الأرشيف

روبوت
روبوت

دراسة: غالبية العاملين في الإمارات يثقون بالروبوتات أكثر من البشر

دبي- مصادر نيوز

كشف استطلاع أجرته أوراكل مع شركة الموارد البشرية Workplace Intelligence أن نحو 96٪ من العاملين في الإمارات يرغبون في استخدام التكنولوجيا للمساعدة في تحديد مستقبلهم، وقال 87٪ إنهم سيحدثون تغييرات في حياتهم بناءً على توصيات الروبوتات.

وأظهر استطلاع “AI@Work 2021″، الذي تم إجراؤه في 13 دولة بين أكثر من 14,639 موظفًا ومديرًا وقادة موارد بشرية والمسؤولين التنفيذيين، أن 91٪ من سكان الإمارات يعتقدون أن الروبوتات يمكنها دعم حياتهم المهنية بشكل أفضل من البشر. وضم الاستطلاع نحو 1028 مشاركًا من الإمارات، والذين اتفقوا على أن الروبوتات تساعد في تقديم توصيات غير متحيزة، وتجيب بسرعة عن الأسئلة المتعلقة بحياتهم المهنية، كما تسهم في العثور على وظائف جديدة تناسب مهاراتهم الحالية.

الروبوتات للتطوير الوظيفي

يقول نائب رئيس قسم تطبيقات الأعمال بـ أوراكل (Oracle) في منطقة الخليج، راؤول ميزرا لفوربس الشرق الأوسط: “يقوم الروبوت بتحليل البيانات المقدمة والاختيار بناء على الحقائق فقط، على عكس احتمالية وجود نوع من التحيز في اختيارات الانسان”. وتابع: “قد يؤثر هذا التحيز (إن وجد) في قراراتهم بناء على خلفياتهم (مثل: مكان ونوع الدراسة، مكان السكن، الخبرات السابقة، وما إلى ذلك)، بالإضافة إلى التفضيلات الشخصية مثل جنس أو عمر معين أو حتى المظهر”.

وأوضح ميزرا أن الروبوت سيتخذ قرارًا أكثر اطلاعًا استنادًا إلى كم هائل من البيانات التي يمكنه الوصول إليها، كما يمكنه التقييم بسرعة، “أما الإنسان فقد لا يتمكن من الوصول إلى هذه البيانات أو حتى لا يكون قادرًا على تقييمها بسرعة أو بدقة”.

وبدأت دولة الإمارات في استخدام الذكاء الصناعي والروبوتات لأغراض طبية منذ عام 2014، بما في ذلك إجراء القسطرة وجراحات القلب وتوصيل الأدوية. وفي عام 2017، عيّنت شرطة دبي شرطيًا آليا ذاتي التشغيل، بينما قامت هيئة الطرق والمواصلات في الإمارة باستخدام نظام آلي لتصنيع لوحات تسجيل المركبات. ويمكن للآلة ذاتية التشغيل بالكامل إنتاج 33 ألف لوحة يوميًا. وتستخدم هيئة الطرق والمواصلات أيضًا الروبوتات لتنظيف محطات مترو دبي.

وعالميًا، من المتوقع أن تنتعش أنظمة الروبوتات المستخدمة في التصنيع بقوة بمعدل نمو 13٪ لتصل إلى 435 ألف وحدة في عام 2021، متجاوزة المستوى القياسي الذي تم تحقيقه في عام 2018، حسبما ذكر رئيس الاتحاد الدولي للروبوتات، ميلتون غويري في بيان الأسبوع الماضي. وتظل آسيا أكبر سوق في العالم للروبوتات الصناعية.

ولا يقتصر الاهتمام بالروبوتات والذكاء الصناعي على المؤسسات فحسب، بل دخل الأمر في نطاق اهتمامات الموظفين أيضًا، حيث يضعونه في الاعتبار عند اتخاذ قرار متعلق بالاستمرار في الوظيفة. ووفقًا للاستطلاع، فإن نحو 74٪ من الموظفين يميلون للبقاء مع الشركات التي تستخدم تقنيات متقدمة مثل الذكاء الصناعي لدعم نموهم الوظيفي.

ومع ذلك، لا يزال دور البشر حاسمًا وحيويًا، حيث اتفق المشاركون في الاستطلاع على أن البشر أفضل في تقديم الدعم لأن آراءهم مبنية على خبرات شخصية، كما أنهم يتجاوزون السيرة الذاتية ويرشحون أدورًا تناسب كل شخصية.

عام مرهق

تظهر التوجهات التكنولوجية الجديدة في الوقت الذي لا تزال فيه جائحة كوفيد-19 تلقي بظلالها على الموظفين وتستنزف طاقاتهم. وبحسب استطلاع “AI@Work 2021″، اتفق 77٪ من المشاركين في الإمارات أن العام الحالي هو أكثر الأعوام إرهاقًا في قطاع العمل على الإطلاق. كما أظهر التقرير أن أكثر من النصف، أو نحو 66٪ من الموظفين الذين أجابوا على الاستبيان، يعانون من مشكلات تتعلق بالصحة العقلية في عملهم أكثر في عام 2021 مقارنة بعام 2020.

ويقول ميزرا: “غيرت الجائحة العالمية حياتنا… واضطرت المؤسسات والموظفون إلى التكيف مع المواقف الخارجة عن سيطرتهم، وإيجاد استراتيجيات للاستمرار والاحتفاظ بالوظائف، والتخفيف من وطأة العزلة والتباعد الاجتماعي”. ووجدت الدراسة أيضًا أن نحو 91٪ من العاملين في الإمارات تأثروا سلبًا في عام 2020، إذ يواجه الكثير منهم صعوبات مالية، وتدهورًا في الصحة العقلية، مع الافتقار إلى الحافز الوظيفي، والانفصال عن حياتهم الشخصية.

وشعر ما يقارب 90٪ بأنهم عالقون في حياتهم الشخصية والمهنية في أثناء الإغلاق العام الناجم عن كوفيد-19، حيث قال 28٪ إنهم ليست لديهم فرص نمو للتقدم في حياتهم المهنية، في حين قال 24٪ منهم إنهم على درجة من الإرهاق بما لا يمكنهم من إجراء أي تغييرات.

وبالإضافة إلى ذلك -بحسب الاستطلاع- تضاعف عدد الموظفين الذين فقدوا السيطرة على حياتهم الشخصية والمهنية منذ تفشي كوفيد-19، وأكد أكثر من نصف المشاركين أنهم فقدوا السيطرة على مستقبلهم وحياتهم الشخصية ومهنهم وعلاقاتهم. وأظهرت الدراسة أيضًا أن معنى النجاح قد تغير بنسبة 96٪ منذ بداية الجائحة، حيث أصبحت الأولويات القصوى الآن هي الموازنة بين العمل والحياة والصحة العقلية والمرونة في مكان العمل.

التحديات

أعرب غالبية الموظفين الذين شاركوا في الدراسة عن استعدادهم لإجراء تغيير رغم الإقرار بوجود عقبات. ويشير ميزرا إلى أن “أكبر العقبات تشمل عدم الاستقرار المالي وعدم معرفة كيفية اختيار الوظيفة المناسبة” وتطرق الاستطلاع إلى وجود عقبات أخرى تشمل عدم الشعور بالثقة الكافية لإجراء تغيير وعدم رؤية الموظفين لفرص النمو في شركاتهم.

ويعد التطوير المهني على رأس أولويات الموظفين في عام 2022، حيث يرغب الكثيرون في التخلي عن مزايا مهمة مثل الحصول على إجازة أو مكافآت مالية في مقابل المزيد من فرص التطوير الوظيفي.

كما وجدت الدراسة أن 96٪ من القوى العاملة في الإمارات غير راضية عن الدعم المقدم من أصحاب العمل، حيث يبحث الموظفون عن مؤسسات تنمي مهاراتهم، وتقدم رواتب أعلى وفرصًا لأدوار جديدة داخل شركاتهم. واختتم الشريك الإداري في شركة Workplace Intelligence، دان شاوبل قائلًا: “تُظهر النتائج بوضوح أن الاستثمار في المهارات والتطوير الوظيفي هو الآن عامل تميّز رئيسي لأصحاب العمل… فالأعمال التي تستثمر في موظفيها وتساعدهم في العثور على الفرص ستجني ثمار مشاركة منتجة ومتفاعلة”.

Optimized with PageSpeed Ninja