بناة الوطن.. ورواد الحضارة

بناة الوطن.. ورواد الحضارة
مقال رأي بقلم:
معالي حسين بن إبراهيم الحمادي
وزير التربية والتعليم

رسالة وطنية عفوية.. دلالتها واضحة.. أنتم بناة الوطن ورواد الحضارة والتقدم والإنسانية.


هكذا يسمو الوطن ويرتقي إلى أعلى المدارج.. عندما يكون الثناء في أهله، بيد أنه في حالتنا هذه تتشكل ملامح أكثر رقيًا وأبلغ وأرفع درجات الثناء، فهي شهادة فخر من قائد استثنائي إلى قائد استثنائي، محمد بن راشد قامة كبيرة لا يختلف اثنان على علو قدرها في نفوسنا، ومكانتها في قلوبنا.


رسالة محمد بن زايد لأخية محمد بن راشد.. بعفويتها.. جسدت حالة متفردة لما تعايشه دولة الإمارات من روح الاتحاد والقوة والبناء والأخوة التي تزداد تماسكاً بفضل قيادتنا التي لطالما ترى في سعادة شعبها وتقدم وطنها مساحة كبيرة للفرح والرضا.. ثقة متبادلة وحب لا يمكن أن تغيره الأيام بل تزيده صلابة ورسوخاً، يتمثل في تلك العلاقة الرائعة التي تكنها القيادة لشعبها، ليبادل أبناء الوطن هذا التفاني والاخلاص، وفاء وولاء ومحبة.


50 عاماً للوطن.. عنوان رسالة حملت في مضمونها الكثير من المعاني، هي أكثر من رسالة وأكثر من كلمات بحق من يستحقها، هي رائعة وطنية، ومنهجية ترسخت بفضل قيادة ترى المستحيل ممكنًا، وترى الطموح نهجًا، وترى الإنجاز مسألة وقت، فلا مكان للمستحيل، فمن ترعرع في كنف التحدي والإصرار لا تثنيه العقبات والتحديات ولا تزيده إلا عزيمة وإرادة.


لماذا نحن أسعد شعوب العالم، هذه الرسالة فيها الاجابة الشافية والوافية، قيادة ورثت عن الآباء والأجداد مبادي وقيم العمل والانجاز والعطاء، والتفاني لما فيه خير البلاد والعباد، استلهمت من قيم وحكمة وروح القائد المؤسس زايد رحمه الله، وتضحيات المؤسسين الأوائل أفق المستقبل، فصاغت مسيرة عمل رفعت من خلالها سقف الطموحات إلى مراتب متقدمة، فكان الإنجاز عنوان الوطن.


هنا نقف احتراماً وتقديراً لمن لا توفيهم الكلمة حقهما، ويعجز اللسان عن التعبير عن مكامن النفس بكل تجلياتها تجاه قائدين ملهمين، محمد بن راشد ومحمد بن زايد، وجهان أشرقت من خلالهما عطاءات الوطن وانجازاته التي تبصر النور في كل يوم، هما القدوة وهما غرس زايد وراشد ومداد الخير فيهما.


نستخلص من رسالة سموه، عمق الترابط والتفاهم والانسجام والمحبة على مستوى القيادة، ومدى تأثير ذلك في نهضة وتفوق وتقدم الدولة وسعادة ورفاه شعبها، رسالة حملت الكثير والكثير من المسلمات والتوصيف الذي يليق بقائد فذ، أثرى فضاءات الوطن والعالمين العربي والعالمي بالمبادرات التي انعكست نهضة وتقدماً ورقياً وأوجدت حراكاً ألهم الملايين وحفزهم نحو التمسك بأحلامهم وتطوير نتاجاتهم.


تتجلى عظمة هذا القائد الرائد في سعيه الدؤوب لإعلاء أسس وأركان مقومات الدولة، بفكره المستنير وبعقيدته الراسخة التي تُجمَلها وتزدان بها الإرادة والعطاء دون مقابل، بناء حصون المعرفة وتكريس مباديء الإدارة الحديثة، ومواكبة خطى التسارع العالمي في ميادين العلم والتنمية شكلت أولوية لديه، جسدها من خلال 50 سنة بعمق فهمه وإدراكه لضرورات المستقبل إلى مشروع وطني، نعمل جميعاً على امتداد هذا الوطن لترسيخه وتحقيق أهدافه المنشودة.

يكفينا فخراً.. أن محمد بن راشد منا وفينا، نعايش أفعاله قبل أقواله، ونلمس رؤاه وفكره من خلال مسارات جديدة من التحضر والنمو والتطور على يديه، ويكفينا فخراً وسعادة، أن هذا القائد الملهم نراه كل يوم، يحيطنا ثقة وقوة، ويمنحنا الإرادة والأمل، ويحمسنا لخوض المستقبل بلا تقاعس أو تباطؤ.


هكذا تصنع الانجازات عندما يكون الوطن هو الهدف والغاية، هذا كله نجده في مدرسة زايد وراشد التي تتلمذ فيهما محمد بن راشد ومحمد بن زايد، في هذا الكنف تم صنع التاريخ ومجد الوطن.. قائدين نذرا نفسيهما لرفعه وطنهم، وكرسا وقتهما وجهدها وأبدعا في ترجمة ذلك إلى حقائق ملموسة وانجازات مدروسة، فشكراً لكما على هذا العطاء الذي لا ينضب، وهذه القوة الكامنة فينا والتي نستمدها منكما.


شكراً محمد بن راشد.. شكراً محمد بن زايد، وهنيئاً لنا بكما، فأنتما وجهان مضيئان يشرق من خلالهما، مستقبل الوطن وأفق تقدمه.