“الاتحاد هو الأساس، لا أحد فوق القانون، نحن عاصمة للاقتصاد، النمو له محركات ثلاثة، مجتمعنا له شخصية متفردة، لا نعتمد على مصدر واحد للحياة، أرض للمواهب، نفكر بالأجيال.”
هذه المبادئ الأساسية لحكم دبي الثمانية، التي مثلت لغزا عبقريا وسرا محيرا لقادات العالم طوال عقودٍ مضت يشبه لغز بناء الأهرامات في مصر وهندسة المسلات في بابل، وجعل دبي تعتلي قائمة أرقى مدن العالم، هذه المبادئ أعلن عنها الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس الوزراء في الإمارات وحاكم دبي، بمناسبة مرور 50 عاما على توليه أول منصب في الإمارات.
بهذه المناسبة أيضا لنا أن نصغي إلى حديث العالم عن عبقرية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد لفهم بعض تفاصيل تلك المبادئ ثم نخصص جزءا للحديث عن بعض مآثره ورؤاه وموجز لأهم ما جاء في مسيرة سموه من برامج ومبادرات منذ توليه زمام أمور الحكم في مدينة ودبي وتقلده منصب رئيس وزراء دولة الإمارات، وعلى سبيل الذكر لا أحد ينسى تصريحات رئيس مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، التي قالت للصحفيين بعد زيارتها إلى دبي أنها رأت معجزة اقتصادية وإدارية، وعقلية تخطيط عصري تجاوزت المعايير المألوفة، وكيف تحدثت بأسلوب مجازي عن ضرورة تأسيس “وزارة التجربة الإماراتية” لتكون رافداً لخطط التطوير الاقتصادي الروسي.
عدا فالنتينا ماتفيينكو يقول الدبلوماسي الروسي السابق فياتشيسلاف ماتوزوف إن تجربة الإدارة الحكومية والاقتصاد التي وضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، هي مدرسة معترف بها دولياً وتعتبر نموذجاً للتطور والازدهار والاستقرار في الشرق الأوسط.
إن النموذج الاقتصادي والإداري الذي يتبعه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لا شبيه له في العالم، وأن كثيراً من خبراء الاقتصاد يعتقدون بأن الموارد الطبيعية تشكل مصدر الثروة عموما في الإمارات، لكن السر الحقيقي يكمن في حسن استخدام البنية التحتية المتطورة- هذه البنية التحتية المتطورة ودبي تحديدا أشاد بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في برنامج حملته الانتخابية حين ترشح لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، كنموذج عالمي يُحتذى للحداثة والتطور- وما توفره دبي من عوامل جذب الاستثمارات، وقوانين عصرية، ونظام ضريبي سلس، ما يمكن بكل ثقة وصفها بـ”الجنة الضرائبية”.
لقد حرص صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم منذ أن تولى زمام الأمور في إمارة دبي وبجد لا نظير له على جعل دبي أهم مدينة في العالم، فهاهي بفضل جهود سموه تمثل أعلى السلم في الرقي الحضاري الذي ليس له نظير ومركزا تجاريا واقتصادياً ووجهةً سياحية عالمية، ولا تختلف جهود سموه كحاكم لإمارة دبي عن جهوده كرئيس لوزراء دولة الإمارات العربية المتحدة فمبادرات سموه كرئيس للوزراء تحكي الكثير عن النهضة الحضارية التي تشهدها دولة الإمارات وأهمها مبادرة سموه “رؤية الإمارات 2021” التي تهدف إلى جعل دولة الإمارات في مصاف أفضل دول العالم بحلول اليوبيل الذهبي للاتحاد.
وتركز الرؤية على ستة محاور رئيسية كأساس لاستراتيجية الحكومة للمرحلة المقبلة وهي “مجتمع متلاحم محافظ على هويته، مجتمع آمن وقضاء عادل، اقتصاد معرفي تنافسي، نظام تعليمي رفيع المستوى، نظام صحي بمعايير عالمية، بيئة مستدامة، وبنية تحتية متكاملة”.
أيضا مبادرة سموه “الأجندة الوطنية لدولة الإمارات” وهي خطة تغطي فترة سبع سنوات وصولاً لرؤية الإمارات 2021. وتتألف الأجندة من مجموعة مؤشرات وطنية في كافة القطاعات. أيضا مبادرة سموه “استراتيجية حكومة دولة الإمارات” وتهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة، وإدارة الموارد الحكومية بكفاءة وفاعلية، وتعزيز الشفافية ونظم الحوكمة الرشيدة في الجهات الاتحادية. ومبادرة سموه “يوم العلم”. وهناك مبادرة سموه “الحكومة الذكية” من أجل توفير الخدمات للجمهور حيثما كانوا وعلى مدار الساعة. ومبادرة “مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي” بهدف تعزيز دور الابتكار كمحرك رئيسي للتطوير الحكومي. ومبادرة سموه “مختبر الإبداع الحكومي” التي وجه بتعميمها على جميع الجهات الاتحادية لتطوير الخدمات الحكومية. ومبادرة سموه “برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي” ومبادرة “جائزة محمد بن راشد للأداء الحكومي المتميز” ومبادرة سموه “برنامج الإمارات للخدمة الحكومية المتميزة” ومبادرة “جائزة أوائل الإمارات” ومبادرة “حقيبة الوزير الإلكترونية والمركز المعرفي” ومبادرة “البرنامج الوطني للاتصال الحكومي” ومبادرة “استراتيجية التنمية الخضراء” التي أراد سموه بها بناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات تحت شعار “اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة”.
أخيرا أؤكد أن السر كان ومازال وسيظل في الإنسان ذاته وما المبادئ والقواعد إلا بوصلة تذكره بوجهته والطريق الذي يسير فيه إلى هدفه وما يسعى إلى تحقيقه، وللحديث بقية.