“شكرًا يابو راشد”.. مقال معالي نورة الكعبي

معالي نورة بنت محمد الكعبي
وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة


شكراً “يابو راشد”… شكراً على خمسين عاماً للوطن، بهذه الكلمات اختتم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رسالته إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بمناسبة مرور 50 عامًا على انطلاق مسيرة سموه فى خدمة الوطن… على مدار نصف قرن، كان الشباب عماد الإدارة في فكر محمد بن راشد، صقل مهاراتهم القيادية، وأعد الصف الثاني والثالث من قادة المستقبل، وجعل سعادة شعب الإمارات معياراً لنجاح الخطط الحكومية وعنواناً للتميز والإبداع.

خلال 50 عاماً في خدمة الوطن، كانت الثقافة حاضرة في ذهن محمد بن راشد، فقد حرص سموه على حضور خلوة مستقبل الثقافة التي نظمتها وزارة الثقافة وتنمية المعرفة في فبراير الماضي، وأطلق صندوق التنمية الثقافية بهدف دعم المشهد الثقافي الدولة، هو دليل على تقدير واحترام سموه للثقافة والمبدعين.. ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وجه سموه بتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية، وقياس مساهمتها في المنظومة الاقتصادية والناتج المحلي الإجمالي للدولة، ينم هذا القرار عن رؤية ثاقبة للدور الذي يمكن أن يلعبه الإبداع في تعزيز تنافسية الدولة عالمياً، وتحفيز ريادة الأعمال الإبداعية.


ومهما وضعنا من خطط عصرية تواكب التطورات العالمية، إلا أن توجيهات سموه دائمة بضرورة الحفاظ على اللغة والعربية والهوية الوطنية والموروث الثقافي والماضي العريق لدولتنا وهو ما شاهدناه هذا العام من إطلاق تقرير حالة ومستقبل اللغة العربية، ومبادرة مدرسة؛ الأكبر من نوعها على مستوى الوطن العربي والتي تضم 5000 فيديو لتوفير محتوى تعليمي باللغة العربية من أرقى المناهج والمساقات التعليمية في العالم، فضلاً عن تدشين مشروع جميرا كشاهد على تطور دبي، وجسراً يربط الماضي بالحاضر، لتصبح هذه المنطقة وجهة ثقافية ونقطة جذب للمبدعين من جميع أنحاء العالم.

خلال خلوة مستقبل الثقافة وقع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على لوحة، تحمل كلمات معبرة: “نحو ثقافة تستعيد روح أصالتنا وتتفاعل مع العصر وترتقي بالصناعات الثقافية والمعرفية وتعزز القيم والهوية الوطنية وثقافة الابتكار وتستشرف المستقبل”… كلمات تدل على إيمان سموه بقوة الثقافة، وقدرتها على تغيير المجتمعات، والنهوض بالأمم والشعوب…تشكل هذه العبارة سياسة ثابتة في أجندتنا الوزارية للارتقاء بمسيرة العمل الثقافي إلى مستويات جديدة من الإبداع والإبتكار.

بفكر محمد بن راشد ورؤيته نعبر إلى المستقبل، ونتخذ من الريادة والتميز سبيلاً لغد مشرق، ونتوج طموحاتنا بإنجازات يفخر بها الوطن.