الأرشيف

هادية غالب
هادية غالب

كيف تحولت حياة هادية غالب من بلوجر إلى عالم سيدات الاعمال؟

دبي- مصادر نيوز

ذكرت هادية غالب مؤسسة شركة (Ghaleb Production House) وصاحبة علامة هادية غالب التجارية لملابس السباحة، لموقع فوربيس الأيام الأولى من عملها كمؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي في عام 2012، وكيف استطاعت دخول مجال سيدات الاعمال.

تقول هادية المصرية البالغة من العمر 29 عامًا : “في ذلك الوقت، كانت المنصة لا تزال حديثة العهد. وكنت اعتبر “صاحبة مدونة”، فلم يكن هناك بجانبي سوى عدد قليل من الفتيات الأخريات صاحبات المحتوى”.

اليوم، تملك نحو 2.4 مليون متابع على انستغرام، وتحقق الأرباح من شغفها بالموضة. كما تعمل شركتها (GPH) في الوقت نفسه مع عشرات العلامات التجارية العالمية، بما في ذلك شركة الإلكترونيات (OPPO) وعلامة (Namshi) للأزياء ومجوهرات (SWAROVSKI).

إطلاق علامةهادية غالب لملابس السباحة

أطلقت غالب علامتها التجارية لملابس السباحة المحتشمة في أبريل2022، حيث استثمرت 400 ألف دولار من مدخراتها الخاصة، لتحقق لاحقًا مبيعات بملايين الدولارات، وفقًا لها. وأثناء وصفها لرحلتها، تحرص غالب على أن توضح أمرًا مهمًا. تقول: “يريد الناس تصنيفي على أني فتاة مدللة”، لكنها ترد بثقة على التعليقات التي تزعم أن نجاحها بفضل عائلتها الثرية: “لكنني فعلت كل شيء بنفسي”.

كانت شركة الإنتاج والتسويق (GPH) التي أسستها عام 2014، أولى خطواتها في عالم الأعمال، والطريق التي هيأتها لتأسيس علامتها التجارية لملابس السباحة بعد 9 أعوام. مع هذا، لم تكن البداية سهلة.

التسويق على وسائل التواصل الاجتماعي

في ذلك الوقت، بدأت العلامات التجارية باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة تسويقية، وكانت منطقة الشرق الأوسط تحتوي على عدد قليل من أصحاب المدونات الذين يسوقون المنتجات مجانًا على منصاتهم، ومقابل منتجات مجانية ودعوات حصرية للمناسبات والفعاليات الخاصة.

لم يكن مفهوم الدفع لهم للإعلان عن أحد المنتجات على وسائل التواصل الاجتماعي قد تبلور في المنطقة حتى ذلك الحين، لكن غالب طلبت الدفع مقابل الإعلان منذ البداية. وقد رفض طلبها لأكثر من عام. تشرح قائلة: “لم يتقبل السوق هذا الأمر بعد، وبالنسبة لهم كان مفهوما جديدًا، لأنني طلبت تخصيص ميزانية للمدونين، بينما كان الجميع يفعل ذلك مجانًا”.

وجدت غالب أن الحل يكمن في رفع الأسعار، من خلال الهيمنة على السوق. ومن هنا أنشأت الشابة البالغة من العمر 21 عامًا حينها، شركة (GPH) متسلحة بشهادتها في الاقتصاد وخبرة إنشاء المحتوى التي اكتسبتها من عملها السابق في مجلة الأزياء خلال الدراسة الجامعية. حينها عقدت العزم على تغيير مشهد التسويق الرقمي في مصر.

تغيير مشهد التسويق الرقمي في مصر

في الوقت نفسه، حددت 10 من أنجح المدونين المصريين، ووقعت عقودًا حصرية معهم جميعًا، كما وعدتهم بدفع 10 آلاف دولار لكل منهم بعد عام واحد. بعد ذلك، بدأ المدونون بتحديد الأسعار للعلامات التجارية مقابل أي خدمة تسويقية وإعلانية.

تشير بقولها: “اضطرت العلامات التجارية إلى تخصيص ميزانية لمن نطلق عليهم اليوم بـ المؤثرين. وبدأ التحول الحالي من العلاقات العامة إلى شراء وسطاء إعلاميين”.

في غضون شهرين، بلغ عدد عملاء شركتها أكثر من 40 عميلًا، بما في ذلك مجموعة الشايع الكويتية. وفي عام 2016 افتتحت الشركة مكتبًا ثانيًا في دبي، وكان من عملائها علامات تجارية مثل: شركة النظارات العالمية (Luxottica Group) وعلامة الأزياء (Lifestyle) ومتاجر (Centrepoint) وشركة البيع بالتجزئة (Landmark)، فضلًا عن توقيع علامتي (Namshi) و(Jollychic) معها أيضًا.

يقول الخبير الإعلامي، والمؤسس المشارك للوكالة الإعلامية (Humanagement) هادي حجار: “في الوقت الحالي، أصبح التسويق المعتمد على المؤثرين ضروريًا، وهو أكثر أهمية من أي وسيلة تسويق تقليدية أخرى. كما تشهد العلامات التجارية اليوم، على فاعلية وأهمية استخدامه في حملاتها الأساسية”.

وأثناء ازدهار شركتها، شعرت غالب برغبة في تأسيس علامتها التجارية الخاصة، وعلمت أن عليها الاستعداد جيدًا قبل البدء بعمل جديد، إذ أن الفشل لم يكن خيارًا لديها. توضح: “يتملكني الخوف من الفشل بطريقة غير منطقية. لهذا أردت تعلم مبادئ التسويق والمبيعات وكيفية بيع المنتجات، قبل إنشاء علامتي التجارية الخاصة”.

إعادة تعريف ملابس السباحة المحتشمة

بعد العمل في (GPH) اكتسبت خبرة في التسويق، وفكرت بمنتج جديد تحتاج إليه السوق. لم يكن القرار بسيطًا، حيث إن السوق كانت مشبعة بالفعل بمنتجات الإكسسوارات والملابس وعلامات مستحضرات التجميل. ثم في عام 2019، لم تستطع غالب وصديقتها المحجبة من الدخول إلى مسبح منتجع فاخر، لأن صديقتها ترتدي البوركيني. وحيث لم تكن التجربة سارة، إلا أنها كانت الإلهام لغالب.

من هنا، شرعت بإنشاء علامة تجارية “لملابس السباحة للجميع” لإعادة تعريف ملابس السباحة المحتشمة والتسويق لها. تقول: “كانت مخاطرة كبيرة، فقد أمكنني البدء بمنتجات أخرى ذات شعبية أكبر”. وتضيف: “لكنني ظننت أن نجاحي بتسليط الضوء على هذه الموضة، سيسهم في حل مشكلة البوركيني الذي يُنظر إليه كملابس غير راقية ومرفوضة. وبالتالي، يمكننا المساعدة في حل مشكلة التمييز ضد النساء المحجبات والبوركيني أيضًا”.

تقول مديرة التسويق الخاص بالمؤثرين والعلاقات العامة في شركة (GMG) حنين عصفور: “إن عملية التسويق المعتمدة على المؤثرين تعتمد على الثقة المتبادلة بينهم وبين متابعيهم، ولهذا جرت العادة على تغيير طريقة رؤية المستهلكين للمنتجات/ التوجهات المرفوضة أو المثيرة للجدل”. وتوضح: “يُنظر إلى المؤثرين على أنهم خبراء في مجالاتهم، إذ يملكون القدرة على التأثير في قرارات الشراء بمجرد نشر قصة، وذلك ببساطة لأنهم مستهلكون مثلنا بنوا علاقات قوية مع متابعيهم من خلال المنصات الإلكترونية”.

في حين اضطرت غالب للانتظار 3 أعوام لإطلاق علامتها التجارية عام 2022 بسبب الجائحة. ومن خلال التعاون مع مصمم قادر على عكس أفكارها، استطاعت الكشف عن علامة ملابس السباحة التي تحمل اسمها لترك بصمتها في السوق، بالإضافة إلى الاستفادة من قوة علامتها التجارية، التي بنتها على مدار 10 أعوام من التسويق المعتمد على المؤثرين.

وعندما تعلق الأمر بتسويق علامتها التجارية الجديدة، عرفت تمامًا إلى أين تتجه. تقول: “نظمنا الرحلات للمؤثرين لدى الكثير من العلامات التجارية في (GPH) وهذا أمر أعرف بالضبط كيف أقوم به”. تضيف ضاحكة: “قلت لنفسي إذا لم أفعل هذا من أجل علامتي التجارية الآن، فمتى سأفعل؟”

كانت رحلتها التالية المخطط لها بعد أسبوع إلى جزر المالديف، البداية المثالية للترويج لمنتجاتها. وفي 3 مايو/ أيار 2022، نشر مؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم العربي، بمن فيهم نور ستارز، وأصالة كامل، ومريم الخالدي، صورًا لهن على الشواطئ الرملية البيضاء، وهن يرتدين البوركيني بألوانه المبهجة.

بعد 3 أشهر، بيعت جميع قطع ملابس سباحة هادية غالب بالكامل، وفقًا لها. كما بلغ عدد متابعي العلامة التجارية على انستغرام أكثر من 240 ألف متابع في سبتمبر/ أيلول 2022. وأصبحت العلامة التجارية متاحة عالميًا، وباعت منتجاتها في 32 دولة، وبلغت نسبة مبيعاتها في السعودية %25، بينما بلغت مبيعاتها في الإمارات %15، وأميركا %7، وأوروبا %5.

التوسع في الأعمال

بالنسبة لغالب، هذه مجرد البداية، والآن يأتي وقت التوسع أكثر. تقول: “نريد التوسع رأسياً وأفقياً”. وتقصد بالرأسي زيادة المنتجات والخطوط الجديدة، أما الأفقي فيعني التوسع نحو أسواق جديدة. تضيف: “لكن هذه المرة، سنفعل ذلك بشكل مختلف؛ حيث سنبدأ بمبيعات الجملة ثم نعثر على المتاجر الكبرى لبيع منتجاتنا”.

على الرغم من وجود العلامة التجارية في أميركا، إلا أنها تخطط للتوسع أكثر في جميع أنحاء الولايات المتحدة، مع الاعتماد على المؤثرين كأداة رئيسية لتحقيق هدفها. توضح بقولها: “أريد العمل مع المؤثرين والمشاهير العالميين، كي أروج لفكرة أن المرء يستطيع أن يبدو أنيقًا ومحتشمًا في الوقت نفسه”.

لكن تغيرت ديناميكيات السوق كثيرًا منذ بدء غالب عملها، مع ذلك لا تزال على يقين من تميز ما تقدمه. تعترف بالقول: “يوجد اليوم المئات من الوكالات، وأنا على يقين بأن العام المقبل سيكشف عن العديد من العلامات التجارية لملابس السباحة المحتشمة، مما يعني الكثير من المنافسة، لكنني سعيدة لأنني في صدارة هذا التوجه”.

Optimized with PageSpeed Ninja