خمسون عامًا من عطاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ستبقى علامة فارقة في تاريخ شعب الإمارات، فرؤية سموه الاستباقية مكنّت دولة وشعب الإمارات من الوصول إلى مراكز الصدارة في مختلف المجالات، وجعلت من الإمارات نموذجاً يقتدى به لإرادة التغيير وحب الوطن والتفاني في خدمته، تعلمنا منه ألا نرضى إلا بالمركز الأول لدولتنا وشعبنا، وتعلمنا منه الخوض في التغلب على التحديات، والمخاطرة في سبيل تصميم المستقبل.
وساهمت رؤية سموه في أن يكون للإمارات اليد الطُّولَى في المشاركة في رسم ملامح الثورة الصناعية الرابعة، وأن تكون الإمارات مركزا ومختبرا لكل الرؤى والتحديات التي ترتكز عليها تلك الثورة، وأن يجتمع سنويا مئات الخبراء والعلماء والباحثين لدراسة وتصميم مستقبل الثورة الصناعية الرابعة.
خمسون عامًا من عطاءات سموه طالت كافة الميادين، ونلنا منها نحن الشباب النصيب الأكبر، فاهتمام سموه بتمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار هو تشريف وتكليف لكل إماراتي وإماراتية، فمن أبرز ملامح سموه القيادية هي قدرته على مخاطبة الشباب بروح عصرهم ولغتهم، فكان لسموه الفضل في شغفنا بالعلم والتكنولوجيا، وهو من زرع فينا بذرة حب العلم، وحب القراءة، وحب استكشاف الفضاء، واستكشاف كل ما هو جديد لخدمة الإنسان، كما أن الاهتمام الذي يحظى به ملف الذكاء الاصطناعي في الإمارات يعكس رؤية وقدرة سموه على استشراف مستقبل قائم على مزايا التقنيات الحديثة لخدمة البشر وإسعاد الشعوب في العديد من القطاعات، ليس في دولة الإمارات فحسب، بل على المستوى العالمي.
استحداث ملف للذكاء الاصطناعي في الدولة يعتبر ترجمة حقيقية لقيادة بصيرة تسعى لتطبيق تلك التقنيات وتسخيرها لخدمة البشرية، قيادة تحفزنا للتغلب على تحديات الذكاء الاصطناعي التي تواجهنا، و تدشين سموه مئوية الإمارات بإطلاق مشاريع ضخمة مثل الذكاء الاصطناعي للتأسيس للمرحلة المقبلة يؤكد أهمية الذكاء الاصطناعي لدى سموه في تطوير خدماتنا و قطاعاتنا وبنيتنا التحتية المستقبلية.
إنجازات سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مجال الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على دولة الإمارات فقط، فاستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي هي الأولى من نوعها في المنطقة من حيث القطاعات التي تغطيها وتكاملية الرؤية المستقبلية التي تستشرفها، وبفضل سموه أصبحنا اليوم نصدّر معارف الإمارات في مجال الذكاء الاصطناعي لدول العالم بحيث تكون جزءاً لا يتجزأ من منظومة العمل الحكومي.
عطاءات سموه ستبقى محفورة في تاريخ المنطقة، وستبقى دولة الإمارات أول دولة في المنطقة تتبنى الحكومة الإلكترونية، ومن ثم الحكومة الذكية، واستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، وما هي إلّا أمثلة قليلة من مشاريع عملاقة انطلقت من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهدف إسعاد الشعوب والارتقاء بكافة مناح العمل والحياة في الدولة.
شكراً سيدي محمد بن راشد، فقد قدمت من عمرك خمسين عاماً ليهنأ شعبك بمستقبل باهر، شكرًا لمدرسة القيادة والتواضع والتفاني، حفظك الله ورعاك.