واقع افتراضي
واقع افتراضي

سوق العقارات الافتراضية ينمو بسرعة تجاوزه المليار دولار

دبي- مصادر نيوز

شهدت الفترة الأخيرة تزايد مبيعات لعقارات افتراضية داخل منصات الميتافيرس Metaverse، وشملت بيع وشراء أراضٍ ومبانٍ ومحلات افتراضية من خلال شركات اعتمدت على تكنولوجيا البلوكتشين.

وتتم عمليات شراء العقارات الافتراضية عبر خاصية الرموز غير قابلة للاستبدال NFT، بهدف محاكاة تجارب افتراضية مثل التسوق وحضور إجتماعات وممارسة ألعاب إلكترونية وغيرها، وجميع التفاعلات الإنسانية التي سوف تتم خلال عالم الميتافيرس ثلاثية الأبعاد، أي تتم في بيئة صناعية تحاكي تمامًا البيئة الطبيعية.

ويفسر خبراء في تكنولوجيا البلوكتشين والرموز غير قابلة للاستبدال والعملات الرقمية، حيثيات هذا الاستثمار في العقارات الافتراضية، الذي يعتمد بشكل أساسي على العملات الرقمية وتأثيره على أسعارها والتداول عليها، وذلك بعدما قامت شركات بتطوير بيئة الميتافيرس، والتي تشمل عالم افتراضي يضم عقارات ومباني وأراضي ومحال ويمكن للمستخدمين زياراتها والتجول بها كجسد رمزي.

عقارات افتراضيّة بمليار دولار

يُقدر المؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة توكينز دوت كوم Tokens.com المتخصصة في الأصول الافتراضية، أندرو كيغيل في تصريح لفوربس الشرق الأوسط، قيمة الأصول في عالم العقارات الافتراضية بأكثر من مليار دولار، ويصفه بأنّه ضخم جدا خصوصا إذا تمّ ضم عالم الميتافيرس لأكثر من شركة.

ويضيف كيغيل، أن مبيعات العقارات الافتراضية خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي وديسمبر/ كانون الأول الجاري، تجاوزت 100 مليون دولار، ويتوقع تزايد حجم المبيعات في عام 2022 حيث يسعى المزيد من المستثمرين إلى شراء عقارات افتراضية.

سبق لمجموعة توكينز دوت كوم، أن أشترت أرضًا افتراضية من شركة Decentraland بقيمة 2.4 مليون دولار على مساحة تقارب 6 ألاف قدم مربع، وتم الدفع بالعملة الرقمية MANA بمبلغ 618 ألف مانا، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتقع الأرض في منطقة الأزياء والموضة، وتستهدف المجموعة استخدامها في بيع الملابس الافتراضية.

لماذا يشتري الناس عقارات غير موجودة؟

يربط خبير البلوكتشين الدولي ومؤسس شركة روكيز تروي ناركوس لفوربس الشرق الأوسط، إن شراء وبيع الأراضي والعقارات الافتراضية باستخدام العملات المشفرة الظاهرة الجديدة بانتشار حاملي العملات الرقمية حول العالم، ما دفعهم للبحث عن طريقة جديدة للاستثمار في تلك العملات من خلال شراء أصول مثل العقارات الافتراضية.

وتأتي ضرورة استخدام منصة البلوكتشين لتقديم رمز غير قابل للاستبدال NFT للعملاء، وجميع تلك المنصات تعتمد على العملات الرقمية والمشفرة مثل الإيثيريوم وغيرها.

تقنية بلوكتشين عبارة عن ملف مشترك وموزع يحتفظ بسجل للمعاملات. تتم إضافة كل معاملة داخل كتلة ويتم تخزينها بشكل لامركزي في السلسلة، ما يعني أنه لا يمكن لأي شخص التلاعب بهذه السجلات.

بينما يرى الرئيس التنفيذي لمجموعة توكينز، آندرو كيغيل، أن الأراضي والعقارات الافتراضية مثل لوحة المونولوبي، هناك عدد محدود من الطرود للشراء، وبمجرد امتلاك قطعة من العقارات، يمكنك الاستثمار فيها عن طريق إضافة المنازل والفنادق، وكلما زاد الزائرين على أرضك، كلما زاد الإيجار الذي يدفعونه لك، وزادت قيمة إعادة البيع في عالم الميتافيرس، ويمكنك فرض رسوم إعلانات على تجار التجزئة والعلامات التجارية أو حتى إنشاء واجهة متجر افتراضية، بنفس الطريقة التي يدفع بها تجار التجزئة والمعلنون مقابل مشاهدتهم على منصات التواصل الاجتماعي مثل Facebook و Instagram ، فإنهم سيدفعون أيضًا مقابل رؤيتهم في عالم الميتافيرس من خلال الدفع لمالك الأرض.

ويوضح رئيس وحدة التحولات التكنولوجية بمركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة في أبوظبي، إيهاب خليفة، أن عالم الميتافيرس يقوم على ثلاثة عناصر رئيسية هي الواقع الافتراضي VR والواقع المعزز AR، تدعمهما تطبيقات وبرمجيات الميتافيرس، هذه الثلاثية تمثل مفاتيح الدخول إلى عالم الميتافيرس، ويتبقى أهم عنصر هو بناء مساحة تمثل الأرض الافتراضية التي سيستخدمها الأفراد لمحاكاة تجاربهم، فشراء العقارات الافتراضية أشبه بشراء مساحة على خدمات الحوسبة السحابية.

مخاطر عالية

لا يوصي خبير البلوكتشين ناركوس، بالاستثمار في الأراضي والعقارات الافتراضية، ويصنفه بأنه عالي الخطورة، لعدم وجود أي ضمانات مستقبلية بأنّ العقار الافتراضي سيحافظ على سعره أو سيرغب أحد بشرائه في المستقبل من المستثمر.

ويضيف أنّه في حال طورت أحدى الشركات ميتافيرس بأكثر من ميتافيرس شركة أخرى، ستنهار أسعار العقارات والأراضي والمحال الإفتراضية بلمح البصر، لدى الشركة الأولى، مع انتقال المستخدمين إلى الميتافيرس الجديد.

بينما يرى مؤسس شركة بارافيكا للبلكوتشين محمد عبده، أن الأصول الافتراضية تتشارك نفس درجة المخاطرة الاستثمارية مع العملات الرقمية والمشفرة، وسيرتبط سعرها بمدى إقبال المستثمرين على مشروع ميتافيرس دون غيره، فالمنصة التي ستشهد الأعداد الأكبر من الزائرين ستصبح أصولها أعلى سعرًا.

ويضيف عبده، أن شركات دولية وماركات عالمية بدأت في شراء عقارات افتراضية لها في عالم الميتافيرس، ما يدل على أن هناك فرص واعدة في هذا الاستثمار، لأن تلك الكيانات تقوم بحساب المخاطر بشكل جيد، وتلك الخطوة يمضي فيها أيًَضا مؤسس شركة فيسبوك مارك زوكربيرغ، لأنه يضمن بالفعل وجود ملايين المستخدمين لديه حول العالم، وبالتالي فأن الإقبال الكبير على الميتافيرس لفيسبوك مضمون.

ويوصي استشاري التحول الرقمي، أحمد الخفيف، أن تضع الشركات التي تعمل في ذلك المجال حدودًا لمساحات الأراضي والعقارات الافتراضية لتحافظ على القيمة السعرية للعقار من خلال ضبط المعروض منها، كما ستدخل شركات الميتافيرس في منافسة للحصول على أكبر عدد من العملاء مثلما تفعل مواقع التواصل الاجتماعي.

العقارات الافتراضية باب خلفي لرفع سعر عملة رقمية

وفي المقابل، يربط ناركوس بين ارتفاع أسعار بعض العملات المشفرة مؤخرا وعالم الميتافيرس، حيث يتم الاعتماد على بعض العملات الرقمية دون غيرها، مثلما تقبل شركة Decetraland عمليات شراء الأراضي الافتراضية من خلال عملة المانا، وهي عملة رقمية شديدة التقلب، وبالتالي يضطر المستثمرون على البلوكتشين لتحويل البيتكوين أو الإيثيريوم لعملة المانا لإتمام عمليات الشراء.

وبلغ سعر عملة المانا 3.31 دولار في تعاملات اليوم بزيادة بنسبة 2% وفقا لموقع CoinMarketCap.

الاستثمار العربي في العقارات الافتراضية

يقول خبير البلوكتشين محمد عبده، أن معظم البلدان العربية لم تضع حتى الآن معايير وقوانين واضحة فيما يتعلق بالبلوكتشين أو التداول في العملات الرقمية، وما يتبعها من استثمارات ورموز غير قابله للاستبدال NFTs، بينما تعد الإمارات من أوائل الدول التي تقتحم ذلك المجال.

ويقترح عبده، ضرورة الاستعداد تشريعيًا وتنظيميا في الدول العربية لمرحلة الانتقال لعالم الميتافيرس عالميًا وما سيتبعه من ضرورة التداول في عملات رقمية، حتى وإن كانت الأنظمة الاقتصادية العربية ترى في ذلك الاستثمار الرقمي مخاطر عالية وهو أمر مفهوم ولكن يجب أن يسبقه وضع آليات للتعامل معها وليس تجنبها.

صرحت حكومة دبي في 20 ديسمبر/كانون الأول 2021، عن اعتماد تحويل مركز دبي التجاري العالمي لمنطقة متكاملة تدعم تنظيم والرقابة على الأصول الافتراضية والمشفرة ومنتجاتها وتبادلاتها الرقمية ومشغيلها في إمارة دبي.

وسبق تلك الخطوة إطلاق مركز دبي للسلع المتعددة، وتعد المنطقة الحرة التابعة لحكومة دبي المختصة بتجارة السلع والمشاريع، مركز كريبتو”، في مايو/آيار الماضي، بهدف توفير منظومة شاملة تدعم الأعمال والشركات الناشطة في قطاعي التشفير والبلوكتشين، وفي الشهر ذاته أعلنت سلطة المنطقة الحرة بمطار دبي “دافزا” عن توقيع إتفاقية مع هيئة الأوراق المالية والسلع، وذلك بهدف دعم تنظيم الأصول الرقمية المشفرة وتوفيرها وإصدارها وإدراجها وتداولها في المنطقة الحرة، بحسب المكتب الإعلامي لحكومة دبي.

Optimized with PageSpeed Ninja