دبي – (مصادر نيوز)
قالت كريستين لاغارد، مدير عام صندوق النقد الدولي، إن أسواق العمل التي تشكل عماد وحاضنة اقتصاد المستقبل، تحتاج لثلاث خطوات: الأولى الإصلاحات الهيكلية الجادة للكيانات الاقتصادية، وتغيير أنماط العمل التقليدية نحو مناهج إبداعية في التخطيط والتطوير، وتغيير ثقافة المجتمعات التي تعتبر حاضنة الأسواق والعامل الأهم في توجيه مسارها، وفقًا لبيان صحفي نشره المكتب الإعلامي لحكومة دبي.
وأكدت مدير عام صندوق النقد الدولي في الجلسة التي أدارها ريتشارد كويست الإعلامي في قناة “سي.إن.إن”، ضمن أعمال الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي، على أهمية تطوير أنظمة السوق بالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية بدون استئثار جهات منفردة بهذه الأنظمة.
وحول المهمة المركزية للحكومات، قالت لاغارد: “هناك نوعان من الحكومات، الأول يعالج أزماته الحالية، والثاني يعمل على منع تشكل هذه الأزمات، ودعت إلى التركيز على الإصلاحات المالية بدل الانشغال بالتراجعات الآنية التي شهدتها أسواق البورصات العالمية مؤخراً، قائلة إن أسعار الأصول صعدت إلى مستويات مرتفعة جداً اقتضت حدوث هذا التصحيح الذي كانت الأسواق بحاجة إليه.
وأكدت لاغارد أن النظرة العامة تجاه مستقبل النمو الاقتصادي إيجابية، مشددة على الفرص المتاحة أمام الحكومات لتحقيق التعافي الاقتصادي، مع ضرورة توسيع دائرة هذا التعافي الذي كان يقتصر في الماضي على المصارف ومؤسسات التأمين، داعية إلى أن يشمل أنشطة أوسع، مثل التعاملات المصرفية غير الرسمية وتداولات العملات الافتراضية، منعاً لحدوث أزمات مستقبلية.
وحول اقتصادات الشرق الأوسط، أثنت لاغارد على الإصلاحات المتعددة التي تم تطبيقها في دولة الإمارات، معتبرةً أن دولاً أخرى في المنطقة تعيد حساباتها الآن لتحذو حذوها، ورأت أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة قد لا يكون خياراً مستحباً، لكن الشعوب ستقدّر المنافع التي يحققها من تعزيز الأمن، وتطوير البنى التحتية للمواصلات والصحة.
ولفتت لاغارد إلى أن تطبيق الإصلاحات الضرورية يجعل حكومات المنطقة أكثر قدرة على تعزيز آمال الأجيال الشابة ببناء اقتصادات أقوى وتوفير المزيد من فرص العمل، وطالبت بإشراك المنظمات المدنية والدولية وذات التخصصات المختلفة في صنع القرار الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدة أن الحكومات ستكسب الكثير إذا قامت بذلك.
وحول ما إذا كان العالم قد بدأ العمل على التغيير متأخراً، قالت لاغارد:” لم نتأخر قط، ومن الجميل أن يبدأ العالم استشعار التحديات والمخاطر لأنه بذلك سيضع خطط المواجهة اللازمة للتغلب على التحديات، وهذه الخطط بدورها تعني تمكين المؤثرين في الأسواق والمجتمعات من ثقافة ومهارات التغيير”.
واستشهدت لاغارد بالتغيير الكبير الذي طرأ على دولة الإمارات، وقالت إن هذا التغيير أثر في حياة المواطنين والقاطنين فيها الذين يحبون شوارعهم النظيفة ومستشفياتهم الحديثة وجامعاتهم الراقية”.
ودعت لاغارد حكومات العالم إلى أن تولي اهتماماً أكثر بالشباب الذين يشكلون أكثر من 60% من سكان هذا الكوكب، وقالت هناك عدد كبير من الشباب لا يشعرون بأن حكوماتهم ومجتمعاتهم تعمل من أجلهم، وشددت على ضرورة ردم الهوة بين الكوادر الوظيفية الشابة على وجه التحديد من ناحية ومخرجات التكنولوجيا الحديثة من ناحية أخرى.
واعتبرت أن الفجوة بين الطرفين كبيرة وتؤثر سلباً على مسيرة التنمية في العالم، كما طالبت لاغارد بتخصيص جزء من الناتج المحلي في كل بلد لدعم مبادرات الشباب وبرامج التأهيل، مشيرةً إلى أن الاستثمار في الشباب هو استثمار في المستقبل.