تفاؤل لدى الرؤساء التنفيذيين رغم القلق المتزايد بشأن التهديدات التي يواجهها النمو

دبي – (مصادر نيوز)

تشعر نسبة غير مسبوقة من الرؤساء التنفيذيين بالتفاؤل تجاه البيئة الاقتصادية العالمية على المدى القريب على أقل تقدير وذلك وفقاً لاستطلاع بي دبليو سي الحادي والعشرين الذي أشارك فيه ما يقرب من 1300 رئيس تنفيذي من جميع أنحاء العالم، والذي تم إطلاقه اليوم في الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

ويعتقد خمسة وسبعون بالمائة من الرؤساء التنفيذيين أن النمو الاقتصادي العالمي سيتحسن خلال الاثني عشر شهراً القادمة. وتمثل هذه النسبة ما يقرب ضعفي النسبة في العام الماضي (29%) وأكبر زيادة على الإطلاق منذ أن بدأت بي دبليو سي السؤال عن النمو العالمي في عام 2012.

وقد ارتفع مستوى التفاؤل بشأن النمو العالمي بأكثر من الضعف في الولايات المتحدة (59%) بعد فترة من الشكوك المحيطة بالانتخابات (2017: 24%). كما شهدت البرازيل أيضاً زيادة كبيرة في نسبة الرؤساء التنفيذيين المتفائلين بتحسن النمو العالمي (من 38%إلى 80%)، بل حتى بين الدول الأقل تفاؤلاً مثل اليابان (38% في 2018 في مقابل 11% في 2017) والمملكة المتحدة (36% في 2018 في مقابل 17% في 2017)، ارتفع مستوى التفاؤل بشأن النمو العالمي بأكثر من الضعف منذ العام الماضي.

وفي تعليقه على ذلك، قال بوب موريتز، رئيس مجلس الإدارة العالمي لشركة بي دبليو سي: “يرجع تفاؤل الرؤساء التنفيذيين بشأن الاقتصاد العالمي إلى قوة المؤشرات الاقتصادية. فمع ازدهار أسواق الأسهم والنمو المتوقع لإجمالي الناتج المحلي في معظم الأسواق الكبرى حول العالم، ليس بمستغرب أن يكون الرؤساء التنفيذيون بهذا التفاؤل”.

ارتفاع الثقة في نمو الإيرادات على المدى القريب

يعزز هذا التفاؤل تجاه الاقتصاد من ثقة الرؤساء التنفيذيين في الآفاق المستقبلية لشركاتهم، حتى وإن كانت الزيادة في تلك الثقة غير كبيرة. فقد أشار 42% من الرؤساء التنفيذيين إلى أنهم “واثقون للغاية” من الآفاق المستقبلية لنمو شركاتهم خلال الاثني عشر شهراً القادمة مقارنةً بنسبة 38% في العام الماضي.

وبالنظر إلى نتائج كل دولة على حده، نجد أنها مختلطة. فقد تحسنت توقعات الرؤساء التنفيذيين في عدة أسواق رئيسية، من بينها أستراليا (ارتفعت بنسبة 4% لتصل إلى 46%) والصين (ارتفعت بنسبة 4% لتصل إلى 40%) حيث ارتفعت نسبة الرؤساء التنفيذيين الذين قالوا إنهم “واثقين للغاية” في توقعات نمو شركاتهم خلال 12 شهراً.

وفي الولايات المتحدة، استعاد الرؤساء التنفيذيون ثقتهم. فبعد توترات الانتخابات في العام الماضي، أثمر التركيز المبكر على الإصلاح التنظيمي والضريبي من جانب الإدارة الجديدة عن ارتفاع مستوى الثقة في نمو الأعمال خلال العام القادم بدرجة كبيرة من 39% في 2017 إلى 52% في 2018. وتعتبر أمريكا الشمالية هي المنطقة الوحيدة التي يشعر فيها غالبية الرؤساء التنفيذيين أنهم “واثقون للغاية” من الآفاق المستقبلية لشركاتهم خلال 12 شهراً.

وفي المملكة المتحدة، ومع وصول المفاوضات بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى مرحلة مهمة، لم يكن من المستغرب انخفاض ثقة الرؤساء التنفيذيين على المدى القريب (34% في 2018 في مقابل 41% في 2017)

وكانت أعلى ثلاثة قطاعات من حيث مستوى الثقة في الآفاق المستقبلية خلال 12 شهراً هذا العام هي قطاعات التكنولوجيا (48% “واثقون للغاية”) وخدمات الأعمال (46%) والصناعات الدوائية والعلوم الحياتية (46%) حيث تجاوزت القطاعات الثلاثة مستوى “الثقة الشديدة” العالمي البالغ 42%.

ولم يطرأ تغيير كبير على استراتيجيات النمو عن استطلاع العام الماضي مع استمرار اعتماد الرؤساء التنفيذيين على النمو العضوي (79%) وتخفيض التكاليف (62%) والتحالفات الاستراتيجية (49%) وصفقات الاستحواذ والاندماج (42%). وشهد هذا العام زيادة بسيطة في الاهتمام بالشراكة مع رواد الأعمال والشركات الناشئة (33% مقارنة بنسبة 28% العام الماضي).

الدول الأكثر نمواً: استمرار الثقة في الولايات المتحدة، معززةً تفوقها على الصين

امتدت ثقة الرؤساء التنفيذيين في السوق الأمريكي إلى خارج البلاد، حيث صوت المدراء التنفيذيون غير الموجودين في الولايات المتحدة للسوق الأمريكي باعتباره سيشهد أكبر نمو خلال الاثني عشر شهراً القادمة. وفي هذا العام، عززت الولايات المتحدة من تفوقها على الصين (46% للولايات المتحدة في مقابل 33% للصين، مع زيادة تفوق الولايات المتحدة على الصين بنسبة 2% مقارنةً بعام 2017).

وحافظت ألمانيا (20%) على المركز الثالث، تليها المملكة المتحدة (15%) في المركز الرابع، في حين حلت الهند محل اليابان في المركز الخامس بين أكثر الأسواق جاذبية في 2018.

وفي هذا الصدد يقول بوب موريتز، رئيس مجلس الإدارة العالمي لشركة بي دبليو سي: “حتى في ظل المستويات العالية من الثقة في النمو العالمي، يريد الرؤساء التنفيذيين ويحتاجون إلى ملاذات آمنة للاستثمار لضمان النمو على المدى القريب. وتعزز القدرة على الوصول إلى المستهلكين والكوادر الماهرة والتمويل والبيئة التنظيمية الداعمة من مكانة الأسواق الرائدة التي يلجأ إليها قادة قطاع الأعمال لتحقيق أهداف النمو على المدى القريب”.

فرص العمل والمهارات الرقمية: توقعات بزيادة أعداد الموظفين؛ وتخوفات لدى القادة بشأن توفر الكفاءات الرقمية

تصب الثقة في نمو الإيرادات على المدى القريب في صالح نمو فرص العمل، حيث يخطط 54% من الرؤساء التنفيذيين لزيادة عدد الموظفين لديهم في 2018 (52% في 2017). ولا يتوقع سوى 18% فقط من الرؤساء التنفيذيين خفض عدد الموظفين لديهم.

وتعتبر قطاعات الرعاية الصحية (71%) والتكنولوجيا (70%) وخدمات الأعمال (67%) والاتصالات (60%) والضيافة والترفيه (59%) من بين القطاعات ذات الطلب الأعلى على الموظفين الجدد.

وفيما يتعلق بالمهارات الرقمية على وجه التحديد، يشعر أكثر من ربع الرؤساء التنفيذيين (28%) بالقلق البالغ فيما يتعلق بتوفر تلك المهارات في الدولة التي يعملون بها، حيث ارتفعت نسبة من يشعرون بالقلق البالغ إلى 49% في جنوب أفريقيا و51% في الصين و59% في البرازيل.

وبوجه عام، يشعر 22% من الرؤساء التنفيذيين بالقلق البالغ فيما يتعلق بتوفر المهارات الرقمية الأساسية لدى القوى العاملة، وتصل هذه النسبة إلى 27% في القطاعات المختلفة و23% على المستوى القيادي.

وتأتي الاستثمارات في بيئات العمل المعاصرة وبرامج التدريب والتطوير والشراكة مع مقدمي الخدمات الآخرين على رأس الاستراتيجيات الرامية إلى جذب الكفاءات الرقمية التي يحتاجونها وتطويرها.

تأثير التكنولوجيا على التوظيف والمهارات

في حين أظهرت الأبحاث الأخيرة التي أجرتها بي دبليو سي تفاؤل الموظفين والعمال تجاه تحسين التكنولوجيا للآفاق المستقبلية الوظيفية لهم، يقر الرؤساء التنفيذيين بأن مساعدة الموظفين على إعادة التدريب وزيادة الشفافية بشأن مدى إمكانية تأثير الأتمتة والذكاء الاصطناعي على فرص العمل أصبحت من المسائل المهمة بالنسبة لهم.

ويرى ثلثا الرؤساء التنفيذيين أنهم مسؤولون عن إعادة تدريب الموظفين الذين حلت التكنولوجيا محلهم في العمل، وخاصةً في قطاعات الهندسة والإنشاء (73%) والتكنولوجيا (71%) والاتصالات (77%). ويلجأ 61% من الرؤساء التنفيذيين إلى بناء الثقة بينهم وبين القوى العاملة لديهم من خلال توفير الشفافية، إلى حدٍ ما على أقل تقدير، بشأن مدى تأثير الأتمتة والذكاء الاصطناعي عليهم.

ومن جانبه علق بوب موريتز، رئيس مجلس الإدارة العالمي لشركة بي دبليو سي، قائلاً:

“ينبغي أن تزود الأنظمة التعليمية القوى العاملة على مستوى العالم بالمهارات المناسبة للنجاح. ويتعين على الحكومات والمجتمعات والشركات التعاون فيما بينها بحق لمواءمة الكفاءات مع الفرص المتاحة، ويعني ذلك اتباع مناهج جديدة لتعليم الطلاب وتدريب العمال في المجالات ذات الأهمية في سوق العمل المعتمد على التكنولوجيا. كما يعني ذلك أيضاً تشجيع القوى العاملة على إعادة التدريب وتعلم مهارات جديدة طوال حياتهم المهنية وتوفير الفرص لهم للقيام بذلك. ومع زيادة الاهتمام بفرص التدريب العملي، تتضح الأهمية البالغة للتدريب مدى الحياة على المهارات المرتبطة بمجال عمل الشركة أو القطاع.”

وتتضح حدة التحول الرقمي والأتمتة على وجه التحديد في قطاع الخدمات المالية، حيث يخطط ما يقرب من ربع الرؤساء التنفيذيين في قطاعات الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال والتأمين (24%) لخفض عدد الموظفين، ومن المحتمل أن تختفي 28% من الوظائف في قطاع الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال بدرجة كبيرة بسبب التكنولوجيا والأتمتة.

التهديدات التي يواجهها النمو: يخشى الرؤساء  التنفيذيون التهديدات الاجتماعية الأوسع التي لا يمكنهم السيطرة عليها

رغم التفاؤل بشأن الاقتصاد العالمي، يتزايد القلق على نطاق أوسع من التهديدات الاقتصادية والاجتماعية والمتعلقة بالأعمال. ويشعر الرؤساء التنفيذيون “بالقلق البالغ” بشأن الاضطرابات الجغرافية والسياسية (40%) والتهديدات الإلكترونية (40%) والإرهاب (41%) وتوفر المهارات الأساسية (38%) والنزعة الشعبوية (35%). وتتفوق هذه التهديدات على المخاوف المألوفة بشأن توقعات نمو الأعمال، مثل تقلبات سعر الصرف (29%) وتغير سلوك المستهلكين (26%).

وتأكيداً على التحول ، تضاعف القلق البالغ من الإرهاب (41% في 2018 في مقابل 20% في 2017) وأصبح الإرهاب ضمن أعلى 10 مخاطر تهدد النمو. ولا يزال التهديد الناجم عن الإفراط في التنظيم واللوائح على رأس مخاوف الرؤساء التنفيذيين ( حيث يشعر 42% من المدراء التنفيذيين بالقلق البالغ من ذلك) ولا يزال أكثر من الثلث (36%) قلقين بشأن زيادة الأعباء الضريبية.

يأتي توفر المهارات الأساسية على رأس مخاوف الرؤساء التنفيذيين في الصين (64% يشعرون بالقلق البالغ في 2018 في مقابل 52% في 2017). وأصبحت التهديدات الإلكترونية هي التهديد الأكبر الرؤساء التنفيذيين في الولايات المتحدة (63%) والمملكة المتحدة (39%)، لتحل بهذا محل الإفراط في التنظيم. وفي ألمانيا، قفزت التهديدات الإلكترونية من المركز الخامس بين التهديدات في عام 2017 إلى المركز الثالث (28%) هذا العام.

وبعد مرور عام على توقيع اتفاق باريس من جانب أكثر من 190 دولة، والذي شهد التزام الدول بالعمل التطوعي على حل مشكلة التغير المناخي والاستثمار في خفض مستوى الكربون، تضاعف قلق الرؤساء التنفيذيين من تهديد التغير المناخي والأضرار البيئية لآفاق النمو ليصل إلى 31% من المدراء التنفيذيين (15% في 2017).

ولا شك أن الحوادث المناخية القاسية التي حظيت بمتابعة واسعة وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس قد أدى إلى إبراز مبادرة قطاع الأعمال على مواجهة المخاطر المناخية واللوائح التنظيمية والمرونة بدرجة كبيرة. ففي الصين، يشعر أكثر من نصف الرؤساء التنفيذيين (54%) بالقلق البالغ من التغير المناخي والأضرار البيئية كتهديد لنمو الأعمال، بما يعادل مستويات قلقهم من الاضطرابات الجغرافية والسياسية وممارسات الحِمائية التجارية.

وفي هذا الصدد، قال بوب موريتز، رئيس مجلس الإدارة العالمي لشركة بي دبليو سي: “تعتبر التحولات الاجتماعية والجغرافية والسياسية الأوسع نطاقاً هي العامل الأكثر تأثيراً في ارتفاع مستوى القلق مقارنةً بالعوامل المتغيرة في الأسواق التي يعمل بها الرؤساء التنفيذيين. ومن الواضح أن ثقتهم في نمو الإيرادات على المدى المتوسط إلى الطويل تتأثر بالتهديدات التي لم يعتد عالم الأعمال على مواجهتها مباشرة بنفسه”.

الثقة والقيادة: انقسام الرؤساء التنفيذيين حول ما إذا كان النمو الاقتصادي في المستقبل سيعود بالنفع على الكثرة أم القلة

انطلاقاً من موضوع المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام، يدرك الرؤساء التنفيذيون أننا نعيش في عالم غير مترابط، فقد انقسموا بشأن ما إذا كان النمو الاقتصادي في المستقبل سيعود بالنفع على الكثرة أم القلة. كما أنهم يرون أن العالم يتجه نحو مقاييس جديدة متعددة الجوانب لقياس الازدهار والرفاهية في المستقبل.

وفي تعليقه على ذلك، قال بوب موريتز، رئيس مجلس إدارة بي دبليو سي العالمي:

“إن ارتفاع مستويات قلق الرؤساء التنفيذيين بشأن التهديدات الاجتماعية واسعة النطاق يؤكد كيفية تعامل الشركات مع عالم غير مترابط. ويدرك الرؤساء التنفيذيون في كل منطقة ودولة شملها الاستطلاع أن الطرق القديمة لقياس النمو والربح لن تصلح وحدها في المستقبل. ومن المحتمل أن نشهد المزيد من العمل لتطوير ووضع مقاييس جديدة لتحديد أهداف المؤسسات وتعميمها بطريقة تتناسب مع الأطراف المعنية بالشركات في السنوات القادمة، لا سيما في ظل أهداف التنمية المستدامة.”

وفيما يخص التحديات الأساسية بالنسبة للثقة على مستوى الشركات، أقر الرؤساء التنفيذيون بأن تحقيق النتائج خلال فترات زمنية أقصر (60%) هو التحدي الأساسي لهم. غير أن هناك تحولاً كبيراً تبعاً لهذا التوجه، حيث أشار أغلبية الرؤساء إلى تزايد مستويات الضغوط من أجل محاسبة القيادات (59%)، بما في ذلك محاسبتهم على سوء التصرف. وقد أشار أكثر من ثلث المشاركين إلى زيادة ضغوط الموظفين والعملاء عليهم من أجل الإعلان عن مواقفهم السياسية والاجتماعية (38%).

وأظهرت نتائج الاستطلاع ارتفاع أهمية محاسبة القادة في قطاعات الخدمات المصرفية وأسواق رأس المال (65%) والرعاية الصحية (65%) والتكنولوجيا (59%) عن المتوسط العام للاستطلاع. وبالمثل، جاءت التوقعات في الولايات المتحدة (70%) والبرازيل (67%) والمملكة المتحدة (63%) أعلى من المتوسط. وقد أدت المناقشات رفيعة المستوى بشأن التنوع والهجرة والشمولية الاجتماعية وتكافؤ الأجور إلى رفع توقعات الموظفين بمشاركة القيادة في القضايا السياسية والاجتماعية، ولاسيما في الولايات المتحدة (51%) والصين (41%) والمملكة المتحدة (38%).

Optimized with PageSpeed Ninja