في فبراير من كل عام، وفي قلب مدينة دبي يجتمعُ سنويًا أكثر من 4 آلاف خبير ومتخصص وأسماء عالمية كبيرة في القمة العالمية للحكومات، وجميعهم لهم باع طويل في التخطيط الاستراتيجي دوليًا، وفي صناعة مستقبل الحكومات، القمة ليست تجمعًا سياسيًا أو اقتصاديًا عاديًا، القمة مجردة من أَيَّة أهداف سياسية أو شعوبية، بالدرجة الأولى، فقط ترسمُ مستقبل الإنسانية، بما تقدمه من توصيات ونقاشات تدفع الحكومات إلى أفضل سبل التخطيط والتفكير في مستقبل شعوبها.
القمة انعكاس لتجارب حكومية عالمية ناجحة، وأفكار إنسانية هادفة، وأدوات تكنولوجية تُقدمُ حلولا لكل التحديات المستعصية التي تواجه العالم، ورؤية محمد بن راشد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في خلق جيل من المفكرين، قادرون على صناعة مستقبل عربي بأدوات عالمية تواجه المستقبل.
كيف تستفيد الحكومات العربية من مثل تلك القمة؟ عندما نرى تجارب مدن عالمية تُعرضُ في التكنولوجيا، وأخرى في الحد من الجريمة، وثالثة في إسعاد المواطنين، ورابعة في خلق أفضل الخدمات في أسرع الأوقات، وخامسة في خلق بيئة صحية وصديقة لأصحاب الهمم “ذوي الاحتياجات الخاصة”، وغيرها من التجارب التي ترتكز على الإنسان، كيف تستطيع تلك الحكومات أن تُقدم جُل ما تملك لإسعاد شعبها بل وشعوب العالم.
هل حقًا لدينا ما يمكن أن نفخر به من تجارب عربية على مضمار السباق العالمي؟ نعم نملك، ولدينا عقول عربية ناجحة، طموحة، وأفكار تحتاج إلى رعاية ودعم حتى تسبق وتتسابق للعالمية، فقط نحتاج إلى التخطيط الجيد ودفع الشباب نحو المناصب القيادية، والثقة في الذات.
الإمارات العربية المتحدة – نجحت وبجدارة- على مدار عقدين من الزمان في الدفع بجيل الشباب ليتصدر المناصب القيادية في الدولة، برؤية قيادات واعية وقادرة على تحفيز مواطنيها نحو التقدم، وساهم ذلك في إحداث نهضة تكنولوجية وخدمية ودفعت بعقول شباب إماراتي ينهل من علوم الدول المتقدمة – ليعود – إلى وطنه يبتكر ويفكر ويضيف ويبنى من جديد، ويدفع بعقول شابة تتربى وتنشط في نفس الفلك، فقد خلقت الإمارات ثقافة جديدة تعتمد على مبدأ ” فكري وابتكاري وإنجاز لبلدي أولًا”، ونجحت الحكومة تمامًا في زرع هذا الفكر بكل حب وتضحية في عقول الشباب، فيتعلم ويُدرس ويبتكر لأجله بلده ومستقبلها، وينفتح على العالم ليتبادل الخبرات ويساهم في خدمة الإنسانية.
القمة بكل بساطة تعكس رؤية دولة الإمارات، وقادتها الذين يحرصون دائما على تخطي المألوف، الوصول للمستقبل، في بلد لا تعرف مستحيل، في بلد تعلمت دروس الماضي جيدًا، وتخطوا بها نحو مستقبل أكثر عمقا وتأثيرا، مستقبلًا ملئ بمبادئ التسامح وحب الخير للجميع، والعطاء الفياض كل عام. القمة تتطلبُ جهدا ضخما ماديا ومعنويا، لكن هناك فريق يصر على التجديد وإضافة كل ما هو مؤثر إقليما وعالميا، القمة لها أهمية كبيرة في استشراف كل ما يتعلق بصناعة القرارات والسياسات ومستقبل المدن تكنولوجيا، واقتصاديا، وإنسانيا.
هي أيضا أداة كبيرة من الأدوات التي نجحت الإمارات العربية المتحدة وبجدارة في إتقانها عالميا، وأصبحت على خريطة العديد من الحكومات، من حيث المشاركة وتطبيق التوصيات الصادرة عنها.
Twitter: @mohamabdulzaher
Linkedin: @Mohamed Abdulzaher