دبي – (مصادر نيوز)
كشفت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي (دبي للسياحة) عن الإحصائيات النهائية للعام 2017، والتي أظهرت مؤشراتها توجه الإمارة بخطى متسارعة نحو تحقيق رؤية دبي السياحية 2020 الرامية لاستقبال نحو 20 مليون زائر سنوياً، حيث استقبلت دبي خلال العام الماضي 15،79 مليون زائر فيما وصلت نسبة النمو إلى 6,2% مقارنة مع 5% خلال العام 2016، وفقًا لبيان صحفي نشره المكتب الإعلامي لحكومة دبي.
وقال هلال سعيد المري، المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي: “في ظل القيادة الرشيدة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله”، تستمر دبي في تحقيق مكاسب جديدة وتوسيع حصتها السوقية في قطاع السياحة والسفر العالمي، وبالتالي زيادة المساهمة في إجمالي الناتج المحلي للإمارة، كما أن الزيادة القوية في أعداد الزوار خلال العام 2017 والتي بلغت 6،2% تفسح المجال أمامنا لدفع عجلة تحقيق أهداف الرؤية الاستراتيجية 2020. واليوم يتمتع قطاع السياحة والسفر في دبي بمكانة راسخة على المستويين الإقليمي والدولي، بما لديه من قدرات متفوقة وخيارات متنوعة، ونحن مستمرون في البناء على الركائز الثماني الأساسية لقطاع السياحة والسفر، إضافةً إلى تعزيز علاقات التعاون المستمر مع شركائنا للارتقاء بجاذبية القطاع وذلك لمواكبة تطلعات الزوار من مختلف أنحاء العالم.”
وأضاف المري: “في الوقت الذي تسعى فيه دبي للحفاظ على موقعها المتميز على خارطة السياحة العالمية وترتيبها الرابع كأكثر وجهة سياحية يقصدها الزوار حول العالم، فإنها أيضاً تعمل على تعزيز أدائها من خلال الشراكات الاستراتيجية مع الدوائر الحكومية وشركات القطاع الخاص، لكي نتمكن من تحقيق النجاح والوصول بدبي إلى المرتبة الأولى على قائمة المدن الأكثر زيارة، والمدينة المفضلة التي ينصح بزيارتها، إلى جانب تسجيل أعلى معدلات الزيارات المتكررة.”
وفيما يخص أداء الأسواق الرئيسية، حافظت الهند على موقعها في صدارة قائمة الأسواق الرئيسية المصدرة للسيّاح إلى دبي خلال العام 2017 بنحو 2،1 مليون زائر، لتصبح بذلك أول دولة تتخطى حاجز 2 مليون زائر في عام واحد، مسجِلةً بذلك زيادةً بنسبة 15%. وقد ساهم في تحقيق تلك النتائج التعاون الوثيق والمثمر بين (دبي للسياحة) والنجم العالمي الشهير شاروخان من خلال الفيلم الترويجي (كن ضيفي) الذي حصد العديد من الجوائز العالمية.
وحافظت المملكة العربية السعودية على مرتبتها الثانية من حيث أعداد الزوار، وتم تسجيل 1,53 مليون زائر خلال العام الماضي. وعلى الرغم من انخفاض نسبة الزوار السنوية حوالي 7%، إلا أن السعودية مازالت الأولى ضمن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي.
وجاءت في المركز الثالث، المملكة المتحدة بقرابة 1,27 مليون زائر، مسجِلة نسبة نمو بلغت 2% مقارنة مع العام 2016، الأمر الذي يؤكد اتساع نطاق جاذبية دبي لدى الزائر البريطاني، وذلك على الرغم من حالة عدم اليقين التي صاحبت إعلان المملكة اعتزامها الخروج من منطقة الاتحاد الأوروبي، والتي أثّرت على المعدل العام للسياحة الصادرة منها.
وجاءت نتائج العام 2017، محمّلة بالعديد من البيانات المُبهِرة وخاصة من الأسواق العشر الرئيسة، حيث حلّت الصين في المرتبة الخامسة بنصيب 764,000 زائر، مسّجِلة بذلك نسبةَ نموٍ وصلت إلى 41%، تلتها روسيا بحوالي 530,000 زائر بِنسبة نموٍ غيرِ مسبوقة وصلت إلى 121%. وكانت كل من الصين وروسيا قد استفادتا من الإجراءات المُيَسرة لإصدار تأشيرات الدخول عند الوصول لرعايا البلدين، والتي تم الإعلان عنها مع نهاية عام 2016 وبداية 2017. كما زادت أعداد الزوار من الولايات المتحدة الأمريكية (633 ألفاً)، وألمانيا (506 آلاف)، وإيران (503 آلاف)، بما أسهم في رفع المعدل العام للتدفقات السياحة من الأسواق العالمية، وأسهم في خفض تأثير التراجع لدى بعض الأسواق الإقليمية مثل سلطنة عُمان وباكستان.
ونجحت دول أوروبا الغربية في تخطي دول مجلس التعاون الخليجي من حيث أعداد الزوار الى دبي، وذلك بنسبة 21% من إجمالي حجم التدفقات السياحية، وأسهمت بأكثر من 3,2 مليون زائر بنسبة نمو وصلت إلى 5,5%. واختتمت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي عام 2017 في المركز الثاني، وحافظت على حصة قوية من إجمالي التدفقات السياحية بنسبة 19%، وسجلت إجمالي 3,02 مليون زائر. وتم تعويض نسبة الانخفاض التي وصلت إلى 4% من الأسواق الخليجية بفضل الزيادة السنوية لإعداد الزوار المسجلة من جميع الأسواق الإقليمية الأخرى باستثناء منطقة أسترالاسيا.
وجاءت منطقة جنوب آسيا في المركز الثالث وأسهمت بنسبة 18% من خلال 2,8 مليون زائر، مسجِلة بذلك نسبة نمو وصلت إلى 10,6%، تبعتها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومنطقة شمال وجنوب شرق آسيا اللتان تشاركتا المركز الرابع، وأسهمت كل منهما بنحو 1,7 مليون زائر، بنسبة 11% من اجمالي التدفقات السياحية، ونسبة نمو وصلت إلى 3,2% للأولى و23,6% للثانية مقارنة مع نتائج عام 2016.
وحصدت دبي ثمار استراتيجيتها الخاصة بتنويع الأسواق، حيث حققت نسبة نمو سنوية وصلت إلى 51,8% من كل من روسيا ورابطة الدول المستقلة ودول أوروبا الشرقية، التي أسهمت جميعها بنحو 1,1 مليون زائر ، ومثّلت نسبة 7% من إجمالي حجم التدفقات السياحية، في حين ساهمت الأمريكيتان الشمالية والجنوبية بنسبة 6% بنحو مليون زائر، وبنسبة نمو وصلت إلى 7,7%، ووصلت نسبة مساهمة منطقة أفريقيا في اجمالي حجم التدفقات إلى 5% من خلال 780 ألف زائر، وبنسبة نمو وصلت 6,7%، وأخيراً، منطقة أسترالاسيا، التي وصلت نسبة مساهمتها إلى 2% من الاجمالي بإجمالي 340 ألف زائر.
وقال المري: “يمكننا أن نعزو قوة أداء قطاع السياحة والسفر في دبي خلال العام 2017 إلى الاستراتيجية المبتكرة التي ترتكز على ثلاثة أبعاد تتمثل في تنويع الأسواق، والمرونة في بناء علاقات تواصل شخصية مع الزوار، والتطور المستمر في قدرات دبي وخياراتها السياحية، فعلى مدار العام الماضي، برهنت البيانات نمو جاذبية الإمارة وقدرتها التنافسية، إضافةً إلى تخفيف حدة تأثير الاعتماد على سوق واحدة منفردة، الأمر الذي لم يكن ليتحقق لولا قوة شراكاتنا الاستراتيجية مع القطاعين العام والخاص، وهي الشراكات التي نسعى دائماً إلى تطويرها وتحديثها ضمن نموذج متكامل من التعاون البناء حتى نضمن الاستمرار في توجهنا بخطى واثقة نحو تحقيق أهدافنا المشتركة.”
ودعماً لأجندة أولويات دبي، الرامية إلى استدامة تجديد الخيارات وتقديم عناصر جذب متفردة وعالمية المستوى تُلبي جميع توجهات الزوار من كل أرجاء العالم، شهد عام 2017 قفزات كبرى في توسيع الخيارات التي توافق تطلعات شرائح أوسع من زوار دبي، عبر افتتاح الواجهة البحرية “لامير” وهي أحدث وجهة شاطئية توفر للعائلات موقعاً جديداً للترفيه وتناول الطعام. وخلال العام الماضي أيضاً، تم افتتاح “متحف الاتحاد” الذي يقدم وجهة ثقافية للزوار الراغبين باكتشاف تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة الحديث وسيرة المؤسسين الأوائل. وعلى مستوى الترفيه والحفلات، تم افتتاح “لا بيرل” كأول عرض مسرحي مائي وحديث جداً في مدينة الحبتور. وتأتي تلك المشاريع والانجازات الجديدة في أعقاب افتتاح أوبرا دبي في عام 2016، والتي تستمر في تعزيز جدول فعالياتها السنوي، عبر عروض يقدمها فنانون عالميون، بما يعكس تطور المشهدين الفني والثقافي للمدينة.
بالإضافة إلى ما سبق، شهد عام 2017 دخول عدد من المشاريع الترفيهية حيز التشغيل الكامل، ومنها “آي أم جي عالم من المغامرات”، و”دبي باركس آند ريزورتس” أكبر مدينة ترفيهية في الشرق الأوسط. بالإضافة إلى افتتاح مرافق أخرى في “دبي باركس آند ريزورتس” منها “موشنجيت” ومنطقة ألعاب “ليونز جيت”. ويستمر جدول فعاليات قطاع التجزئة الذي تم أطلاقه في ديسمبر 2016 في الارتقاء بجاذبية دبي كوجهة عالمية رائدة للتسوق، حيث شهدت فعالياته اقبالاً وتفاعلاً كبيرين خلال العام الماضي خصوصاً المهرجانات والعروض الموسمية والتخفيضات الكبرى والتصفيات إضافةً إلى تجارب تسوق حصرية، وغيرها العديد.
وشهدت دبي أيضاً، افتتاح عدد من المعالم والوجهات التي أضيفت إلى سجلها الحافل بالمشاريع المميزة، عبر تدشين “إطار دبي”، و”سفاري دبي”، اللذين سرعان ما اكتسبا زخماً جماهيرياً واقبالاً كبيرين من الزوار، حيث سجل “إطار دبي” عدداً غير مسبوق من الصور والتفاعل على حساب انستجرام الخاص بـ (دبي للسياحة). ومن بين المواقع والمعالم المنتظر افتتاحها في 2018، “منطقة دبي التاريخية”، التي ستمنح الزوار فرصةَ الاطلاع عن كثب على تاريخ دبي، والتعرف على عادات وتقاليد أهلها، بالإضافة إلى أسلوب حياة قاطني المدينة والعادات والتقاليد التي توراثتها الأجيال حتى اليوم. وما زالت أعمال تطوير منطقة حتا مستمرة لتقدم وجهة للتنزه في أرجاء الطبيعة، والتي بدأت فعلياً في اكتساب جماهيريتها كملاذ هادىء بعيدٍ عن صخب المدينة، ووجهة مميزة لعشاق المغامرات والمشاهد الطبيعية.
كما تم افتتاح المنتزه الوطني في منطقة المرموم الذي يحتفي بالحياة الطبيعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتم تدشينه بداية العام الجاري، ويوفر المنتزه متنفساً للزوار والعائلات من خلال التفاعل مع الطبيعة عبر التعرف على النباتات والأزهار التي تنمو بين أرجاء الطبيعة في الدولة. وقد أسهمت هذه المشاريع في إيجاد رؤية متفائلة على المستوى المنظور لاستقطاب المزيد من الزوار إلى دبي، بالإضافة إلى عنصري الأمن والأمان الذين يلعبان دوراً محورياً في زيادة معدلات نمو قطاع السياحة والسفر، حيث تُعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة الثانية على مستوى العالم من حيث الأمن والسلامة، وذلك بحسب تقرير التنافسية الخاصة بقطاع السياحة والسفر الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي.
ومازال قطاع الضيافة والفنادق في دبي يقوم بدوره الأساسي في تنويع عناصر الجذب السياحي، محققاً قفزات كبرى عبر توسيع خياراته التي تُلبي احتياجات مختلف شرائح الزوار. فمع نهاية العام 2017، بلغ عدد الغرف الفندقية في دبي 107,431 بنسبة نمو 4% مقارنة مع العام 2016. وحققت فنادق فئة الأربعة نجوم، التوسع الأبرز بنسبة نمو 10% لتضيف 25,289 غرفة فندقية جديدة إلى السوق. أما الفنادق العالمية التي افتُتحت حديثاً وتحديداً خلال عام 2017، فتضمنت فندق “سانت ريجيس دبي”، و”منتجع ونادي الحبتور للبولو”، و”منتجع بولغري دبي”، و”فندق رينيسانس داون تاون”، كما استمرت الأسماء التجارية المحلية في توسعة خياراتها، عبر افتتاح فندق “روڤ المركز التجاري” و”العنوان بوليفارد” و”فايف نخلة جميرا”.
ومن أهم العوامل التي تضمن تأسيس علاقات قوية مع زوار ومحبي دبي بما يشجعهم على تكرار الزيارة، هو الحفاظ على أعلى مستويات الرضا بشكل دائم. ومن خلال الزيارات الصارمة والمنتظمة التي يقوم بتنفيذها “المسح الميداني للزوار الدوليين” في دبي، يتم قياس مدى رضا آلاف الزوار على مدار العام في كل المواقع، الأمر الذي يضمن قدرة دبي على الإيفاء بوعودها. ولطالما سجلت دبي مستويات استثنائية من الرضا، وتحوز دائماً على إعجاب الغالبية العظمى من زوارها، الذين يتحولون إلى سفراء ينصحون أصدقائهم وأقاربهم بزيارة المدينة التي تبادلهم العلاقات الطيبة وتقدم لهم التجارب الثرية.
وتعقيباً على هذه النقطة، قال سعادة هلال المري: “بينما نستمر في مساعينا لترسيخ مكانة دبي كأكثر مدينة مفضلة للزيارة على مستوى العالم، فإننا نركز بقوة على تأسيس علاقات قوية مع زوار ومحبي دبي، الذين نعتبرهم من العناصر الأساسية ضمن استراتيجيتنا الهادفة إلى تحقيق النمو المستدام. ويرافق ذلك نظام شامل للمتابعة وقياس رضاهم، فنحن نضع في سُلَم أولوياتنا، أهمية الاستمرار في بناء قدراتنا، والقيام بكل التحسينات والتعديلات التي من شأنها تعزيز تجربة زوار دبي، ونيل ثقتهم، والأهم من ذلك، إقامة علاقات قوية على أساس من المحبة والتقدير المتبادل بين المدينة وزوارها، وبالتالي تطوير سفراء من الجمهور لصالح المدينة، يعبّرون من خلال تواصلهم الاجتماعي عن انطباعاتهم وتجاربهم الإيجابية لدى زيارتهم لمدينتهم المفضلة دبي.”
وأضاف المري: “في الوقت الذي تستمر فيه دبي في التطور، يصبح من الضروري جداً، الحفاظ على هذا الزخم، بينما نتطلع إلى المُضي قدماً لتحقيق أهداف الرؤية السياحية 2020. وفي “عام زايد”، نسعى إلى التمسك بقيمنا العريقة التي أرسى قواعدها المغفور له الشيخ زايد آل نهيان رحمه الله، والتشبث بمبادئ الحكمة والاحترام والعزم على تحقيق النجاح حتى نتمكن من استكمال البناء على ما تحقق من نجاحات. وفي سبيل ذلك، يتوجب علينا وعلى كافة شركائنا مضافرة الجهود الحالية، والاستمرار في تطبيق أحدث التقنيات والابتكارات المتاحة. ففي عام 2017، أطلق سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم حفظه الله مبادرة دبي 10X، الهادفة لجعل دبي متقدمة عن باقي مدن العالم بعشر سنوات على الاقل في مختلف المجالات، وهي مبادرة تحث جميع الجهات الحكومية في دبي على تطبيق أحدث الابتكارات وتبني هذه الدعوة كشعار للمرحلة المقبلة على كافة المستويات، والبحث عن أفضل الممارسات لتطبيقها.”
“ونسعى خلال العام الحالي لتجسيد هذا الشعار، عبر مشاريع ومبادرات يتم تصميمها خصيصاً للاستفادة من التقنيات الحديثة واستكمال تطوير الحلول الرقيمة ووسائل التواصل الاجتماعي التي نعتمدها. وقد نجحت دبي فعلياً في تنويع قاعدة أسواقها الرئيسية، وسنستكمل الجهود على هذا المضمار للاستفادة من كل الفرص المتاحة في الأسواق الناشئة التي تتمتع بمعدلات نمو مرتفعة.”