الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

ردود الفعل العربية والغربية على اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك

دبي- مصادر نيوز

أصدر عدد من الدول العربية والإسلامية اليوم الثلاثاء تعليقات رسمية على إعلان روسيا اعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا.

  • سوريا: التأييد الكامل

وأعلن وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد إن بلاده تدعم قرار الرئيس فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وسوف تتعاون معهما. فيما أوضحت الرئاسة السورية أن موقفها بخصوص الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، سبق أن أعلنته قبل نحو شهرين، خلال زيارة وفد برلماني روسي إلى دمشق، حيث استقبله الرئيس السوري بشار الأسد.

  • إيران: على جميع الأطراف ضبط النفس

فيما علق المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، على التطورات الأخيرة، مؤكدا أن طهران تتابع القضايا المتعلقة بأوكرانيا “بحساسية”، مضيفا أن طهران “تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وتعتقد بضرورة تجنب أي عمل من شأنه تصعيد التوترات”.

وبحسب المتحدث فإن “تدخلات الناتو وأعماله الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة أدت إلى المزيد من تعقيد الوضع في تلك المنطقة”.

إقرأ ايضا

بوتين يعلن الاعتراف باستقلال دونتسك ولوهانسك الانفصاليتين

 

  • أنقرة: قرار غير مقبول

من جانبه اعتبر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن قرار روسيا الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك “غير مقبول”، داعيا الأطراف إلى “الالتزام بالحكمة والقانون الدولي”. وأضاف: “باعتبارنا دولة مطلة على البحر الأسود علينا اتخاذ حزمة من التدابير وهذا ما نقوم به فعليا”.

ومساء أمس الاثنين أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا. وفي اليوم نفسه تم التوقيع مع رئيسيهما دينيس بوشيلين وايونيد باسيتشنيك على معاهدتي الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة، اللتين صادق عليها البرلمان الروسي بكلتا غرفتيه اليوم الثلاثاء.

 

قوات أوكرانية في مؤخرة شاحنة عسكرية على الجبهة مع الانفصاليين في دونيتسك في شرق أوكرانيا في 21 شباط/فبراير 2022

قوات أوكرانية في مؤخرة شاحنة عسكرية على الجبهة مع الانفصاليين في دونيتسك في شرق أوكرانيا في 21 شباط/فبراير 2022 الكسي فيليبوف ا ف ب

 

كما أعلنت دول غربية فرض عقوبات على روسيا بعد اعترافها باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، فيما أعلنت برلين تعليق المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 2” مع روسيا.

 

ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه إلى الرد بقوة وأوضح أنه يدرس قطع العلاقات الدبلوماسية مع موسكو التي يتهمها بالرغبة في مواصلة “عدوانها العسكري”.

 

في موسكو، نفى الرئيس فلاديمير بوتين رغبته في “إعادة بناء إمبراطورية” وأكد الكرملين أنه ما زال “منفتحا” على الدبلوماسية في حين أن الانتقادات الدولية تتزايد منذ الاثنين مع اتهام كييف بأنه يريد “إحياء الاتحاد السوفياتي”.

إقرأ ايضا

ماذا يعني اعتراف بوتين باستقلال دونيتسك ولوهانسك؟

غير آبه بتلك الاتهامات، صادق البرلمان الروسي على الاتفاقات التي وقعها بوتين الأحد مع قادة انفصاليي منطقتي دونيتسك ولوغانسك الذين يقاتلون قوات كييف منذ العام 2014، وذلك في وقت تحشد روسا قوات على الحدود الأوكرانية قدرت واشنطن عديدها بـ150 ألف عسكري.

 

وليل الاثنين الثلاثاء، وجه بوتين أمرا إلى جيشه أيضا بإرسال قوات لـ”حفظ السلام” إلى “الجمهوريتين” الانفصاليتين، مبديا خشيته من تفاقم الصراع الذي أودى بحياة أكثر من 14 ألف شخص.

 

غير أن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو أوضح الثلاثاء أن موسكو لا تخطط لإرسال قوات إلى شرق أوكرانيا “حاليا” لكنها ستقوم بالخطوة إذا تعرّضت إلى “تهديد”.

 

– عقوبات “شديدة” –

 

من الولايات المتحدة إلى الاتحاد الأوروبي مرورا بحلف شمال الأطلسي، أدان المعسكر الغربي القرار الروسي على نطاق واسع.

 

وطالب زيلينسكي بمعاقبة هذا “العمل العدواني الروسي الجديد” خصوصا من خلال “وقف تام” لمشروع خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الذي كان يفترض أن ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا عبر البحر.

 

وبعد ذلك بقليل، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس “تعليق” المصادقة على تشغيل خط أنابيب الغاز، مضيفا أن إجراءات أخرى قد يتم اتخاذها أيضا.

 

وأكّد كذلك أن الاتحاد الأوروبي سيفرض حزمة عقوبات “شديدة” على روسيا قد تستهدف المصارف الروسية ووصولها إلى الأسواق الأوروبية.

كما أعلن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الثلاثاء أن بلاده ستفرض عقوبات على خمسة مصارف روسية وثلاثة “أفراد أثرياء”، محذرا من “أزمة طويلة الأمد” في أوكرانيا.

في واشنطن، أصدر جو بايدن مرسوما الاثنين يحظر أي تعامل للأميركيين مع المناطق الانفصالية، في ما يمثل الحد الأدنى من العقوبات. وتعهد البيت الأبيض الثلاثاء فرض عقوبات جديدة.

وبالإضافة إلى حجم الانتشار الروسي، هناك مسألة حاسمة مرتبطة بحدود “الجمهوريتين” الانفصاليتين. فهل ستكون الحدود هي خط الجبهة الحالي أم ستتخطاه إلى حدود المناطق التابعة إداريا سابقا إلى دونيتسك ولوغانسك والتي يطالب بها الانفصاليون؟

 

– “استعادة الاتحاد السوفياتي” –

 

وما إن انتشرت أنباء اعتراف موسكو بالمنطقتين في شوارع كييف، حتى سيطرت حالة من الذهول على الكثيرين الذين قالوا رغم ذلك إنهم على استعداد للدفاع عن بلدهم إذا تطلّب الأمر ذلك.

 

وقال أرتيم إيفاشينكو الشاب البالغ 22 عاما من دونيتسك والذي يعمل طباخا في كييف “أنا في حالة من الصدمة الشديدة”، واصفا لوكالة فرانس برس الاعتراف بأنه “أكثر الأخبار إثارة للخوف” منذ فراره من المنطقة قبل ثماني سنوات.

 

وأضاف “أنا أعيش هنا، سبق أن فقدت جزءا من وطني، أُخذ مني، لذا سوف أحميه”.

 

من جانبه، حذّر وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الثلاثاء من أن “اختبارات صعبة” تنتظر أوكرانيا، مع “خسائر” و”ألم”.

 

كذلك، اتهم الكرملين بالسعي إلى “استعادة الاتحاد السوفياتي” الذي كانت أوكرانيا عضوا فيه حتى انهياره عام 1991.

 

وفي مواجهة هذه الأزمة الكبرى، اجتمع مجلس الأمن الدولي بشكل طارئ ليل الاثنين الثلاثاء حيث تواجه ممثلو الغرب والروس.

 

وقالت مساعدة الأمين العام للامم المتحدة للشؤون السياسية روزماري ديكارلو في الاجتماع إن “الساعات والأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة. خطر نشوب صراع كبير فعلي”.

 

– سقوط قذائف –

 

والإثنين، انتقد بوتين الغرب بشدة ودعا أوكرانيا إلى وقف “عملياتها العسكرية” أو توقع استمرار “إراقة الدماء”، وهي تصريحات اعتبرت على نطاق واسع أنها تهديد.

 

على خطوط المواجهة الأوكرانية حيث تكثفت عمليات تبادل إطلاق النار في الأيام الأخيرة، بدا الوضع أكثر هدوءا صباح الثلاثاء.

 

في شتشايتيا، وهي بلدة صغيرة في الشرق تقع قرب المناطق الانفصالية، كان السكان ينظفون الثلاثاء الأضرار الناجمة عن القذائف التي سقطت في الليلة السابقة على حي سكني.

 

وكانت فالنتينا شماتكوفا (59 عاما) نائمة عندما سقطت القذائف التي حطمت نوافذ شقتها. وقالت “لم نتوقع ذلك. لم نعتقد أن أوكرانيا وروسيا ستصلان إلى طريق مسدود في النهاية”.

 

وتابعت “اعتقدت أنه لن يكون هناك صراع. اعتقدت أن رئيسنا (زيلينسكي) والرئيس الروسي كانا ذكيين وحذرين”.

Optimized with PageSpeed Ninja