«البوبجي» فيها سُمّ قاتل

الكاتب / محمد عبدالظاهر

بقلم / محمد عبدالظاهر

هل حاولت يوما أن تُشارك أبنائك في ألعابهم “أونلاين”، أو تدخل في منافسة معهم في إحدى اللاعبات، لو فكرت في ذلك سوف تجد هناك فجوة كبيرة بين ما تعودنا عليه من ألعاب على الحاسب أو الفيديو “جيم”، وما يمارسونه اليوم.

مع التطور التكنولوجي الهائل في العالم، من الطبيعي أن تجد لعبة مثل “البوبجي” ” Pubg”، وهي لعبة الجيل الحالي، لديها جمهور عاشق للعبة أكثر من 400 مليون لاعب مشارك فيها، تجمع يوميا أكثر من مليون لاعب “أونلاين ” في نفس الوقت، وتتيح لأي لاعب تكوين فريق مع أي أشخاص في دول أخرى، والتشاور ووضع الخطط للعمل معا والمحادثة الفورية “صوت وصورة”. ويتصارع 100 لاعب في رقعة واحدة فقط، مملوءة بالأدوات والأسلحة المختلفة، ومن ثم يقاتلون بعضهم حتى يموت الجميع وينجو شخص واحد.

الشركة أعلنت عن أول سباق عالمي لها في مطلع العام، كأول منافسة عالمية للعبة “أونلاين” في تاريخ مثل تلك الألعاب، حيث سيحصل الفائزون على جائزة 2 مليون دولار، وتسميتهم كأفضل لاعبين لـــ ” البوبجي” في العالم.

 اللعبة استطاعت خلال عام أن تخلق موردا اقتصاديا كبيرا، وأرباحا ضخمة سوف تعمل ثورة نوعية في الألعاب الإلكترونية ” كمصدر ” اقتصادي كبير ، ما يقارب من مليار دولار أربحًا في عام واحد، وأكثر من 400 مليون لاعب مُشارك في اللعبة، و3  مليار دولار أرباح متوقعة حتى 2020. وأكثر من مليار لاعب مشارك خلال 5 سنوات.

 الأمر لا يتوقف على بعض الأضرار النفسية التي يؤكد عليها الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، كالحض على العنف والعزلة، والأنانية، لكن الأمر يُعد أبعد من ذلك، فلدينا جهاز تجسس حي في منازلنا طول مدة اللعب ” لا تقل عن 3 ساعات” كل مرة بالصوت والصورة، أطفال ومراهقين بل وشباب من مختلف الجنسيات يتحدثون وينقلون بالصوت والصورة ما يحدث حولهم في محيطهم الأسري، بل ويعاملون بكل حرية ودون قيود، فتختلط القيم المجتمعية المتحررة، والثقافات الأخرى بقيمنا الإسلامية والعربية، وهو ما يضر بأخلاق وتربية أبنائنا، وخاصة في سن المراهقة. 

علاوة على أن اللعبة قد تكون منفذا جيدا للعديد من الجماعات المتطرفة، مثل “داعش” وغيرها لتجنيد الشباب، وبث قيمهم وأفكارهم وحشد مناصرين لهم في كل الدول، كما حدث من قبل في بعض مواقع وغرف الشات من تجنيد مناصرين لـــــــــــ”داعش” قاموا بتنفيذ عمليات إرهابية داخل مجتمعاتهم.

  أكثر من 4 أو 5 ساعات يوميا يقضيها أبنائنا أمام تلك اللعبة، يتحاورون ويتناقشون، ويتقاتلون، ويكسبون مؤيدين ومعارضين “نقلا بالصوت والصورة”. اللعبة أصبحت صديق للعديد من أبنائنا أكثر من علاقتهم بوالديهم.  

حجب مثل تلك الألعاب ليس بحلٍ، لكن لا بد من وجود مراقبة من المحيط الأسري والمؤسسات التعليمية على مثل تلك الألعاب، مثل مشاركة الآباء أو المدرسين وأشخاص بالغين مع الأبناء، وتكون في أماكن عامة بعيدا عن البيت، إلى جانب البحث عن أفضل السبل لاستخدام مثل تلك الألعاب بطريقة إيجابية، وتوجيه أفكار الشباب نحو الأفضل، عن طريق عمل مسابقات رسمية ودورية يشاركون فيها بطريقة مُعلنة.

Twitter: @mohamabdulzaher

Linkedin: @Mohamed Abdulzaher