دبي- مصادر نيوز
رغم الحديث عن وجود تطبيع مرتقب بين السودان وإسرائيل مقابل شطب الولايات المتحدة الأميركية اسم السودان من قائمة الإرهاب، إلا أن رئيس الوزراء السوداني عبد الله الحمدوك قد نفى ذلك خلال حواره صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية،و التطبيع مع “إسرائيل” يحمل إشكالات متعددة، ويحتاج نقاشاً مجتمعياً عميقاً، كما أنه اتهم فيه الولايات المتحدة، بتهديد مسار الانتقال للديمقراطية في بلاده، عبر إبقائهاعلى تلك القائمة، وفقا لـBBC .
وقال حمدوك والذي يمثل التيار المدني في الحكومة الانتقالية: “نريد التعامل مع المسارين بصورة منفصلة”، واعتبر حمدوك أنه من غير العادل معاملة السودان، كدولة منبوذة بعد مرور أكثر من عقدين، على ترحيل ابن لادن خارجها، وإطاحة السودانيين في أبريل 2019 بنظام عمر البشير الذين استضافه.
وقد أثار حديث حمدوك للفاينانشال تايمز، جدلا بشأن نقطتنين رئيسيتين، فيما يتعلق بحديث التطبيع، الذي يجري منذ فترة بين السودان وإسرائيل، أما النقطتان، فتتلخص أحداهما في ربط واشنطن رفع اسم السودان، من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بإبرام الخرطوم حثيثا لإبرام اتفاق لتطبيع العلاقات مع تل أبيب على منوال كل من الإمارات العربية المتحدة والبحرين، أما الثانية والتي عكسها حديث حمدوك للفاينانشال تايمز، فتتمثل في الخلاف القائم والذي تحدثت عنه عدة تقارير، بين المكونين المدني والعسكري، في الحكومة الانتقالية السودانية بشأن قضية التطبيع.
وقد نشرت وكالة رويترز تقريرا أشارت فيه إلى أن السودان يقاوم محاولات الولايات المتحدة، الربط بين ملفي شطبه من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، وتطبيع علاقاته مع إسرائيل، ونقلت الوكالة عن مصدرين أمريكيين وآخر خليجي قولهم إن المسؤولين الأمريكيين، خلال المفاوضات التي جرت في الإمارات مؤخرا، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان، ألمحوا إلى أنهم يريدون من الخرطوم، أن تحذو حذو الإمارات والبحرين في التطبيع مع إسرائيل، وعرضوا على السودان مساعدات تنموية وإنسانية لقاء ذلك.
وفي تقرير لها قالت صحيفة الواشنطن بوست، إن المفاوضات التي جرت في أبو ظبي، بين المسؤولين الأمريكيين والسودانيين، شهدت تقديم المسؤولين الأمريكيين التطبيع مع إسرائيل، كجزء من صفقة لشطب السودان من قائمة الإرهاب، إلا أن الصحيفة نقلت عن مسؤولين سودانين مطلعين، قولهم إن المفاوضات تعثرت، بفعل مخاوف المفاوضين السودانيين من التعجل للتطبيع مع إسرائيل، بدون حزمة إنقاذ اقتصادي كافية لتلميع الصفقة وجعلها مقبولة.
الخلاف
غير أن جدلية التطبيع ورفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، برمتها لاتبدو محل اتفاق بين المكونين العسكري والمدني، للحكومة الانتقالية في السودان، فبينما يبدي المكون العسكري حماسا لاتمام عملية التطبيع مع إسرائيل، ويرى أنها ستفتح الباب أمام رفع لاسم السودان من القائمة الأمريكية للإرهاب، كما ستفتح الباب لمساعدات اقتصادية كثيرة، ولدعم من قبل المؤسسات المالية الدولية مثل البنك وصندوق النقد الدوليين، يرى المكون المدني أن للتطبيع تعقيداته الكثيرة وأنه لايجب أن يربط من قبل الولايات المتحدة بقضية رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب,
وينظر إلى الفريق عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الذي حضر المفاوضات مع الجانب الأمريكي في أبو ظبي، على أنه مؤيد بشدة للتطبيع مع إسرائيل، كما يعتقد بأن الخطوة ستساعد السودان، على الخروج من أزمته الاقتصادية، وكان قد قال بعد اجتماعه بشركائه السياسيين، بعد عودته من مفاوضات أبو ظبي، إن الفرصة السانحة لرفع اسم بلاده من قائمة الإرهاب يجب اغتنامها.
وكان ائتلاف قوى الحرية والتغيير السوداني قد أعرب مرارا، عن تأييده لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، دون ربط ذلك بملف التطبيع مع إسرائيل، في حين ردت أحزاب مدنية سودانية على تصريحات الفريق البرهان، التي قال فيها إنه يبحث عن مصلحة بلاده، بإعلانها رفض فكرة التطبيع، قائلة إن ذلك الأمر مرهون بحل القضية الفلسطينية حلا عادلا.