دبي- مصادر نيوز
بدأت الكوليرا تتسلل تدريجياً نحو لبنان مع تسجيل 26 حالة مثّبتة في الشمال والبقاع وحالة وفاة واحدة قبل يومين. وشكّل أحد مخيمات اللاجئين السوريين في عكار شمال لبنان البقعة الجغرافية الأولى التي انطلق منها الوباء قبل أن يحطّ رحاله في الساعات الماضية في مخيمات عرسال في البقاع الشمالي على الحدود بين لبنان وسوريا.
مياه الشرب والمجارير
فيما شكلت السلطات المحلية لجنة خاصة بالكوليرا لمواجهة التفشي ضمّت الوزارات المعنية ومنظمات دولية منها “اليونيسيف” وضعت خريطة طريق لمكافحة الوباء، لاسيما داخل مخيمات اللاجئين التي تُعاني من غياب أدنى مقوّمات الحياة الصحية الطبيعية وتفتقد للبنى التحتية اللازمة كتصريف مياه الصرف الصحي التي تختلط غالباً بمياه الشفّة، وهو ما شكّل بيئة حاضنة لظهور الأوبئة منها الكوليرا.
من جهته، أكد وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ناصر ياسين لـ”العربية.نت” “أن وباء الكوليرا قيد المعالجة الجدّية وعلى المنظمات الدولية مساعدتنا من أجل احتوائه”.
كما أوضح “أن خطة الطوارئ التي وضعت تتضمّن تأمين مياه نظيفة للمخيمات في الشمال والبقاع ووضع مادة الكلور في كل محطات المياه والضخّ وضرورة تشغيلها بالإضافة إلى ضرورة معالجة مياه الصرف الصحي”.
إلى جانب المخيمات، حذّر وزير البيئة من انتشار الكوليرا داخل السجون بسبب الاكتظاظ، ومنبّهاً إلى ضرورة الوقاية واتّباع إرشادات وزارة الصحة”.
عجز الدولة عن المواجهة
وما يزيد طين الأزمة بلّة، أن الوباء ينتشر في ظل عجز الدولة عن تأمين المستلزمات الضرورية لتسيير العمل داخل الوزارات والمؤسسات العامة مثل مادة المازوت، فكيف الحال مع مخيمات اللاجئين التي تعيش أصلاً أوضاعاً إنسانية مُزرية من النواحي كافة زادت من حدّتها الأزمة القائمة منذ خريف 2019.
فقد أكدت رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة الدكتورة عاتكة بري لـ”العربية.نت” “أن الوضع داخل مخيمات اللاجئين ليس جيداً بالنسبة للكوليرا، فشبكات الصرف الصحي متداخلة مع شبكات مياه الشفّة”.
كما أشارت إلى أن “مياه الاستخدام داخل المخيمات ملوّثة وهو ما شكّل بيئة حاضنة لانتشار الكوليرا، الذي لن يبقى محصوراً بالمخيمات بل سيتسلل إلى المناطق اللبنانية كافة إذا ما سارعنا بمعالجة مصدر الوباء”.
الحالات سترتفع
وأوضحت “أن الحالات المُثبّتة سترتفع في الأيام المقبلة وهي من كل الفئات العمرية”، إلا أنها طمأنت في المقابل إلى “أن 80 بالمئة من الحالات المُثبتة لا تحتاج إلى دخول مستشفى ويمكن معالجتها بالمصل”.
من جهتها، أوضحت إيتي هيغينز، نائبة ممثل اليونيسف في لبنان لـ”العربية.نت” “أن اليونيسف تدعم زيادة إمدادات شبكات المياه النظيفة في المخيمات وتوزيع مواد التطهير بالإضافة إلى تنظيم حملات توعية للناس وسكان المخيمات من أجل الوقاية من الوباء”. وأكدت “أن المنظمة تعمل على تأمين 70 ألف ليتر من مادة المازوت من أجل تشغيل محطات ضخّ المياه وتقديم 100 ألف عبوة من مجموعات تحوي على “المصل” يتناولها مريض الكوليرا عبر الفم تعالج “الإسهال الحادّ”.
إلى ذلك، أشارت إلى “أن اليونيسف ومنذ العام 2012 (نزوح السوريين الى لبنان بسبب الحرب)، باتت شريكة للحكومة اللبنانية في الاستجابة للقضايا الإنسانية، وقد ساهمت في تأمين مياه الشرب النظيفة للاجئين السوريين الذي يعيشون في مخيمات عشوائية، كما ساهمت في معالجة شبكة مياه الصرف الصحي”.
يذكر أن أكثر من مليوني نازح سوري يتواجدون في لبنان، موزّعين على مخيمات في الشمال والبقاع.