تقترب من تريليون دولار.

مع ذلك، ربما يكون تقسيم الشركة، الذي تقول “فورد” إنها لا تخطط له، أمراً صعباً للغاية، وبالتالي ربما يفصل “فارلي” ببساطة أعمال السيارات الكهربائية داخلياً لتصبح وحدة منفصلة، كجزء من إعادة تنظيم واسعة تسعى لمنح “فورد” ميزة في عصر الكهرباء.

من الممكن أن تكون فكرة إنشاء شركة فرعية أمراً صعباً بالنسبة لعائلة “فورد”. فهم يسيطرون على صانعة السيارات من خلال فئة خاصة من الأسهم، ويخشون خسارة سيطرتهم على الشركة التي أُنشئت قبل 118 عاماً، حسبما قال أشخاص لا يريدون الكشف عن هويتهم. جدير بالذكر أن العائلة المؤسسة، بقيادة الرئيس التنفيذي بيل فورد، لديها ثلاثة مقاعد في مجلس الإدارة.

ضغوط وول ستريت

تواجه الشركة ضغوطاً من جانب “وول ستريت” لفصل أعمالها الناشئة في مجال السيارات الكهربائية، وبالتالي تعزيز قيمتها من خلال التخلص من التكاليف القديمة وزيادة فرص الوصول إلى أسواق رأس المال. لقد منح المستثمرون قيمة هائلة لصناع المركبات الكهربائية الأساسيين، مثل شركة “ريفيان أوتوموتيف” (Rivian Automotive)، التي تفوقت قيمتها السوقية لفترة وجيزة على “فورد” في أواخر العام الماضي، رغم إنتاجها لعدد قليل نسبياً من المركبات.

قفز سهم “فورد” بعد إعلان “بلومبرغ” خطط الشركة، ثم تقلصت مكاسب الأسهم مع تراجع السوق الأوسع نطاقاً، لتسجل ارتفاعاً بنسبة 2.9% وتغلق عند 18.04 دولار في نيويورك.

عندما سُئلت عن الانفصال المحتمل، قالت الشركة عبر البريد الإلكتروني: “نحن نركز على خطتنا (فورد+) لتحويل الشركة والازدهار في هذا العصر الجديد من المركبات الكهربائية والمتصلة”. وأضافت: “ليست لدينا أي خطط لفصل أعمالنا في مجال المركبات الكهربائية العاملة بالبطاريات أو المركبات التقليدية العاملة بمحركات احتراق داخلية”.

مع ذلك، لم ينكر “فارلي”، في بداية هذا الشهر، إمكانية فصل أي من الوحدتين عندما سُئل عن الأمر في مكالمة أرباح الشركة. وقال إن “إدارة أعمال المركبات التقليدية الناجحة وأعمال المركبات الكهربائية بالبطارية الناجحة ليسا متشابهين. أنا متحمس حقاً تجاه التزام الشركة بإدارة الأعمال التجارية كما ينبغي”.

تختلف أعمال المركبات الكهربائية “اختلافاً جوهرياً” في العملاء الذين تجذبهم، وطريقة صُنع منتجاتها، والمواهب الهندسية والتصميمية التي يتعين توظيفها.

أضاف “فارلي” في مكالمة الأرباح: “نحن لا نسعى لأنصاف حلول.. لقد انتهينا من التغيير التدريجي. لدينا خطة واضحة وتحيز للعمل وكل ما يتطلبه الأمر من وقت للتفكير”.

في أواخر العام الماضي، أجرت “فورد” محادثات مع مستشارين ماليين لاستكشاف بعض الخيارات المتعلقة بعمليات المركبات الكهربائية، بما فيها إعادة التنظيم المحتملة وزيادة رأس المال المخصص لها، وفقاً لشخصين مطلعين على الأمر.

في ظل سعي “فارلي” إلى تعظيم قيمة عمليات “فورد” المتعلقة بالمركبات الكهربائية، تطورت رؤيته بمرور الوقت، من التفكير في البداية في انفصال أصغر إلى التفكير في الانفصال الكامل، والآن يدرس فكرة الانقسام الداخلي، وفقاً للأشخاص المطلعين على هذه الجهود.

حتى الانقسام الداخلي سيكون معقداً. فقد قال أحد الأشخاص إن دمج الهندسة والعمليات في شركة صناعة السيارات، التي يعمل فيها بعض المهندسين والمصانع على إنشاء وبناء كلا النوعين من المركبات، ليس بالمهمة السهلة. وأوضحوا أنه حتى لو كان الجميع يحبذ الانقسام الحقيقي، فسيكون من الصعب إدارة التعقيد.

خصصت “فورد” 30 مليار دولار لاستراتيجيتها الخاصة بالمركبات الكهربائية حتى عام 2025، ويقال إنها ستنفق ما بين 10 إلى 20 مليار دولار أخرى بحلول نهاية العقد لتحويل المصانع نحو بناء النماذج الكهربائية الهجينة.

غياب التمويل

رفع “فارلي” إنتاج شركته من السيارة الكهربائية “موستنج ماك- إي” (Mustang Mach-E) بمقدار ثلاثة أضعاف، فضلاً عن مضاعفة إنتاج الشاحنة الكهربائية “إف-150 لايتننغ” (F-150 Lightning)، التي ستطرح للبيع هذا الربيع. كذلك، تخطط الشركة لإنتاج 600 ألف مركبة كهربائية سنوياً في غضون عامين وتحقيق نصف مبيعاتها تقريباً من السيارات العاملة بالبطاريات بحلول عام 2030.

في ظل هيكلها الحالي، تفتقر صانعة السيارات إلى إمكانية الوصول للتمويل المتاح لشركة “تسلا”، وغيرها من صناع السيارات الكهربائية الذين يُنظر إليهم بأفضلية من جانب البنوك والمستثمرين.

قال أشخاص مطلعون إن إنشاء مركبة كهربائية هجينة خالصة يمكن أن يوفر لـ “فورد” إمكانية الوصول إلى رأس المال الأرخص، فضلاً عن منح المستثمرين الفرصة لتخصيص قيمة لأعمالها في مجال المركبات الكهربائية.

يعمل “فارلي” عن كثب مع دوغ فيلد، الرئيس السابق لمشروع السيارات التابع لشركة “أبل”، والذي عينته “فورد” في سبتمبر كرئيس لقسم التكنولوجيا المتقدمة، على حد قول الأشخاص المطلعين. وأضاف الأشخاص أن “فيلد”، الذي شغل سابقاً منصب كبير مهندسي “تسلا”، سيكون له دور كبير في أي كيان جديد.

هناك عمل شاق في انتظار “فيلد وفارلي” إذا اختارا متابعة الانفصال الكامل لوحدة المركبات الكهربائية. وبصرف النظر عن ضرورة الفوز على العائلة المؤسسة، يجب أن يقتنع وكلاء السيارات واتحاد عمال السيارات بأنهم لن يتخلفوا عن الركب.

في الوقت نفسه، قال المحللون إن “فورد” بحاجة للتخلص من نموذج أعمالها التقليدي لتحقيق هوامش ربح كتلك التي تحظى بها “تسلا”، والتي قدر “فارلي” أنها تتجاوز 10 آلاف دولار للسيارة.

تحديات خطيرة

لتعويض التكلفة المرتفعة للمركبات الكهربائية، تحتاج الشركة إلى نموذج بيع مباشر، كما هو الحال في “تسلا” و”ريفيان”، يتجاوز الوكلاء وخفض الإيرادات التي يتلقونها، بحسب المحللين. كما ستحتاج أيضاً إلى خفض تكاليف العمالة.

قال آدم جوناس، المحلل في “مورغان ستانلي”، إن “فورد تحرز تقدماً كبيراً في مجال الكهرباء”. وأفاد، في مذكرة للمستثمرين في نوفمبر، أن شركات صناعة السيارات القديمة “تواجه تحديات خطيرة بسبب المركبات الكهربائية، ونحن نرى أن الأمر سيتطلب إجراءات غير تقليدية للتعامل معها”.

فعلياً أنتجت “فورد” سيارة “موستنج ماك- إي” في المكسيك، حيث تشكل الأجور جزءاً صغيراً مما هي عليه في الولايات المتحدة. وتبني الشركة أيضاً أول مصنع تجميع جديد كلياً منذ نصف قرن لتصنيع شاحنات “إف-سيريس” (F-Series) الكهربائية بولاية تينيسي، وليس لدى اتحاد عمال السيارات أي ضمان بأنه سيمثل هؤلاء العمال.

وهناك سابقة أعمال لما يدرسه “فيرلي وفيد”. ففي عام 2017، انفصل مورد قطع غيار السيارات “دلفي تكنولوجيز” (Delphi Technologies) عن أعماله في مجال توليد الطاقة بمحركات الاحتراق، وأعاد تسمية الجزء المتبقي من الشركة بـ “أبتيف” (Aptiv)، وهي شركة تركز على إلكترونيات وبرمجيات المركبات الكهربائية والمستقلة. بدأت “أبتيف” التداول بمضاعفات أكبر.

بصفتها صانعة سيارات واسعة النطاق، تتمتع “فورد” بدعم أكبر، رغم أن “فارلي” يبدو حريصاً على تعديل الأمور، وقد قال في مكالمة الأرباح إن “هذا تغيير ثقافي في فورد. هذا جزء من تغيير الإيقاع”.

Optimized with PageSpeed Ninja