دبي- مصادر نيوز
قيمة صادرات الساعات السويسرية في أكبر 30 سوقاً ترتفع 13.3% في أكتوبر على أساس سنوي والإمارات تسجل 13.8%
عندما يريد شيخ أو أمير ساعة “رولكس”، ربما تعتقد أنَّه سيُعطى الأولوية ويُرفع إلى رأس قائمة انتظار تضم 4000 فرد في الإمارات العربية المتحدة. أليس كذلك؟
“ليس دائماً”، كما يقول محمد عبد المجيد صدِّيقي، رئيس الشؤون التجارية لمجموعة “صدِّيقي القابضة” بائعة الساعات السويسرية في الإمارات. إذا أراد أحد الشيوخ شراء ساعة للاستخدام الشخصي، فسيحصل عليها. لكن إذا كان يبحث عن ساعات لتقديمها كهدايا، لكبار الشخصيات وربما إلى أعضاء أُسر ملكية من بلدان أخرى، فقد تكون الشركة أكثر انتقائية، وفقا لـ بلومبرغ .
يقول “صدِّيقي”: “بعض الناس يأخذون الأمر على محمل شخصي حقاً.. لكن علينا أن نكون منصفين مع العملاء، ونتأكد من أنَّنا نقدّم الساعات للأشخاص الأحق بها”.
مشكلات حسنة
هذه مجرد واحدة من المشكلات الحسنة التي تواجهها الآن شركة “أحمد صديقي وأولاده” (Ahmed Seddiqi & Sons)، الموزّعة الوحيدة المعتمدة لـساعات “رولكس” في دبي وصاحبة المتجر الأكبر في العالم.
شهدت صناعة الساعات السويسرية ارتفاعاً في الطلب خلال العامين الماضيين وهي في طريقها لتشهد أفضل عام لها على الإطلاق من حيث قيمة الصادرات.
كانت قيمة صادرات الساعات السويسرية في أكبر 30 سوقاً للقطاع أعلى بنسبة 13.3% في أكتوبر على أساس سنوي، طبقاً لاتحاد صناعة الساعات السويسرية. تجاوز النمو في الإمارات هذه النسبة بقليل مسجلاً 13.8%. وهذا يجعل الدولة التي يبلغ تعداد سكانها نحو 10 ملايين نسمة تاسع أكبر سوق للساعات السويسرية في العالم.
يقول “صدِّيقي”: “وصلنا لمرحلة عندما تتوفر لدينا ساعة، نتصل بالعميل لنخبره بأنَّ لدينا ساعة، ويجيبنا (نعم، أنا قادم) ولا يسألون حتى عن موديل الساعة؛ فما يتوفر لدينا يشترونه”.
افتتحت شركة “صديقي وأولاده” أول متجر لها في الإمارات عام 1960، وتدير الآن أكثر من 50 متجراً في البلاد، بما فيها أربعة متاجر مخصصة لساعات “رولكس”، ويتكوّن أكبر متجر “رولكس” في العالم من ثلاثة طوابق، وهو واحد من متجرين لساعات “رولكس” في مول دبي الضخم.
جدير بالذكر أنَّ معظم الساعات المعروضة في متاجر “رولكس” للعرض فقط وليست للبيع، ويقول موظفو المبيعات إنَّ أي ساعة في مخزون المتجر تُباع في غضون يومين.
في بداية تفشي وباء كوفيد-19، أغلقت المتاجر أبوابها. لكن سرعان ما بدأت الطلبات تتدفق من منازل العملاء الذين أنفقوا على السلع الفاخرة في وقت لم يتمكّنوا من معاينتها قبل الشراء.
الأشخاص الذين لا يعرفون شيئاً عن الساعات أرادوا واحدة لأنَّ الآخرين كانوا يشترونها.
كان “صديقي” مندهشاً حينما قال: “كنت مع أحد العملاء منذ أسبوع، وكان يرتدي ساعة (رولكس دايتونا)، ولم يكن يعرف وظيفة الساعة”. (دايتونا هي ساعة كرونوغراف (chronograph)، وهو نوع ساعات يجمع بين ضبط الوقت وساعة الإيقاف (Stopwatch)، فهي واحدة من أكثر النماذج المرغوبة بين هواة جمع الساعات). ويضيف: “المسألة ليست مسألة مزايا وظيفية، بل أن تكون جذاباً، فهذا هو السبب الوحيد وراء رغبتهم في ارتداء الساعات”.
تحتفظ الشركة بقوائم للعملاء وأنواع الساعات التي يمتلكونها. حددت الشركة حداً أقصى لقائمة انتظار ساعات “رولكس” عند 4 آلاف شخص، في حين أنَّ الحد الأقصى لـ”باتيك فيليب”، التي تصنع جزءاً صغيراً مقارنة بإنتاج “رولكس” كل عام، يتراوح بين 20 إلى 30 عميلاً. عندما تتوفر الساعات؛ تُقدّم للعملاء استناداً بشكل جزئي إلى عادات الشراء السابقة، فربما تتجنب الشركة تقديم موديل مشابه لواحدٍ آخر اشتراه العميل مؤخراً.
الحظر من قائمة العملاء
هناك شيء واحد مؤكد يتسبب في حظرك أو حذفك ببساطة من القائمة؛ ألا وهو شراء ساعات فاخرة لإعادة بيعها وتحقيق ربح منها. يتعين على شركة “صدِّيقي” بيع الساعات بسعر التجزئة السويسري المقترح. ويقول إنَّه رأى أشخاصاً، بعضهم يمتلك ثروة لا تنضب، يشترون الساعات ويبيعونها لكسب بضعة آلاف من الدولارات. كيف أدرك ذلك؟ على مدى عقود من العمل في هذا المجال، أصبح لديه معارف تُبلّغ عن مثل هؤلاء الأشخاص، على حد قوله.
ويشار إلى أنَّ ما يقرب من ثلاثة أرباع عملاء الشركة من مواطني الإمارات والمغتربين المقيمين بمن فيهم أشخاص من الهند والصين وألمانيا والمملكة المتحدة.
مهمة تثقيفية
لتحويل كل هؤلاء العملاء الجدد إلى عشاق للساعات لبقية حياتهم، يتولى “صدِّيقي” مهمة تثقيفية بعض الشيء، ويفكر في تحويل الطابق الثاني من متجر “رولكس” في “دبي مول”، والذي كان يضم ساعات عديدة مصنوعة من الذهب والأحجار الكريمة، إلى مكان يمكن للعملاء فيه معرفة المزيد عن صناعة الساعات.
الشركة يمكنها أيضاً اللجوء إلى ذوي الخبرة لفتح ساعات وإجراء عروض توضيحية وشرح أمور مثل الحركة الفنية لمحرّكات الساعة كما يقول صدِّيقي. ويستطرد بأنَّ هذه العملية ستساعد العملاء على فهم سبب استغراق الأمر فترة زمنية طويلة للحصول على ساعة، ومؤخراً نظّم رحلة لبعض العملاء المخلصين إلى سويسرا لمشاهدة صُنّاع الساعات أثناء العمل. وعندما عادوا قالوا: “لقد أدركنا سبب عدم قدرتك على تسليمنا الساعات”.