دبي – (مصادر نيوز)
أعلن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، عن تحديد 10 في المائة من مساحة إمارة دبي كمحمية طبيعية للنباتات والحيوانات والطيور المحلية والمهاجرة تحت مسمى “محمية المرموم”؛ لتكون بذلك أكبر وجهة بيئية سياحية تشترك في تنفيذها 9 جهات حكومية وتنفذ أكثر من 20 مشروعاً حيوياً وتستهدف استقطاب مليون زائر سنوياً، وفقًا لبيان صحفي نشره المكتب الإعلامي لحكومة دبي.
وتعد “محمية المرموم” أول محمية صحراوية غير مسورة في الدولة مفتوحة للجمهور تم مضاعفة مساحتها نحو ثلاث مرات، وتحتضن أكبر مشتل للحياة النباتية في الإمارات على مساحة 40 هكتاراً وستضم أكثر من مليون شتلة من مختلف أنواع النباتات المحلية وذلك للحفاظ على التنوع البيولوجي في دبي.
وتضم المحمية أكثر من 20 مشروعاً بيئياً وترفيهياً وثقافياً ورياضياً تشترك في تنفيذها 9 جهات حكومية من بينها 10 منصات لمراقبة الحيوانات البرية والطيور ومراقبة النجوم وغروب الشمس وممارسة اليوغا ومسرح خارجي يستضيف عروضاً من مختلف أنحاء العالم ويتسع لـ 350 شخصاً، إضافة إلى مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية الأكبر من نوعه في موقع واحد في العالم بقدرة 5000 ميغاوات بحلول العام 2030، كما تستضيف أكثر من 20 بطولة وفعالية رياضية على مدار العام يشارك فيها أكثر من 20 ألف شخص.
وأكد محمد بن راشد أن “الحفاظ على البيئة هو حفاظ على أهم ثرواتنا، والاستثمار فيها هو استثمار في أغلى ما نملك”، مضيفاً سموه “تعد المرموم إضافة بيئية وسياحية ورياضية جديدة لأسلوب الحياة في الإمارات”.
ولفت “الصحراء تضم جمالاً، وتعطي إلهاماً، وتمنح سكينة ومسكناً للنبات والطير والإنسان”، مشيراً “هدفنا في محمية المرموم توفير بيئة خصبة للنباتات، ومحمية طبيعية للحيوانات، ووجهة سياحية للعائلات”.
وقال: “عندما تعمل 9 جهات حكومية كفريق واحد، تكون النتائج استثنائية كمحمية المرموم”.
وتعد محمية المرموم أكبر مشروع بيئي وسياحي وترفيهي مستدام في الدولة يهدف إلى تسليط الضوء على واحدة من أهم المحميات الصحراوية في الإمارات والمنطقة التي تحتضن حياة فطرية تعد من بين الأغنى والأكثر تنوعاً كما توفر ملاذاً لتشكيلة كبيرة من الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض علاوة على استضافتها العديد من البرامج البيئية والمشاريع السياحية المبتكرة والمتنوعة التي تستهدف مختلف فئات المجتمع مشكلة بذلك مشروعا رائدا من نوعه يتبنى مفهوم الترفيه البيئي متعدد المجالات والاهتمامات ويترجمه من خلال مشاريع حيوية تجمع بين التثقيف والوعي البيئي وبين السياحة والترفيه.
ويأتي المشروع ليعكس رؤية تنموية تدخل في صلب سياسات التخطيط التي تعتمدها دبي والمتمثلة بالحفاظ على البيئة المحلية وعلى مكونات الطبيعة الصحراوية الإماراتية وتعزيز خصوصيتها الجمالية وتوفير موائل طبيعية للحياة الفطرية المهددة من خلال المحميات الطبيعية.
وتعد “محمية المرموم” إحدى أكبر المناطق المحمية في دبي، حيث تغطي نحو 10% من إجمالي مساحة دبي وتشكل موطناً لنحو 204 أنواع من الطيور، كما تضم 26 نوعاً من الزواحف إضافة إلى 9 أنواع من الثدييات.
وتضم المحمية 39 نوعاً من النباتات وتوفر المحمية ملاذاً لـ 19 نوعاً من أنواع الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض وفيها أعلى تجمع لطيور النحام الكبير “الفنتير-الفلامنجو” في منطقة صحراوية بالدولة.
كما تستقبل المحمية 158 نوعاً من الطيور المهاجرة سنويا تستضيفها على امتداد 10 كيلومترات مربعة من البحيرات وتستضيف المحمية واحداً من أهم برامج إطلاق الحبارى على مستوى المنطقة ويتجمع فيها واحد من أهم وأكبر قطعان المها العربية في الإمارات.
وتحتضن محمية المرموم واحداً من أكبر مشاريع الطاقة المتجددة في المنطقة باستخدام الطاقة الشمسية، كما يوجد فيها موقع “صاروج الحديد” الأثري الذي يعود إلى العصر الحديدي قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام.
وستستضيف المحمية أكثر من 20 مشروعاً ومرفقاً وبرنامجاً بيئياً وترفيهياً ورياضياً وسياحياً وتثقيفياً ستكون مفتوحة للناس على مدار العام بحيث تشكل في مجموعها تجربة فريدة ومميزة تستقطب جمهورا من مختلف الاهتمامات.
ومن بين هذه المشاريع أكثر من عشر منصات لمراقبة الحيوانات البرية والطيور ومراقبة النجوم ومراقبة غروب الشمس وكذلك لممارسة اليوغا، إضافة إلى إقامة مسرح مفتوح يستضيف عروضاً ثقافية وفنية وترفيهية منوعة بجانب إنشاء مركز المرموم للمحيط الحيوي ومشروع المرموم الكشفي الموجه للنشء علاوة على تدشين مشاريع وبرامج رياضية متنوعة وغيرها.
ويشارك في تنفيذ هذه المشاريع تسع جهات في دبي هي؛ بلدية دبي ومجلس دبي الرياضي وهيئة مياه وكهرباء دبي وهيئة الطرق والمواصلات والمكتب الإعلامي ودائرة السياحة والتسويق التجاري وهيئة المعرفة والتنمية البشرية ومؤسسة محمد بن راشد لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وميراس.
ومن أهم المشاريع والمرافق التي ستضمها محمية المرموم، “منصات مراقبة الحيوانات والطيور” وعند إنجازها ستضم المحمية أكثر من عشر منصات موزعة في مواقع مختلفة مخصصة لمراقبة الطبيعة بمختلف عناصرها ومفرداتها من بينها، منصة لمراقبة قطعان المها العربية تم نصبها عند أعلى منحدر في المحمية ليوفر مجال رؤية أوسع.
وقد تم تصميم الشكل الخارجي للمنصة على شكل رأس حيوان المها العربي وهناك منصة مشاهدة الحيوانات البرية تم تصميمها بشكل متجانس مع البيئة المحيطة، حيث تشكل النباتات الموجودة في الجوار ظلا طبيعيا لرواد المنصة ما يسمح لهم بمراقبة الحيوانات دون الاقتراب منها وإزعاجها.
وثمة عدة منصات لمراقبة مختلف أنواع الطيور من بينها منصة “عش الطير” المصممة على شكل عش طائر من خلال التشكيل العشوائي لأعواد الخشب التي تشكل بنية العش مما يوفر حاجزاً بصرياً بين الطيور والزوار الأمر الذي يتيح للمراقب متابعة المشاهدة دون انقطاع ودون إحداث إرباك للطيور وتقع منصة “عش الطير” على حافة المسطحات المائية في المحمية بحيث توفر إمكانية مراقبة الطيور والتقاط صور للمناظر الجميلة.
وهناك منصة “الأشرطة المتشابكة” لمراقبة الطيور بتصميمها المبتكر على هيئة أشرطة متشابكة ذات فتحات بأشكال غير منتظمة تعكس التشكيل العشوائي للبيئة المحيطة بالإضافة إلى “منصة الشرنقة” ذات التصميم الهندسي الفريد من نوعه، إذ تتوزع فيها فتحات على شكل المعيني جميل ومتناسق.
ويستطيع الزوار من خلال المنصتين مراقبة الطيور من الزوايا كافة دون التسبب بإزعاجها وكذلك التقاط صور جميلة للمكان.
ومن المنصات التي ستكون “مساحة للتأمل والاسترخاء” والاستمتاع بمشهد الطبيعة الآسر منصة ممارسة اليوغا ومراقبة شروق وغروب الشمس.
وتبلغ مساحة المبنى 1500 متر مربع وقد تم استلهام تصمميه من أشكال الكثبان الرملية في المنطقة ويتألف من صالة داخلية لممارسة اليوغا ومرفقي خدمات تغطيهما مظلة مستوحاة من الكثبان الرملية توفر الظل لممارسي اليوغا في الهواء الطلق وأماكن مشاهدة شروق الشمس وغروبها.
وستكون صالة اليوغا مكيفة وذات إطلالة خلابة على الامتداد الصحراوي بمشهديته الآسرة وإلى جانب الصالة الداخلية هناك صالة رئيسية تمتد على منصة خارجية ذات مستويات متعددة ما يتيح للراغبين بممارسة اليوغا في الهواء الطلق وسط الطبيعة الصحراوية بتضاريسها المتنوعة، حيث بإمكان رواد المنصة مراقبة شروق الشمس وغروبها من موقعهم المميز في تجربة تشكل بهجة للعين والنفس وتزرع السكينة في القلب.
ومن المنصات التي ستشكل قبلة لهواة الفلك “منصة مراقبة النجوم” وقد تم تصميم المشروع على شكل خمس منصات رئيسية بترتيب مستوحى من نمط النظام الشمسي. وتهدف المنصة إلى أن تكون نقطة جذب لهواء مراقبة النجوم وتتسم بموقعها الفريد في عمق الصحراء، حيث السماء الصافية مما يمكن الرؤية الواضحة للنجوم كما يتسم الموقع ببعده عن ضوضاء المدينة وقربه في الوقت نفسه من الخدمات المتوفرة في المحمية.
وستشكل محمية المرموم حاضنا لأكبر مشتل من نوعه للحياة النباتية في الإمارات ” مشتل نباتات الإمارات ” الذي يمتد على مساحة 40 هكتاراً بحيث يضم مختلف أنواع النباتات الموجودة في الدولة إضافة إلى بعض أشجار الفاكهة.
ويهدف المشتل إلى المساهمة في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لإمارة دبي لتوسيع الرقعة الخضراء في الإمارة والمحافظة على الأنواع النباتية المحلية وحمايتها من الانقراض وتوثيقها كجزء من الحفاظ على الإرث الوطني والتوسع في إنتاج أشجار البيئة المحلية لاستخدامها في مشاريع البستنة والتشجير إلى جانب إنتاج أشجار الفاكهة المحلية والمحافظة على صفاتها المميزة والمساهمة في خفض تكاليف تنفيذ مشاريع البستنة والتشجير من خلال الاعتماد على نباتات المشتل منخفضة الكلفة نسبياً.
وسيكون المشتل بمثابة مركز تدريب وتأهيل لطلاب المدارس والجامعات وللباحثين والأكاديميين في هذا المجال.
وستستضيف محمية المرموم سلسلة فعاليات رياضية ضمن برنامج متواصل على مدار العام ويشمل البرنامج أكثر من 20 بطولة وفعالية رياضية يتوقع أن تجتذب أكثر من 20 ألف شخص ومن بين هذه الفعاليات سباقات الجري وسباقات الدراجات الهوائية.
كما تضم المحمية أطول مسارات صحراوية للدراجات الهوائية يفوق طولها بالمجمل 100 كيلومتر.
ويشمل الموسم الرياضي في المرموم أيضاً “طواف دبي الدولي للدراجات الهوائية”؛ الذي ينظمه مجلس دبي الرياضي ومسابقة “ساندستورم للعوائق” التي تشمل سلسلة من التحديات المثيرة والمليئة بالصعوبات وتستلزم قدرات بدنية عالية.
ويأتي تصميم “المسرح الخارجي” منسجماً مع مفردات الطبيعة الصحراوية في المحمية فهو مستوحى من تشكيل شجيرات الصحراء فوق الكثبان الرملية.
ويتألف من منصة للعروض الأدائية والفنية مع شاشة عرض تمتد على كامل المنصة إضافة إلى غرف خدمات ومدرجات بمستويات مختلفة لإعطاء زوايا نظر متنوعة للحاضرين وتعلوه قبة مفتوحة بتصميم مستلهم أيضا من الكثبان الرملية يضفي صبغة صحراوية على التصميم كما يوفر مساحة ظلية للجمهور.
وسيستضيف المسرح – الذي يتسع لـ 350 شخصاً – مجموعة من العروض الفنية والغنائية المتنوعة من مختلف أنحاء المنطقة والعالم ضمن جدول فني وترفيهي يستمر على مدار العام.
ويعنى “مركز المرموم للمحيط الحيوي” – والذي يقع في قلب محمية المرموم – بدراسة التنمية المستدامة وإدارة سياسات مناطق المحميات في إمارة دبي وسيكون مركزا للسياحة البيئية المستدامة ويهدف إلى أن يكون المصدر الرئيسي لممارسات إدارة النظم الإيكولوجية المتخصصة في الإمارات والمنطقة وتطوير وتقديم الخبرة المتخصصة في المجال البيئي بحيث يشكل مرجعا موثوقا لأفضل الممارسات الخاصة بالحفاظ على البيئة.
أما مشروع ” كشافة محمية المرموم ” فهو ثمرة تعاون بين هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي وبين مفوضية كشافة دبي وجمعية كشافة الإمارات، حيث يهدف إلى تنمية قدرات ومهارات الأجيال الشابة بدنيا وثقافيا وإذكاء روح الأصالة والارتباط بالأرض والتواصل الإيجابي مع البيئة الطبيعية من خلال حزمة متنوعة من الأنشطة المختلفة التي تم تصميمها لمحمية المرموم لتعزيز مفاهيم حماية البيئة والحياة البرية والصحراوية الغنية التي تتميز بها المحمية وعيش تجربة التعلم بالممارسة وغرس القيم الإيجابية واستكشاف الذات وخوض التحديات وتطوير القدرة على حل المشكلات.
وكجزء من مشروع “محمية المرموم” سوف يتم ربط مجمع محمد بن راشد للطاقة الشمسية بالمحمية حيث سيتم تزويدها بالطاقة النظيفة للحفاظ على البيئة وتعزيز التنمية المستدامة.
ويعد “مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية” الأكبر من نوعه في موقع واحد في العالم بقدرة 5000 ميغاوات بحلول العام 2030 علما بأنه تم الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية بقدرة 213 ميغاوات وجاري العمل على تنفيذ المرحلة الثالثة بقدرة 800 ميغاوات والمرحلة الرابعة بتقنية الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 700 ميغاوات.
وسيتم إنتاج الطاقة النظيفة فوق منشآت محمية المرموم من خلال مبادرة “شمس دبي”لتركيب الأنظمة الشمسية الكهروضوئية بجانب تركيب محطات “الشاحن الأخض” في المحمية للسيارات الكهربائية وذلك لتشجيع الناس على استخدام السيارات الصديقة للبيئة.
كما سيتم توفير أحدث تقنيات العدادات الذكية في المحمية والتي تتميز بخصائص متطورة تسهم في تعزيز نمط حياة ذكي وصديق للبيئة إضافة إلى تركيب عمود “منارتي” الذكي في المحمية بمزايا وتطبيقات مبتكرة تشمل شحن السيارات الكهربائية والشاشات التفاعلية وخدمة الانترنت وأنظمة استشعار ذكية تقيس العوامل البيئية المحيطة.