هكذا نتعلم من صاحب السمو

بقلم/ مريم المهيري وزيرة دولة (الأمن الغذائي)

” القائد الإيجابي العظيم يحمل بداخله الخير للناس جميعًا ويعمل على تحقيق هذا الخير بأفضل الطرق.” هكذا قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وهكذا نحن نتعلم منه. فهو قائدٌ استثنائيٌ على أرضٍ تصنعُ الخيرَ للجميع في كل مكان، بفضل رؤية وفلسفة سموه.

جهودكم يا سيدي صاحب السمو لا تُحسب فقط بالأعوام، فكل عام من العملٍ مع سموكم يحملُ إنجازات أعوام من النمو والتقدم.

أنتم قدمتم أعوامًا مُشرقةً في خدمة الإمارات، من بلد صحراوي إلى دولة يتغنى العالم بتقدمها العمراني، وسِباقها التكنولوجي الذي يُبهر الجميع يوما بعد يوم.

فنحن – يا سيدي – لا نحسبُ السنين بعددها ولكن بمقدار ما أُنجز فيها، فهي حقًا خمسون عامًا من العمل، لكن في كل عام يتحققُ خمسون وخمسون إنجازًا وتقدمًا يتطلب سنوات في بلد غير الإمارات.

فأنتم سيدي قد رسختم فينا مفهومًا جديدًا للعمل الحكومي. مفهومٌ قائمٌ على الابتكار والتطوير بعيد عن الإجراءات التقليدية. فسموكم حقًا صاحب ثورة فكرية في منهج العمل الحكومي، ذلك المنهج قائم على وضع سعادة المواطنين والمتعاملين على قمة مهام الدولة، وخلقتم مفهوم السعادة وثقافة السعادة داخل كل مسؤول، وجعلتم مؤشر السعادة الوحيد لدينا هو: إرضاء المواطنين والمتعاملين بما نقدم من خدمات أو جهود يصل صداها إليهم أولا.

محمد بن راشد آل مكتوم قائد فاق المفهوم التقليدي لمعنى القيادة، حيث صنع في كل واحد فينا قائدا بفلسفة سموه ورؤيته القائمة على حب الوطن، وإعلاء كل مصالحهِ. وزرعَ فينا حب الخدمة للمواطنين، وتقديمها على أكمل وجه، فهي أسمى وظيفة يمكن أن نقوم بها.

ومن أعظم ما قدم لنا سموه خلال العام الحالي إطلاق الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي لدولة الإمارات حتى 2050؛ مؤكدا على:
” أن الإمارات بلدُ خير وتفيض بكل أنواع الخير لأجيال قادمة، ونحن من يجب أن نحرص على ذلك‎ كمسؤولين أو قادة.”

تلك الاستراتيجية التي تقوم على أسس تمكين إنتاج الغذاء المستدام، من خلال توظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة، وتعزيز الإنتاج المحلي، وتنمية الشراكات الدولية لتنويع مصادر الغذاء، وتفعيل التشريعات والسياسات التي تسهم في تحسين التغذية، والحد من الهدر لضمان الأمن الغذائي في كل الظروف والمراحل.

وسوف تُساهم تلك الاستراتيجية – بفضل رؤية ودعم سموكم – في تعزيز مكانة الإمارات في مؤشرات الأمن الغذائي العالمي، وتحويلها إلى مركز للأمن الغذائي القائم على الابتكار، حيث تستهدف أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، وضمن أفضل 10 دول بحلول عام 2021.

يا صاحب السمو كمواطنة من دولة الإمارات، على أرض زايد لا نوفيكم أجرًا بما قدمتم وتقدمون لشعبكم من رخاءٍ ونموٍ وتطويرٍ وسمعةٍ عالميةٍ، وتصدر دول العالم في العديد من القطاعات، وفي وقت قياسي.


جعلكم الله لهذه الأرض نبتًا صالحًا، وفيضًا من غيثِ، ورحمة طيبة يعم كل الأرجاء.

مريم المهيري